قطارات من الإسكندرية إلى تطوان.. أول خطوة للربط بين عرب أفريقيا
خطوة كبيرة ستقطعها مصر وليبيا، نحو الربط السككي بين البلدين، وذلك ضمن مشروع أكبر يستهدف كل الدول العربية في منطقة شمال أفريقيا، ومثل "حلما" طيلة سنوات للكثير من سكان الإقليم.
وأعلن وزير النقل المصري كامل الوزير، خلال ملتقى اقتصادي دولي في القاهرة الأربعاء، عن توقيع مذكرة تفاهم مع ليبيا بعد عطلة عيد الأضحى، لمد خط سكك حديد بين البلدين.
وأوضح الوزير، أن الخط المستحدث سيربط بين آخر محطة قطار في غرب مصر وهي "السلوم"، مع أخرى سيجري إنشاؤها في مدينة بنغازي شرق ليبيا، وستتحرك على هذا المسار كبداية قطارات نقل البضائع.
ربط بين مصر والسودان وليبيا
وسبق أن صرح الوزير، بأن مصر وضعت في خطتها الاستراتيجية لتطوير مرفق السكة الحديد، الربط مع دول الجوار، بحيث يمتد خط من شبكة القطار الكهربائي السريع إلى بنغازي، وآخر من أبوسمبل إلى وادي حلفا بالسودان.
إلا أن الحرب الدائرة في السودان حاليا بين الجيش وقوات الدعم السريع، ستحول دون تنفيذ خطط الربط السككي بين مصر والسودان.
تحرك ليبي
من جانبها، وقعت وزارة الاستثمار في الشرق الليبي اتفاقا في مارس الماضي مع ائتلاف شركات "بي إف آي" لتنفيذ سكة حديد تنطلق من مدينة بنغازي وصولا إلى مرسى مطروح.
وقال وزير الاستثمار علي السعيدي، في مؤتمر صحفي، إن الاتفاق هو نواة لاستكمال مشروع السكة الحديد في جميع ربوع ليبيا وربطها مع دول الجوار.
وظل مشروع السكك الحديد المعطل في ليبيا هو حجر العثرة أمام نجاح مشروع الربط بين دول شمال أفريقيا، إذ أن جميعها تقريبا تملك شبكات سككية فعالة، لكن في ليبيا أخفقت محاولات إحياء هذا القطاع المهم، على الرغم من شراء البلاد الجرارات وعربات القطار التي ظلت حبيسة المخازن، حتى أن جهاز إدارة المدن التاريخية تلقى مؤخرا مقترحا بتحويل محطة السكة الحديد في بلدية جنزور غرب البلاد إلى "متحف".
وفي هذا الإطار، قال مدير العلاقات العامة سابقا في فرع شركة "زاروبيج ستروي" للتكنولوجيا لدى ليبيا عبدالباسط مفتاح، إن جهاز السكة الحديد في البلاد إبان فترة رئاسة سعيد راشد وقع بالفعل اتفاقات لأجل فتح مسارات خاصة بالسكة الحديد، ومنها مع شركة "زاروبيج" بامتداد من بنغازي شرقا إلى سرت وسط ليبيا.
إلا أن أحداث فبراير في العام 2011 أدت إلى توقف المشروعات الواعدة للسكة الحديد في البلاد، ولم يعد لدى إدارة الجهاز الآن الملائمة المالية التي تمكنها من التغطية لأجل تنفيذ مشروع يغطي كل أنحاء ليبيا، لكن الخط الجديد المقترح من "بنغازي إلى مساعد" وصولا إلى السلوم في مصر، هو مشروع جديد وواعد، ويمكن أن يجلب استثمارات وفرص عمل كبيرة للبلاد، وفق مفتاح.
الربط بين دول شمال أفريقيا
وتقدمت المغرب رسميا عبر وزير النقل بها محمد عبدالجليل، بطلب إلى مصر لدراسة مد خط القطار السريع وصول إلى المغرب، وبذلك يمر عبر ليبيا وتونس والجزائر.
وقال وزير النقل المصري، في تصريحات سابقة، إن الخط بمده إلى المغرب، يساهم في ربط شرق إفريقيا بغربها، مشيرًا إلى إمكانية أن يتصل بعد ذلك بالجزيرة العربية ثم عبر آسيا وحتى الصين، ويمتد فرع منه إلى تركيا ومنها نحو أوروبا.
فكرة الربط القاري بين آسيا وأفريقيا وأوروبا طُرحت خلال مؤتمر الرباط في العام 2023، الذي ضم وزراء النقل في كثير من دول العالم، واقترح مد شبكة قطارات سريعة تمر بالمغرب ومصر، لتربط بين القارات الثلاث.
تفاصيل المشروع
ويفترض أن يمتد خط سكة حديد سريع لربط دول شمال أفريقيا بطول يتراوح بين 4200 إلى 4600 كيلومتر بتكلفة قصوى بنحو 16 مليون دولار للكيلومتر وفق تقديرات خبراء.
وتنفذ مرحلتا التصميم والإنشاء عبر شراكة بين أربعة أو ثلاث شركات من مصر وليبيا والجزائر والمغرب، ويمكن أن تجذب استثمارات عربية أو دولية، حيث أن المشروع سيكون له جدوى اقتصادية كبيرة، لما سيحققه من فوائد تجارية وفي حركة النقل والسياحة.
]]>