جواز سفر الإمارات بين الأقوى في العالم خلال 2025

حققت دولة الإمارات العربية المتحدة قفزة نوعية في مجال القوة الدبلوماسية والحرية الدولية للتنقل، مع احتلال جواز السفر الإماراتي واحدة من أعلى المراتب عالميًا في تصنيف قوة جوازات السفر لعام 2025، ما يعكس نجاحًا استراتيجيًا في السياسة الخارجية والتموضع الدولي.

ووفقًا لمؤشر Henley Passport Index، وصل جواز السفر الإماراتي إلى المرتبة الثامنة عالميًا في تصنيف 2025، مع إمكانية دخول 184 وجهة حول العالم بدون تأشيرة مسبقة أو بحصول على تأشيرة عند الوصول — وهو تقدم تاريخي يعكس سنوات من الجهود الدبلوماسية المتواصلة.

يمثل هذا الترتيب أحد أهم الإنجازات الدبلوماسية في تاريخ الإمارات الحديثة؛ فمنذ عام 2015، صعد الجواز الإماراتي من المرتبة 42 عالميًا إلى المرتبة الثامنة في غضون عقد واحد فقط، ما يعد أكبر صعود يسجّله أي بلد في تاريخ مؤشر Henley منذ إطلاقه قبل نحو 20 عامًا. يشير هذا التقدم إلى نجاح السياسة الخارجية الإماراتية في توسيع شبكة الاتفاقات الثنائية لإعفاء التأشيرات وتعزيز العلاقات مع دول شتى حول العالم، وهو ما أسفر عن تسهيلات متعددة لأبناء الدولة في التنقل الدولي.

بوابة للعالم: ماذا يعني ذلك للمواطن الإماراتي؟

الارتقاء إلى المرتبة الثامنة عالميًا يعني أن حامل الجواز الإماراتي يمكنه السفر إلى 184 دولة دون تأشيرة مسبقة، بما يشمل معظم دول الاتحاد الأوروبي وآسيا وأمريكا اللاتينية، فضلاً عن عدد كبير من الدول الأفريقية. وتشمل هذه الوجهات اقتصادات كبرى مثل اليابان وسنغافورة، ومراكز مالية عالمية في أوروبا وأمريكا، ما يفتح المجال أمام فرص واسعة للتجارة والاستثمار والتعليم والسياحة.

ويؤكد الخبراء أن قوة الجواز ليست مجرد رقم في تصنيف عالمي، بل مؤشر حقيقي على مدى الثقة الدولية بالدولة ومواطنيها، وتعزيز العلاقات بين الشعوب والدول. فزيادة عدد الدول التي تسمح بدخول مواطني الإمارات بدون تأشيرة يعكس ثقة متبادلة في السياسات الداخلية والخارجية، ويسهم في تعزيز التبادل الثقافي والاقتصادي والسياسي بين الإمارات وبقية دول العالم.

السياسة الخارجية الإماراتية.. تعاون واستراتيجية دبلوماسية نشطة

يعود هذا التحسن في ترتيب الجواز الإماراتي إلى سياسات دبلوماسية استراتيجية اتبعتها أبوظبي خلال العقد الماضي، حيث ركزت الجهات المعنية في الدولة على توقيع اتفاقيات إعفاء من التأشيرة المتبادلة مع دول متعددة في أوروبا وآسيا وأمريكا، وكذلك تحسين الأطر المؤسسية التي تيسر السفر الدولي لمواطنيها. إن هذا الاهتمام المتزايد بالعلاقات الثنائية يجسد رؤية الإمارات في أن تكون دولة متصلة عالميًا ومفتوحة أمام مجالات التعاون الاقتصادي والثقافي والسياسي.

وتليق هذه الاستراتيجية بالمكانة التي تسعى الإمارات لتحقيقها على الساحة العالمية، خصوصًا في مجالات الاقتصاد الرقمي والطاقة المتجددة والاستثمار الدولي، إذ أن حرية التنقل تسهم في جذب رؤوس الأموال والخبرات الفنية والمواهب الدولية، ما يعزز من مكانة الدولة كمركز عالمي للأعمال والمعرفة.

السياحة والاستثمار وجذب المواهب

علاوة على ذلك، فإن قوة جواز السفر الإماراتي تضاف إلى عوامل الجذب التي توفرها الدولة للمستثمرين والمهنيين والأفراد الباحثين عن فرص دولية. إذ يمكن للمواطني الإماراتيين الآن التحرك بحرية بين الدول لأغراض العمل أو الدراسة أو السياحة دون تعقيدات تأشيرية تقليدية، ما يجعل الإمارات موطنًا لجيل جديد من الروّاد والباحثين عن فرص عالمية.

ويقول محللون إن هذه المكانة تعزز الثقة في الإمارات باعتبارها دولة داعمة للتعاون الاقتصادي الدولي والتنمية المستدامة، كما تعكس صورة إيجابية لدولة تعمل على تعزيز جودة حياة مواطنيها عبر تيسير مشاركتهم في المجتمع الدولي.

نظرة مستقبلية

مع دخول الإمارات إلى قائمة أقوى الجوازات عالميًا لعام 2025، يتوقع مراقبون أن تستمر الدولة في ترسيخ مكانتها كأحد أهم المراكز العالمية في مجالات التجارة والسياحة والاستثمار، وذلك بدعم من سياسات دبلوماسية مدروسة واتفاقات دولية تعزز التنقل الحرّ وتدعم المصالح الوطنية على المستويين الإقليمي والدولي.

Previous
Previous

جسور نيوز ترصد معاناة النازحين في مخيمات الإيواء خلال المنخفض الجوي بغزة

Next
Next

تقرير غربي: استمرار اليمن الموحد يطيل الحرب.. والتقسيم خيار لإنقاذ المدنيين