مظاهرات السفارة.. تضامن مع غزة أم مخطط يستهدف الأردن؟

عمان – جسور

تتصاعد حدة الانقسامات في الشارع الأردني بعد أن أخذت المظاهرات المتضامنة مع غزة منحى مختلف وصل إلى حد المساس بمؤسسات الدولة الأردنية.

وأخذت المظاهرات في الأردن خلال الأسابيع الماضية توجهاً تصعيدياً، لتتخللها أعمال شغب وتخريب ممتلكات عامة، وإشعال نيران وإغلاق طرق، ومحاولات اعتداء على رجال الأمن من خلال رمي حجارة وزجاجات تجاههم، كما تخللها شعارات مؤيدة لحماس وكتائب القسام، تزامناً مع بث تسجيلات سابقة لبعض قيادات الحركة تطالب فيها الشعب الأردني بالتحرك تجاه ما يحصل في قطاع غزة.

وأشار محللون في تصريحاتهم لشبكة “جسور” إلى أن ما تشهده الأردن من تصاعد لأعمال الفوضى والعنف يشكّل "مُقدمة لمؤامرة يقودها تنظيم الإخوان المسلمين بأهداف إيرانية واضحة لإعادة خلق الفوضى في المنطقة"، مؤكدين أن الطرفين يستغلان هذه المرة قضية الحرب في غزة كمدخل لتجييش الشارع ضد الملك والجيش والحكومة".

ويقول محمد حامد، الباحث في العلاقات الدولية، إن "إن المظاهرات التي قادت إلى موجات من العنف في الشارع الأردني أشعلتها جماعة الإخوان وهدفها توجيه الاتهام إلى العرش الأردني بأنه لم يتفاعل مع الحرب في غزة ولم يقدم الدعم الكافي لغزة كما كان يجب أن يحدث”

وأضاف حامد، لموقع "جسور" بأن الاتهامات توجه لإيران التي يعتقد أنها تقف خلف هذه الاضطرابات بغية شل الأمن والاستقرار في الشارع الأردني لتهريب المزيد من السلاح للضفة الغربية من العراق مرورا بالأردن، مشيرا إلى أن "الإقليم أصبح مشتعلًا والأردن في قلب هذا الاشتعال، وبعد أن بقي الأردن بعيداً عن مظاهرات ما سمي بالربيع العربي، تجد عمان نفسها محاصرة اليوم بالأزمات وعلى رأسها أزمة تجارة المخدرات القادمة من الجارة سوريا وتهريب السلاح".

مخطط الإخوان

ومنذ منتصف مارس الماضي، شهد محيط السفارة الإسرائيلية في منطقة الرابية، احتجاجات لعشرات الآلاف، ودعت منصات إعلامية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، للمشاركة في تلك الوقفات الاحتجاجية التي تتصدرها شعارات مؤيدة لـ"حماس" و"القسام"، مستدعية

وتتهم مصادر أردنية، "قيادات من الحركة الإسلامية في عمّان بالتنسيق مع قيادات حركة (حماس) في الخارج، والهدف إقحام الشارع الأردني في معركة غزة، وتوسيع نطاق التوتّر في المنطقة، وأضافت المصادر أن ما يحدث يتطلب "مراجعات رسميّة"؛ نظراً لطبيعة وحجم المعلومات المتوافرة عن "اتصالات خارجية ودعوات تدفع الشارع الأردني نحو التصعيد ضد حكومته".

ووسط هذه التباينات الديموغرافية والأصولية، برز ما عُرف بتيار الظل أو تنظيم "حماس" داخل جماعة الإخوان في الأردن، وهو تيار يميل إلى التركيز على القضية الفلسطينية على حساب القضايا الوطنية الأردنية، وهذا التيار وعلى رأسه المراقب العام للإخوان في الأردن عبد الحميد الذنيبات وهو المتحكم حاليا في الجماعة ويسعى لأخذ مواقف مختلفة عن الموقف الرسمي الأردني.

ومع أن جماعة الإخوان في الأردن وكذلك حركة حماس تقولان في العلن إنه لا يوجد رابط تنظيمي بينهما، خصوصًا في الوقت الراهن، وأنهما قطعتا صلاتهما الحركية قبل فترة طويلة فإن واقع وطبيعة الحراك الاحتجاجي الأخير أبرز تقارب كبير في رؤى الفرع الأردني للإخوان المسلمين وتنظيم حماس

نشر الفوضى

وترى الدكتورة دانييلا القرعان، الأكاديمية والباحثة الأردنية في الشؤون السياسية والقانونية، أن الحراك الشعبي الجاري على الساحة الأردنية يشير إلى وجود أيادي خفية، ترغب في صب الزيت على النار في الوقت غير المناسب.

وتضيف القرعان، لموقع "جسور"، أن ما جرى في الرابية وفي أماكن أخرى مؤخرًا هو تجاوز لحدود الوقوف مع غزة، كونه وصل إلى حد الحض على تدمير الأردن، الذي وعلى الرغم من شح موارده وظروفه الصعبة كان دائماً يسعى إلى تأمين الاستقرار وإرساء الأمن ومساعدة الفلسطينيين.

وتابعت "لعل المستشفى الأردني، ودور نسور سلاح الجو الذين حملوا مئات الأطنان من المواد الغذائية والدوائية وألقوها فوق شواطئ غزة هما خير دليل على ما نقوله، كما شارك الملك وعدد من أبناء الأسرة الهاشمية في الإشراف المباشر على الإنزال الجوي".

وأشارت القرعان إلى الطبيعة العنيفة للاحتجاجات الأخيرة التي لم تهدف لغزة بقدر ما قام المتظاهرون فيها بالتطاول على الممتلكات الخاصة والعامة، ناهيك عن تعامل المتظاهرين مع الحكومة الاردنية وقوات الأمن والشرطة الأردنية على أنها قوات احتلال وعدو يجب القضاء عليه.

من جانبه أكد مهند المبيضين، وزير الاتصال الحكومي الأردني، أن بلاده "مصرة على الموقف الصلب الداعم لفلسط" مشيراً إلى أن الفوضى والتخريب لا يدعما الشعب الفلسطيني. وندد المبيضين بأفعال بعض الأطراف التي تحاول اختطاف الشارع لهتافات أخرى خارج السياق الأردني العام.

بدوره وجه فيصل الفايز، رئيس مجلس الأعيان الأردني، رسالتين إلى قادة "حماس" و"الإخوان" مطالباً إياهم بالحفاظ على قوة الأردن "لأنها من قوة فلسطين"، مشددا على أن "الأردن لن يقبل أي تدخل خارجي أو فرض أجندات خارجية عليه".

وطلب الفايز من جماعة "الإخوان" في الأردن "التصدي لمن يحاول زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد إذا أرادوا مصلحة الأردن، وأن يقولوا لمن يحاول إشاعة الفوضى كفى".

وأضاف الفايز، "حافظوا على الوحدة الوطنية في الأردن وعلى الأمن والاستقرار، لأن هذا الأمر سيكون في صالحكم وصالح القضية الفلسطينية"، مؤكدا على أنه "يجب على الجميع الالتزام بالقانون حتى يتمكنوا من التظاهر والتعبير عن دعمهم لفلسطين دون الإساءة لرجال الأمن أو تخوين الدولة الأردنية” مؤكداً على أن الأردن سيكون بالمرصاد لكل من يحاول زعزعة استقرار وأمن الأردن.

]]>

Previous
Previous

لا تحتاج رأس مال.. ابدأ استثمارك في هذه المشروعات

Next
Next

رغم تراجع وتيرة الحرب في سوريا..حلم الهجرة لا يزال يراود السوريين