هكذا سلم بايدن الشعلة إلى هاريس في مؤتمر الديمقراطيين بشيكاغو

في أحد آخر ظهوراته الرئيسية قبل أن يغادر منصبه خلال خمسة أشهر، مرر الرئيس جو بايدن الشعلة رسميًا إلى نائبته، كامالا هاريس، وسط هتافات صاخبة للديمقراطيين الذين احتشدوا في المؤتمر الوطني لحزبهم في ولاية شيكاغو ليل الإثنين.

وفي البداية، ضجت قاعة المؤتمر بصيحات التأييد التي أطلقها الحضور لبايدن، لدى ظهوره لإلقاء خطابه، معبرين عن شكرهم للعقود التي قضاها في المناصب العامة، كما وزع منظمو الفعالية لافتات مكتوب عليها "نحن نحب جو" قبل الخطاب، والتي رفعها الحشد وهتفوا بالإضافة إلى "شكرا جو"، حسب جريدة "واشنطن بوست".

وقدمته ابنة بايدن، آشلي، والدها الذي غالبته الدموع وهو يعتلي المسرح واحتضنها، وأيضا السيدة الأولى جيل بايدن، التي تحدثت قبل وقت قصير من خطاب زوجها، بكت أيضًا وبدت عاطفية بشكل واضح طوال الجزء الأخير من المساء، بما في ذلك خلال التصفيق المستمر الذي تلقاه الرئيس.

أحبكم جميعا

واستهل بايدن، كلمته قائلا "أحبكم جميعاً أيها الناس.. وأحب أميركا"، وبعدها بدأ في حشد الجماهير لصالح هاريس، في لحظة حلوة ومريرة تمثل النهاية غير الرسمية لنصف قرن من عمله في السياسة. 

وقال: "دعني أسألكم: هل أنتم مستعدون للتصويت من أجل الحرية؟"، متابعا: "هل أنتم مستعدون للتصويت لصالح الديمقراطية ولأميركا؟ اسمحوا لي أن أسألكم: هل أنتم مستعدون للتصويت لكامالا هاريس وتيم فالز كرئيس ونائب لرئيس الولايات المتحدة؟".

وبينما يتطلع الكثيرون إلى ما تبقى من الأسبوع الجاري لمشاهدة المناسبة المهمة لترشيح هاريس الرسمي، كانت ليلة الاثنين من نواحٍ عديدة بمثابة تكريم للقادة الديمقراطيين الذين مهدوا الطريق لها.

لقد حقق بايدن، الذي تحدث لأكثر من 45 دقيقة في خطاب مفعم بالحيوية، عن السنوات الأربع التي قضاها في منصبه وسعى إلى تعزيز إرثه، كما تناول العمل الذي لا يزال ينتظر أميركا مثل "دعم أوكرانيا ضد غزوها لروسيا؛ وتأمين اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب في غزة".

حديث غاضب عن ترامب

وفي العديد من النقاط، تحدث بايدن بغضب عن التهديدات التي قال إن المرشح الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب يشكلها، بما في ذلك على الديمقراطية الأميركية والتحالفات الدولية، وكثيرا ما تمت مقاطعة خطابه بسبب هتافات الجمهور.

وفي عدة نقاط، عندما هتف المندوبون المتحمسون "شكرًا لك جو"، أضاف بايدن: "وشكرًا لك كامالا".

وسعى الرئيس أيضًا إلى تبديد أي فكرة مفادها أنه كان غاضبًا من اضطراره إلى الانسحاب من السباق الرئاسي عندما كانت نيته دائمًا السعي للحصول على فترة ولاية ثانية.

وقال بايدن: "كما ترون، لقد كان شرف حياتي أن أكون رئيسكم"، معقبا: "أنا أحب الوظيفة، لكني أحب بلدي أكثر.. وكل هذا الحديث عن مدى غضبي من كل هؤلاء الأشخاص الذين قالوا إن عليّ التنحي – هذا غير صحيح".

وفي مرحلة ما، سعت مجموعة صغيرة من المندوبين الذين كانوا يحتجون على طريقة تعامل بايدن مع حرب إسرائيل في غزة إلى تنظيم مظاهرة خلال خطابه، رافعين لافتة كتب عليها "أوقفوا تسليح إسرائيل"، لكن المندوبين سارعوا إلى عرقلتهم بلافتات "نحن نحب جو".

وفي وقت سابق من المساء، احتفلت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية للرئاسة لعام 2016، بمختلف النساء اللاتي سبقتها وهاريس، مما يشير إلى الطبيعة التاريخية لترشيح هاريس والمقارنة بين دورها ودور هاريس. 

وتعرض بايدن لضغوط متواصلة من الديمقراطيين للتنحي بعد أدائه في المناظرة أمام ترامب في 27 يونيو، وهو ما جدد بالنسبة للكثيرين في حزبه التساؤلات حول قدرته على هزيمة الرئيس السابق وربما مدى أهليته لولاية ثانية، وخاض الرئيس معركة مريرة مع زعماء حزبه لأكثر من ثلاثة أسابيع، وأصر على أنه في وضع أفضل للتغلب على ترامب، قبل أن يقرر إسقاط محاولته إعادة انتخابه في 21 يوليو.

وانضمت كلينتون إلى المتحدثين الآخرين في الإعراب عن الامتنان لسجل بايدن، حيث قالت كلينتون: "دعونا نحيي الرئيس بايدن.. لقد كان بطلاً للديمقراطية في الداخل والخارج، ولقد أعاد الكرامة واللياقة والثقة إلى البيت الأبيض، وأظهر ما يعنيه أن تكون وطنيًا حقيقيًا.. شكرًا لك، جو بايدن، على خدمتك وقيادتك طوال حياتك".

]]>

Previous
Previous

خطأ لجنرال روسي فتح الحدود أمام القوات الأوكرانية.. ما القصة؟

Next
Next

يرونها نسخة جديدة من "أوباما".. ديمقراطيون يتبرعون لهاريس بملايين الدولارات