سودانيون: نظرات المصريين وإهانتهم تقتلنا.. ومصريون: لا نتحمل وجودكم

منصات عنصرية ودعوات بالترحيل.. لماذا انتشرت عدوى "طرد اللاجئين" في مصر؟

 

"ليس لنا من الأمر شيئ ولا أدري ماذا أفعل وإلى أين أذهب، كل الذي أعرفه أني جئت إلى هنا نجاةً من الموت، لأجد نفسي محاصرة بين همهمات المصريين ارجعوا إلى بلادكم"..لم تستطع ليال أبو الحسن (27 عاما- سودانية) أن تستكمل حديثها، حتى غالبتها بعض الدموع المحتبسة على أطراف مقلتها، ولكنها سرعان ما منعتها، قائلة في حديثها لموقع " جسور" بعد أن أخذت نفسا عميقا، إنها حين تفكر كيف كانت وكيف أصبحت، يصعب عليها تصور أوضاعها في الوقت الحالي، بعدما دفعتها ظروف بلادها إلى النزوح من الخرطوم إلى القاهرة، واضطرت للعيش في ظروف استثنائية لا تعرف كيف ستستمر، و متى ستنتهي؟. 

وبحسب مسئولين أمميين، تزايدت أعداد السودانيين في مصر بشكل كبير، حيث كشفت حنان حمدان، في مقابلة صحفية خلال فعالية لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بمصر، أن عدد اللاجئين المسجلين في مصر قد وصل إلى 650 ألفاً، خلال شهر يونيو، من 400 ألف لشهر أبريل / نيسان الماضي، ويعاني أغلبهم من نقص التمويل وتقديم يد العون لهم، في الوقت الذي كشفت فيه الأمم المتحدة، أن أكثر من 10 ملايين سوداني هجروا بلدهم منذ اندلاع القتال بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل /نيسان 2023.


نجاةُ بطعم الموت

وتضيف ليال لموقع" جسور"، أن بداية قصتها تأتي بعد فقدان أبيها في الحرب، لتضطر للهرب من الخرطوم مع شقيقها الذي يبلغ من العمر 17 عاما، وأمها، بعدما وجدت استحالة استمرارها في السودان، نظرا لحالة الفوضى، التي عمت البلاد، وتعرض فتيات كثيرة للاغتصاب، فضلا عن عجزهن عن تلبية احتياجاتهن الأساسية من الطعام والشراب، بعد توقف مصدر رزقهن، هي وأمها، والذي كان عبارة عن مشغل صغير لصناعة ملابس النساء. 

وعن المشكلات التي واجهتها في مصر مع بداية نزوحها قبل ثلاثة أشهر، أكدت أنه تتعرض لمضايقات كثيرة، وخاصة في العمارة التي تسكن بها في شارع الشيخ ريحان بوسط القاهرة، حيث دائما ما يتهمها بعض جيرانها من المصريين، بأنها سبب لكل المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها المصريون، من ارتفاع إيجارات الشقق في المنطقة، وأسعار السلع الغذائية والخضروات والفاكهة، وطرد عدد من السكان المصريين من شققهم المؤجرة من أجل تأجيرها لسودانيين، نظرا لفارق السعر في الإيجارين. 

كما أشارت إلى ضيق أحوالها المعيشية هي وأمها، وشقيقها الصغير، بعدما اضطرت لدفع ما يزيد عن ثلاثة آلاف دولار من أجل العبور إلى مصر، واستئجار شقة بما يزيد عن 10 آلاف جنيه شهريا، غير فواتير الكهرباء والمياه، حتى اضطرت للنزول هي وشقيقها، للعمل في مطعم سوداني بشارع رشدي بمنطقة وسط البلد، لتكفي احتياجاتهم، في الوقت الذي تبحث فيه عن سبيل لتقنين أوضاعها مع أسرتها الصغيرة، في التهديدات التي تواجهها يوميا من بعض جيرانها بالترحيل، كلما غدت أو راحت، أو سمع جيرانها صوتها هي وشقيقها أثناء صعود سلالم العمارة. 

وتختتم ليال حديثها، بأن نظرات المصريين لها في الشوارع دائما ما تطالبها بالرحيل، خاصة من النساء اللواتي تتقابل معهن في سوق الناصرية، في الوقت الذي تتعرض فيها للإهانة من قبلهن بعبارات صريحة.

ويمر طالب اللجوء السوداني، بمراحل عديدة، من اجل الحصول على اللجوء وتقنين أوضاعه.

حيث يشرح المحامي أحمد عبد الرحمن موظف بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين بمصر، بأن الحصول على اللجوء يتطلب مقابلة لتحديد وضع اللاجئ و طرح قضيته وشرح ظروفه بشكل كامل والتي أدت به إلى الفرار من بلده، واستنادا إلى المقابلة، ستحدد المفوضية ما إذا كنت تستوفي تعريف اللاجئ أم لا وتمنح وضع اللاجئ وفقا للقانون الدولي للاجئين.

ويوضح أن لكل طالب لجوء شخصيته المنفردة وخلفية وسبب مختلفين للهرب من بلاده؛ ومن ثم، يتم تقييم كل حالة على حدة، وفقا لقواعد وإجراءات المفوضية. 

و يعتقد عبد الرحمن، أن أعداد اللاجئين السودانيين في مصر، أكثر بكثير من المعلن عنها، مؤكدا أن المفوضية اضطرت لزيادة عدد موظفيها، من 264 موظفا محليا ودوليا، إلى 424 موظفا، لبحث طلبات طالبي اللجوء، من السودانيين، فإذا كان يصطف أكثر من 700 سودانيا كل يوم على باب المفوضية لتقديم طلبات اللجوء، فهناك أكثر من ألفين سوداني يأتون إلى القاهرة يوميا، عابرين الحدود من السودان لمصر. 

وقال عبد الرحمن، في اتصال هاتفي لموقع " جسور"، إن الأعداد الحقيقية للسودانيين في مصر، تزيد عن مليوني ونصف المليون لاجئ سوداني، أغلبهم يعيش في مصر بدون أوراق رسمية، فضلا عن هروب ما يقرب من 350 إلى 400 ألف سوداني من مصر إلى دولة الجوار الليبية وتونس، بعد فشلهم في تقنين أوضاعهم. 

وتنص المادة 31 من اتفاقية 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، والتي وقعت عليها مصر، على أن "تمتنع الدول المتعاقدة عن فرض عقوبات جزائية، بسبب دخولهم أو وجودهم غير القانوني، على اللاجئين الذين يدخلون إقليمها أو يوجدون فيه دون إذن، قادمين مباشرة من إقليم كانت فيه حياتهم أو حريتهم مهددة ومنحهم مهلة معقولة، وكذلك كل التسهيلات الضرورية ليحصلوا على قبول بلد آخر بدخولهم إليه".

 

اخرجوا من بلادنا 

عمر عبد السميع مدني، شاب يبلغ من العمر 35 عاما، يعيش في مصر منذ 7 سنوات، وكان يعتمد في رزقه على التنقل بين الخرطوم، والقاهرة، وخاصة في شارع عبد العزيز، حيث يقوم بجلب الموبايلات الأيفون من السودان، وبيعها، ثم يقوم بشراء الأجهزة الكهربائية وشحنها للخرطوم، وكان في هذا التوقيت منذ عامين يكسب الكثير من الأموال في تجارته، وله علاقات عديدة مع تجار مصريين كانوا يعاملونه على أفضل ما يكون. 

يقول مدني، في حديثه لموقع " جسور"، إنه ومع توقف تجارته، اضطر للعيش في القاهرة، وتوقفت تجارته، لكنه فوجئ بوضع غير الذي كان يعيش فيه قبل الحرب، ومع كثرة اللاجئين السودانيين في مصر، موضحا أنه وبالرغم من تقنين أوضاعه حيث يحصل على الإقامة، منذ فترة كبيرة، لكنه دائما ما يلاحق بعبارات تطالبه أن يخرج من مصر. 

ويضيف مدني، أن تصرفات بعض الشباب السودانيين، وتجمعاتهم، وسكنهم بشكل جماعي في بعض المناطق الشعبية والأحياء السكنية المكتظة بالسكان، أصبحت محل انتقاد الكثير من المصريين، لدرجة أنهم يطالبونهم بالرحيل، ويحملونهم أسباب ارتفاع معيشتهم، وخاصة الإيجارات، فضلا عن انتشار بعض الصفحات العنصرية ضد اللاجئين السودانيين. 

وأضاف أنه شخصيا، أصبح يسمع عبارات عنصرية من بعض معارفه من المصريين، وإن كانت ليست موجهة له شخصيا، ولكنها تعبر عن ضجر المصريين بالسودانيين المتواجدين على أرضهم، مشيرا إلى أنه لا ينكر بعض التجاوزات التي يقوم بها عدد من الشباب الصغير اللاجئين في مصر، لكن هذا موجود في كل مكان في العالم، ويحدث من كل أجناس الأرض، قائلا: " المصريون أنفسهم يواجهون انتقادات حادة في تركيا ويطالبهم الأتراك بالرحيل عن بلادهم، كما يطالبون برحيل السوريين". 

وكشف أنه اعتاد من المصريين على المزاح معه، بطريقة ثقيلة، عن طريق نعت السودانيين بـ "البوابين"، لكن هذا المزاح أصبح سبابا وإهانة صريحة، وأصبحت بحد قوله عبارات المصريين له ولبني جنسه تحمل الكثير من العنصرية، بل زاد الأمر بالتعبير عن هذه الإهانات والشتائم لحملات ممنهجة على صفحات التواصل الاجتماعي توجه لهم السباب، وتطالب الداخلية المصرية بالقبض عليهم وترحيلهم، بمبررات عنصرية، يقوم أصحابها باتهام السودانيين بأنهم همجيين، وبلطجية، ويحملون السلاح، ويقومون بترويع المصريين الأمنين في بيوتهم، وهذا غير صحيح.

 

مصر دولة تقبل التعدد أم تعرف العنصرية؟

 هذه الاتهامات دفعت المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتب رئيس الجمهورية الأسبق للمعلومات، ورئيس مكتبة الإسكندرية السابق، إلى التصريح بأن اللجوء في مصر إرث قديم، عرفته مصر منذ آلاف السنين، قائلا: "إن أول لاجئ جاء إلى مصر هو السيد المسيح عليه السلام". 

و قال الفقي في تصريحات تلفزيونية، إنه لا يوجد شيئ يسمى نقاء العنصر البشري في مصر، حتى يتحول المصريون إلى عنصريين ضد غيرهم، مضيفا أنه "حين كان يجلس مع لويس عوض المفكر المصري كان يقول له "مشكلتنا إننا شعب بزرميط" أي (متعدد الأجناس)، فيه اللي جايين من الصحراء الشرقية والصحراء الغربية ومن الجنوب لإن مصر دولة على الناصية، تطل على آسيا وأوروبا وإفريقيا".

وأوضح الفقي بأن الحديث عن نقاء العنصر المصري حديث عنصري، ونظرية صعبة جدا وعنصرية جدا"، قائلا: "مصر دايما بلد لجوء، واللاجئ الأول هو السيد المسيح مع أمه و مع يوسف النجار، وبابا الفاتيكان قال هذا"، وتابع: " التنوع والتعددية في مصر يرفع البلد إلى الأفضل كمثال مدينة الإسكندرية، حين كان يقطنها الطليان والجريك والأرمن واليهود". 

وأضاف أن التحول في استضافة اللاجئين في مصر سواء كان سوداني أو سوري، سببه الأزمة الاقتصادية، مؤكدا أن السودانيين كانوا يدخلون بموجب اتفاقية الحقوق الأربعة لمصر بدون تأشيرة، ومصر كانت تخجل من أن تطالب بدعم الامم المتحدة في استضافة اللاجئين للحفاظ على كبريائها، وكانت رفض فعل ما تفعله تركيا في التفاوض حول اللاجئين لديها والحصول على مليارات الدولارات.

وأشار إلى أن مصر كانت تستضيف النميري، حينما كان لاجئا في مصر، وكنت مصر تنفق عليه، وعلى موائده التي كان يدعو إليها مئات السودانيين يوميا من جيب مصر، ولكن الآن تحولت الأوضاع بفعل الأزمة الاقتصادية، التي تعيشها مصر، وأصبحت قضية اللاجئين تحتاج إلى دعم أممي يقدم لمصر في استضافتها لهم، خاصة مع هذه الأزمات المستمرة التي نعيشها بفعل الحرب الموجودة في أغلب دول الجوار المصري، سواء كان في غزة أو السودان أو ليبيا أو سوريا.

 

احتلال

 من جانبه، يقول أحمد حسين (67 عاما – صانع أحذية)، في حديثه لموقع "جسور"، إنه بالأمس القريب كان سعيدا بتواجد السوريين والطلاب الأندونيسيين في الحي الذي يسكن فيه بالأزهر، وسط القاهرة، ولكنه ومع وفود الكثير من هؤلاء، وما زاد عليهم من الأفارقة والسودانيين والهنود، أصبح لا يتحمل وجودهم في منطقته، نتيجة تسببهم - بحد اعتقاده - في غلاء المعيشة ورفع أسعار الخبز، والإيجارات، والخضروات. 

ويضيف حسين الشهير بـ " ميمي" في حارة الهنود بشارع المحروقي بالدرب الأحمر، أن زيادة عدد الأندونيسيين، وانتشار السودانيين، أصبح يمثل عبئا على السكان في المنطقة، فأغلب هؤلاء يقومون بتصرفات "مستفزة"، سواء كان بعشوائيتهم، وروائح طعامهم، أو بسيطرتهم على المنطقة نتيجة السكن الجماعي للشباب والأسر السودانية، الأمر الذي شببه بـ "الاحتلال". 

واتهم " ميمي" السودانيين، بأنهم سبب في انتشار جرائم السرقة، بالحي، وشرب المخدرات، نتيجة لتناولهم مخدر " القات" المعروف في السودان، وهو أشبه بمادة الأفيون في مصر، رافضا أن يكون هذه من قبيل التصرفات الفردية، ومصمما على اتهامهم بأنها تصرفات جماعية تحدث من أكثر اللاجئين السودانيين في مصر، مطالبا بترحيل اللاجئين، وعودتهم لبلادهم، على اعتبار أنهم سببا رئيسيا في الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بلادهم، بحد اعتقاده شخصيا.

 

حرب السوشيال ميديا

 وفي الآونة الأخيرة، زاد عدد منصات التواصل الاجتماعي، التي تطالب بترحيل اللاجئين السودانيين، كما زادت حالات التلاسن بين نشطاء مصريين وسودانيين يعيشون في القاهرة، حيث يتبادل الطرفات الاتهامات فيما بينهم، حول الاتهام بالعنصرية ونشر الجريمة، وفي المقابل يتهم السودانيون نظرائهم المصريين بالعنصرية والتهكم على أوضاع اللاجئين التي يمر بها الكثير من هؤلاء في منطقة الشرق الأوسط. 

وقامت ناشطة مصرية تدعى رحيمة الشريف، بتأسيس قناة على "فيس بوك" و قناة على "يوتيوب"، لمهاجمة اللاجئين السودانيين، في مصر، وتوجيه عبارات عنصرية ضدهم، والمطالبة بترحيلهم، بعد أن قامت بتوجيه اتهامات لهم بنشر الجريمة في حي العاشر بمدينة نصر، والتعرض للفتيات والنساء المصريات بالمعاكسات والتحرش بهن. 

وتحولت مادة الإساءة للسودانيين في مصر، والمطالبة بترحيلهم، مجالا كبيرا لنشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل الحصول على آلاف المشاهدات، بل إن هناك عدد من الصفحات التي ترصد سلوكيات السودانيين، وأصبح تترصد بكل تصرفاتهم، وجعلها مادة منشورة على "فيسبوك" و " تيك توك". 

ويوجد في مصر 9 ملايين "مقيم ولاجئ" من نحو 133 دولة يمثلون 8.7 في المئة من حجم السكان البالغ عددهم نحو 106 ملايين نسمة، بحسب تصريحات سابقة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ويُشكل السودانيون العدد الأكبر من اللاجئين في مصر بنحو 4 ملايين، يليهم السوريون بحوالي 1.5 مليون، واليمنيون بنحو مليون والليبيون مليون نسمة، حيث تمثل الجنسيات الأربع 80 في المئة من المهاجرين المقيمين حاليا في البلاد، وفق تقديرات "المنظمة الدولية للهجرة". 

ويرى الكاتب والمحلل السياسي، عاطف الحملي، أن اللاجئين أصبحوا عبئا على مصر ويضرون بمصر "سياسيا واقتصاديا وأمنيا" وخاصة "السودانيين"ن موضحا أن هناك فرق حين جاء السوريون إلى مصر وقاموا بعمل "مشروعات" باستثمارات خاصة، واحترموا القوانين المصرية ولم يتطاولوا على الشعب المصري، لكن السودانيين، يعيشون في مصر بشكل عشوائي، وبطريقة تمثل عبئا على المصريين.

ويقول الحملي، إن اللاجئين السودانيين يزاحمون المواطنين المصريين في المواصلات والسلع الغذائية والمواد الأساسية والأدوية"، ما تسبب في تضاعف أسعار السلع والخدمات خلال الفترة الماضية، قائلا: "إن هؤلاء يضغطون على الاقتصاد المصري الذي يعاني بالفعل والاقتصاد المصري لا يتحمل هذا العدد من "اللاجئين"، بعدما تجاوزت نسب التضخم في مصر 27 في المئة، وفي ظل وجود نسب بطالة بين المصريين سواء كانوا خريجي جامعات أو من ممارسي الأعمال الحرة".

وتساءل : "إلى متى ستكون مصر حاضنة للاجئين وهي لا تمتلك وافر اقتصادي كدول الخليج مثلا؟" ولذلك "لابد على الحكومة مراجعة ملف الضيوف من مختلف البلدان العربية والأفريقية وإلا ستكون هناك نتائج كارثية اجتماعية وأمنية واقتصادية على المصريين قريبا".

]]>

Previous
Previous

أسواق لاسترقاق السودانيات وقهر يلاحقهن إلى مخيمات اللجوء..ناجيات يتحدثن لجسور

Next
Next

الطلاب الأجانب يكتشفون سحر اللغة العربية واللهجة المغربية في المغرب