في انتظار منظومة الدفاع الأميركية "الأحدث في العالم".. هل تستعد إسرائيل لـ"رد ضخم" على إيران؟
تترقب إسرائيل وصول منظومة الدفاع الجوي الأميركية "ثاد"، بينما تكثر التكهنات حول مدى قوة ردها المرتقب على الهجوم الصاروخي الأخير لإيران، وما إذا كانت واشنطن قد دفعت بتلك المنظومة إليها تحسبا لضربة إيرانية جديدة.
ويقول الجنرال الأميركي المتقاعد، مارك هيرتلينغ إن منظومة الدفاع الجوي "ثاد" هي الأحدث في العالم، والولايات المتحدة تمتلك 6 منظومات منها فقط، ولذا حين تقرر إرسال إحداها إلى إسرائيل فهو "أمر لافت للغاية".
وأوضح هيرتلينغ، في حديثه إلى شبكة "سي إن إن" الأميركية، أن الولايات المتحدة نظمت عدة مناورات مع إسرائيل منذ نهاية 1990 في مجال الدفاع الجوي، وإسرائيل تمتلك عدة منظومات منها "القبة الحديدية" التي تستخدم ضد الصواريخ قصيرة المدى، و"مقلاع داوود" المسؤول عن التصدي للصواريخ متوسطة المدى ونظام السهم الذي يتكفل بالصواريخ بعيدة المدى.
وتابع: "كانت لدينا منظومات باتريوت، لكن ثاد نظام مختلف وأحدث، وقد أرسلنا بطارية كاملة يشغلها 100 جندي، وبها ستة قواذف يستطيع كل قاذف منها إطلاق ثمانية صواريخ في المرة".
وأردف: "يمكن أن تستخدم المنظومة في صد الصواريخ البالستية الإيرانية لو قررت الهجوم بعد الرد الإسرائيلي المرتقب".
تعزيز الدفاعات الإسرائيلية ضد صواريخ إيران
وأفادت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، في بيان أمس الأحد، بأنه "بناء على توجيهات الرئيس جو بايدن، سمح الوزير لويد أوستن بنشر بطارية دفاع جوي (ثاد) والطاقم المرتبط بها من الأفراد العسكريين الأميركيين في إسرائيل للمساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية في أعقاب الهجمات الإيرانية غير المسبوقة ضد إسرائيل في 13 أبريل ومرة أخرى في الأول من أكتوبر".
واعتبرت أن هذا الإجراء يؤكد التزام الولايات المتحدة الصارم بالدفاع عن إسرائيل والأميركيين لديها، من أي هجمات صاروخية باليستية أخرى من قبل إيران.
وسبق للولايات المتحدة أن نشرت منظومة "ثاد" في إسرائيل عام 2019 للتدريب وتدريبات دفاع جوي متكاملة، وهي منظومة دفاعية صاروخية متقدمة مصممة لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية خلال المرحلة النهائية من تحليقها، وهي اختصار لـ"Terminal High Altitude Area Defense" (نظام الدفاع في المناطق ذات الارتفاعات العالية النهائية) ، وتعتبر جزء من شبكة الدفاع الصاروخي التي تديرها الولايات المتحدة لحماية الأهداف الاستراتيجية من الهجمات الباليستية.
ضربة واسعة ضد إيران
ويرى المحلل السياسي المصري لطفي زكريا إن نشر تلك المنظومة المتطورة يُنبئ بأن هناك تقديرات أميركية بشأن نية إسرائيل توجيه ضربة واسعة على إيران.
وأضاف أن الضربة قد تطال أهدافا استراتيجية في إيران، سواء كانت المنشآت النفطية المختلفة في البلاد، خصوصا المخصصة لتصدير الخام، وربما حتى المواقع العسكرية أو المنشآت الخاصة بالمشروع النووي.
وتظهر الصور الفضائية للموانئ الإيراني مغادرة الأسطول الحربي للبلاد للأرصفة فيما بدا أنه محاولة لتفادي الاستهداف الجوي، وفق المحلل السياسي، الذي لا يستبعد أن تكون الضربة قوية للغاية، وقد تسعى طهران إلى توجيه هجوم آخر لإسرائيل، وستسعى واشنطن إلى إحباطه عبر منظومتها الحديثة.
وأكد المسؤولون الإسرائيليون إن الهجوم الإيراني لم يسفر عن أي أضرار كبيرة في البنية التحتية لها، ولكنهم أشاروا إلى أن أغلب الخسائر وقعت في قاعدتين جويتين عسكريتين، وقد توعدوا برد كبير على طهران، التي بدورها قالت إنها سترد على أي هجوم عليها.
ويأتي ذلك المشهد المتوتر في الوقت الذي تحتدم فيه المواجهات في قطاع غزة وجنوب لبنان، حيث بدأ حزب الله في إطلاق رشقات صاروخية كبيرة على إسرائيل وصلت إلى 300 صاروخ يوميا، في زيادة لافتة مقابل أقل من 100 صاروخ خلال أيام الحرب الأولى، فيما يعلن الجيش الإسرائيلي يوميا عن الاستيلاء على مواقع للحزب وذخائر وأسلحة مختلفة له.
]]>