ارتبطوا بخلفاء مصر الفاطميين.. من هم "البهرة"؟
تحرص طائفة البهرة على المشاركة في تمويل أعمال تطوير مساجد آل البيت في مصر، وشملت مساجد الإمام الحسين والسيدة نفيسة وأخيرا السيدة زينب، لكن ما لا يعرفه البعض هو ارتباط تلك الطائفة بمصر تاريخيا، وبالتحديد منذ عهد الدولة الفاطمية التي أنشأت القاهرة واتخذتها عاصمة لها.
وتعتنق طائفة البهرة مذهب الشيعة الإسماعيلية، وهم يعترفون بإمامة الخلفاء الفاطميين حتى الخليفة "أبو القاسم طيب بن منصور"، وهو الإمام الحادي والعشرين في معتقدهم، فيطلق عليهم الطائفة "الطيبية"، وهي فرع من الطائفة "المستعلية" نسبة إلى جد الخليفة الطيب وهو "أبو القاسم المستعلي بالله أحمد بن منصور".
ويعتقد أتباع الطائفة إن الإمام الطيب دخل الستر سنة 525 هجريا، وهناك أئمة مستترون آخرون من نسله إلى الآن "لكن لا يعرف عنهم شيئا، وحتى أسماءهم"
ما معنى "البهرة"؟
ويقال في اللغة العربية عن البُهرة "أي وسط الشيء أو بطن الوادي"، لكن الأرجح أن الاسم يعود إلى لفظ هندي قديم بمعنى "التاجر"، ويعود أصل التسمية إلى التجار الذين نشروا المذهب خلال تعاملاتهم مع السكان الأصليين في الهند، وأطلق على معتنقي المذهب هناك اسم البهرة بعد ذلك.
وكطبيعة المذهب الإسماعيلي الذي ينقسم لفروع عديدة، فقد انقسمت البهرة أيضا إلى ثلاثة فروع، أكبرها البهرة الداوودية نسبة إلى قطب شاه داود وينتشر أتباعها في الهند وباكستان منذ القرن العاشر الهجري، وداعيتهم يقيم في «بومباي»، أما البهرة السليمانية فهي نسبة إلى سليمان بن حسن وهؤلاء مركزهم في اليمن إضافة غلى البهرة العلوية.
المعتقدات
وتقول طائفة البهرة إن إمامهم ينتسب إلى آل البيت، وليس لدعاتها نشاطا كبيرا خارج إطار الطائفة نفسها التي تشدد على أتباعها وترفض تركهم معتقداتها حتى لو إلى الزيدية أو باقي مذاهب الشيعة الأخرى.
وقد يبدو ظاهريًا أن البهرة تحذو حذو الإسماعيلية، لکنها أضافت الکثير من الآراء لم يأت بها المذهب الأصلي، ومنها المغالة في النظر إلى أئمة المذهب، كما لهم آراء خاصة في الصلاة والزكاة غير باقي الطوائف.
وينظر البهرة دائما بتقدير بل و"حنين" إلى مصر، كونها الدولة التي تحوي "العتبات المقدسة" من مساجد آل البيت وما تركه الخلفاء الفاطميون من آثار، ودائما ما تحرص الطائفة على إبقاء علاقة طيبة مع السلطات المصرية
صفات البهرة
يوقر البهرة زعيمهم بشكل كبير ويسمونه مفضل سيف الدين، ويتسم البهرة بوحدة الزي للنساء كما أن هناك زي موحد للرجال، ويتميزون بأنهم لا يختلطون كثيراً إلا مع أتباع طائفتهم وإن كان الاختلاط لا يمكن تجنبه نظراً لعملهم بالتجارة، حيث يقوم أعضاء الطائفة بجمع مبلغ شهري من كل الأعضاء للإنفاق على المشاريع المشتركة وذلك يعتبر مصدر التمويل.
يصل عدد أتباعها في العالم إلى مليون ونصف المليون شخص مركزهم الرئيسي في بومباي ويتواجد غالبيتهم في اليمن والهند ويحرصون على إقامة علاقات جيدة مع الحكام، وفي كل عام يتوافد عشرات الآلاف من أتباع البهرة «الداؤوديين» إلى منطقة حراز التي تبعد عن صنعاء بحوالي 90 كيلومترا لزيارة ضريح حاتم محيي الدين.
الخلاف مع أكبر طوائف الشيعة
ويقول أمير الجامعة السيفية، الدكتور يوسف نجم الدين إنهم، أي البهرة، يختلفون مع الطائفة الشيعية الأكبر "الإثنا عشرية" الذين يؤمنون باختفاء الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري الذي سيظهر "يومًا ما"، بينما هم فيقولون إن الذي اختفى هو الإمام «الطيب» وحين انتهى عمره الطبيعي خلفه ابنه إمامًا، وهكذا فهم لا يعتقدون أن الإمام يعيش فوق عمره الطبيعي، ولا أن هناك عددا محددا للأئمة.
وسلاطين البهرة هم النواب ورتبهم الدينية هي رتبة الداعي المطلق، واشتُهروا بالسلاطين في اليمن والهند، وهم دون الأئمة رتبة، والعصمة للإمام ومن ينوب عنه من الدعاة حتى لا يخرج عن المذهب.
]]>