قفزة تكنولوجية.. الإمارات تتصدر مشهد الابتكار التقني في 2025

سجلت الإمارات العربية المتحدة نجاحًا جديدًا في مسيرتها نحو التحول الرقمي، مع تحقيق طفرة ملحوظة في حجم الاستثمارات التقنية خلال النصف الأول من عام 2025.

ووفقًا لتقرير حديث صادر عن منصة "FintechNews"، ارتفعت قيمة التمويل الموجه لشركات التكنولوجيا الناشئة في الدولة بنسبة 133% مقارنة بالنصف الثاني من عام 2024، لتصل إلى نحو مليار دولار أميركي، مما يعكس ثقة المستثمرين الدوليين والإقليميين في البيئة التكنولوجية الإماراتية.

البيئة الجاذبة للاستثمار التقني

يمثل هذا النمو القوي انعكاسًا مباشرًا لسياسات دولة الإمارات الطموحة في دعم الابتكار، وتطوير البنية التحتية الرقمية، وتسهيل الإجراءات أمام رواد الأعمال والمستثمرين.

فقد عملت الدولة، عبر مؤسساتها المتعددة، على خلق بيئة أعمال مواتية من خلال حاضنات أعمال، ومناطق حرة متخصصة، وتسهيلات تمويلية للشركات الناشئة.

وصرّح مسؤول في وزارة الاقتصاد الإماراتية بأن ابوظبي "تعتبر قطاع التكنولوجيا والابتكار عنصرًا رئيسيًا في رؤيتها الاقتصادية المستقبلية، وتضع كل الإمكانيات لجعل الدولة مركزًا عالميًا للتقنيات المتقدمة."

شركات ناشئة إماراتية تقود التغيير

أظهر التقرير أن عددًا من الشركات الناشئة المحلية نجح في جذب استثمارات ضخمة، خصوصًا في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المالية، والصحة الرقمية، والتعليم الإلكتروني.

من أبرز هذه الشركات: "Tabby" في قطاع المدفوعات الرقمية: استقطبت تمويلاً جديدًا ضمن جولة تمويلية تجاوزت 200 مليون دولار، و"Huspy" في القطاع العقاري التقني: عززت حضورها الإقليمي بعد جولة تمويل قوية، و"Baraka" و"Sarwa" منصتان للاستثمار الرقمي: شهدتا توسعًا في قاعدة مستخدميهما واستثمارات من صناديق دولية.

اللافت أن الشركات لم تقتصر في توسعها على السوق المحلي، بل بدأت بتوسيع عملياتها إلى دول الخليج وشمال إفريقيا، في خطوة تعكس قدرة الإمارات على تصدير نموذجها التقني إقليميًا.

مبادرات حكومية تعزز المسار

وتُعزى هذه القفزة أيضًا إلى مبادرات حكومية استراتيجية، أبرزها: برنامج "نوابغ الإمارات" الذي يستقطب العقول المتميزة عالميًا للعمل في بيئة إماراتية محفزة، وصندوق الإمارات للتكنولوجيا الذي يموّل المشاريع الابتكارية في مراحلها المبكرة، وسياسات الإقامة الذهبية التي سهلت على المبتكرين تأسيس أعمالهم والبقاء في الدولة.

وقد أشار التقرير إلى أن الإمارات تُعد حاليًا من الدول الرائدة في استضافة المؤتمرات والمعارض التقنية الكبرى، مثل جيتكس (GITEX) وفينتك سيرج (Fintech Surge)، مما ساعد على تسليط الضوء على الشركات الإماراتية الناشئة وربطها بمستثمرين عالميين.

الإمارات مركز إقليمي للتمويل التقني

الإمارات باتت تُصنف كـ"وادي السيليكون العربي"، حيث تحولت إلى مركز تمويلي رئيسي في الشرق الأوسط لمشروعات التقنية، متقدمة على عدد من الدول الكبرى في المنطقة.

ويشير محللون إلى أن تركيز الإمارات على التنويع الاقتصادي وتكنولوجيا المستقبل منحها ميزة تنافسية، خصوصًا مع توجه عالمي لتقليل الاعتماد على القطاعات التقليدية.

نظرة مستقبلية

مع هذا الزخم في الاستثمارات، يتوقع مراقبون أن يشهد النصف الثاني من 2025 مزيدًا من النمو، لا سيما مع توجه الإمارات نحو إطلاق مشاريع ذكاء اصطناعي وطنية، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

كما يُتوقع أن تشهد مجالات الأمن السيبراني، والتكنولوجيا التعليمية، والروبوتات نموًا كبيرًا خلال الفترة القادمة، مدفوعة بدعم حكومي مباشر، واستقرار اقتصادي يجعل من الإمارات وجهة استثمارية جذابة على المستوى العالمي.

خاتمة

نجاح الإمارات في مضاعفة الاستثمارات التقنية خلال النصف الأول من 2025 لا يمثل فقط مؤشراً اقتصادياً، بل يُعبر عن نضج بيئة الابتكار في الدولةن ومن الواضح أنها تسير بخطى ثابتة لتكون ليس فقط رائدة إقليميًا في التكنولوجيا، بل منافسًا عالميًا حقيقيًا في اقتصاد المعرفة.

Previous
Previous

تقرير أميركي: دعم المجلس الانتقالي الجنوبي مفتاح هزيمة الحوثيين

Next
Next

قصة نجار سوري شارك في ترميم كاتدرائية نوتردام وراتبه 20 ألف يورو