ترامب يختار أعضاء إدارته الثانية.. وعينه على تغييرات في "الدفاع"


بعد الفوز الكبير للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في السباق الرئاسي أمام منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، ونجاح الحزب الجمهوري في حسم الأغلبية بمجلس الشيوخ، أصبح من السهل أمام ترامب اختيار إدارته الثانية دون "مضايقة" من الديمقراطيين، ويركز على حقائب مهمة لعل أبرزها وزارة الدفاع. 

وقالت جريدة "واشنطن بوست" إن فريق ترامب يركز بالفعل على بعض المرشحين لتولي مناصب عليا، حيث يتنافس الملياردير جون بولسون والمستشار الاقتصادي سكوت بيسنت على منصب وزير الخزانة.

وصرح أشخاص مطلعون على المداولات للجريدة الأميركية، بأن السيناتور الجمهوري من فلوريدا ماركو روبيو والقائم بأعمال مدير المخابرات الوطنية السابق ريتشارد جرينيل، مرشحان لشغل منصب وزير الخارجية.

ومن المتوقع أن ينضم حاكم داكوتا الشمالية، دوج بورجوم إلى إدارة ترامب، إلى جانب فيفيك راماسوامي، حسب مصادر "واشنطن بوست".

وطرح مقربون من ترامب عليه اسم السيناتور الجمهوري من أركنساس توم كوتون لمنصب وزير الدفاع.

رئيسة أركان ترامب

ويتمسك ترامب ببقاء مستشارته ومديرة حملته الانتخابية سوزي ويلز، التي يطلق عليها الإعلام "رئيسة أركانه"، لكن يتنافس على مكانها أيضا بروك رولينز، وهو عضو في مجموعة خارج الحزب الجمهوري، متحالفة مع ترامب.

وقال العديد من المستشارين إن فريق ترامب راجع بصمت آلاف الأسماء للوظائف، ولم يرغبوا في تسليط الضوء على الأمر قبل الانتخابات، وهي تقريبًا توصيات من مستشارين آخرين لترامب، و"الهدف هو تجنب الاختيارات غير المخلصة التي قد ترغب في تخريب أجندة ترامب"، حسب "واشنطن بوست".

وقال مستشارون إن ترامب نفسه أبدى اهتماما خاصا بوزارتي العدل والدفاع، معتقدا أن هاتين الجهتين احبطته بشكل منتظم في فترة ولايته الأولى.

تغييرات في وزارة الدفاع

وأفردت جريدة "بوليتيكو" مقالا مطولا حول رؤية ترامب بخصوص التغييرات اللازمة في وزارة الدفاع خلال ولايته الثانية، حيث حصرتها في ثمانية نقاط.

أولا إعادة النظر في قانون التمرد، بما يسمح لترامب استدعاء الجيش في مواجهة أي أخطار داخلية، وثانيا التراجع عن سياسة منح الإجازة للعاملات في الجيش نظرا للإجهاض أو الرعاية الإنجابية، وهي السياسة التي اعتمدها وزير الدفاع في إدارة بايدن لويد أوستن خلال العام 2022.

وثالثا من المرجح أن يعيد ترامب الحظر الذي فرضه على خدمة المتحولين جنسيا علنا في الجيش، بعدما أصدر بايدن أمرا تنفيذيا بإلغائه، ورابعا التراجع عن إزالة أسماء القادة الكونفدراليين عن القواعد العسكرية في الجنوب.

وخامسا، قد يتطلع ترامب أيضًا إلى نقل القوات الأميركية حول أوروبا، أو سحبها بالكامل، وسادسا من المتوقع أن يرسل ترامب قيادة الفضاء الأميركية إلى ألاباما، وهو المكان الذي أرادها قبل أن يعكس الرئيس جو بايدن مساره ويقرر الاحتفاظ بها في كولورادو، وسابعا تنفيذ تعهده في أغسطس بشكل منفصل بإنشاء الحرس الوطني الفضائي، وهو اقتراح يفضله قادة الحرس والمسؤولون من عدد قليل من الولايات لتوفير أفراد بدوام جزئي للقوة الفضائية، وثامنا وأخيرا، يخطط ترامب لتغيير ألوان الطائرات التابعة للقوات الجوية الأميركية.

مداولات حول حفل التنصيب

 وبدأ المستشارون أيضًا مناقشات حول كيفية إدارة حفل التنصيب، وقالت كارولين ليفيت، الناطقة باسم حملة ترامب، في بيان، إنه "سيبدأ في اتخاذ قرارات" بشأن الموظفين قريبا، متابعة: "سيتم الإعلان عن تلك القرارات عند اتخاذها".

وفي بيان منفصل مساء الأربعاء، صرح الناطق باسم ترامب ستيفن تشيونغ بأن الرئيس جو بايدن دعا ترامب إلى البيت الأبيض "لضمان انتقال سلس" وأن ترامب "يتطلع إلى الاجتماع الذي سيعقد قريبا".

و في خطاب أمام أنصارها الذين أعربوا "عن قلقهم" بشأن نتيجة الانتخابات، قالت هاريس: "أعلم أن الكثير من الناس يشعرون أننا ندخل في وقت مظلم، ولكن من أجل مصلحتنا جميعا، آمل ألا يكون الأمر كذلك"، مضيفة "إذا كان الأمر كذلك، فلنملأ السماء بنور مليار نجم لامع ومتألق".

إقالة جاك سميث

وقال ترامب إنه سيقيل المحامي الخاص جاك سميث، وهو ما سينهي فعليا القضيتين الجنائيتين اللتين رفعتهما وزارة العدل ضده. 

ولم يعط ترامب الكثير من التفاصيل حول كيفية تحقيق عدد من وعوده، مثل تنفيذ أكبر عملية ترحيل على الإطلاق للمهاجرين غير الشرعيين إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا. 

وأشار إلى أنه سيجري تعديلاً وزاريًا معينًا في وظائف الحكومة لزيادة السلطة الرئاسية، بما يمكنه من تفعيل خططه، وإعادة تشكيل دور أمريكا العالمي.

ويقول المقربون من ترامب إن أحد التعيينات الأكثر أهمية يمكن أن يكون وزير العدل، ويجري تداول العديد من أسماء المرشحين المحتملين بين حلفاء ترامب، وفق "واشنطن بوست"

ومن بين المرشحين السيناتور الجمهوري من يوتا مايك لي، والسيناتور الجمهوري من ميسوري إريك شميت، وجون راتكليف، مدير مكتب ترامب السابق، وفق مصدر للجريدة الأميركية.

 وقال المصدر إن ترامب قد يغير رأيه في اللحظة الأخيرة ويرشح شخصًا لأعلى منصب في إنفاذ القانون قد لا يفكر فيه الفريق الانتقالي بجدية في الوقت الحالي.

وقد سلطت بعض الأسماء الأخرى قيد النظر لشغل وظائف عليا في فترة ولاية ترامب الثانية الضوء على نهجه غير التقليدي في الحكم. 

وذكرت "واشنطن بوست" الأسبوع الماضي أن روبرت كينيدي جونيور من المتوقع أن يكون له دور في الإشراف على الصحة وسلامة الغذاء، وكان يقوم بصياغة خطط "لتطهير الفساد والصراعات في الوكالات" و "إنهاء وباء الأمراض المزمنة" خلال أول 100 يوم من عودة ترامب إلى منصبه، وقال كينيدي لشبكة "إم إس إن بي سي" إنه ينوي إلغاء أقسام بأكملها من إدارة الغذاء والدواء.

سيطرة محتملة للجمهوريين على غرفتي "الكونغرس"

وإذا سيطر الجمهوريون على مجلسي الكونغرس "النواب" و"الشيوخ"، فقد تصبح بعض مقترحات ترامب البعيدة المدى أكثر جدوى، لكن من غير المرجح أن تمر بعض المقترحات مثل إلغاء وزارة التعليم، وهو أمر يحتاج أغلبية ساحقة تبلغ 60 صوتًا في مجلس الشيوخ، وهي عقبة صعبة إن لم تكن مستحيلة التغلب عليها.

كما أن سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ تضع بعض تعيينات ترامب على مسار سلس، فعندما سُئل يوم الأربعاء عما إذا كان سيؤكد كينيدي في منصب وزاري، أجاب السيناتور الجمهوري من فلوريدا ماركو روبيو بأن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري سيكون لديه "احترام كبير لرئيس فاز للتو بشكل مذهل، وهو فوز ساحق في المجمع الانتخابي بعد كل ما قيل وفعل".

كانت مجموعات محافظة متعددة تتنافس على النفوذ في إدارة ترامب الثانية قبل وقت طويل من فوزه، ونأى ترامب بنفسه بقوة عن مبادرة السياسات والموظفين التي تقودها مؤسسة التراث والتي تسمى "مشروع 2025"، مقابل اهتمامه بمعهد "أميركا أولا" للسياسة.

وقال مستشار ترامب إن اسم ليندا مكماهون يتم تداوله كمرشحة لوزارة التجارة، وقد قادت مكماهون إدارة الأعمال الصغيرة في فترة ولاية ترامب الأولى.

ومع ذلك، فإن بعض الأسماء قيد النظر للتعيينات ترتبط بشكل مباشر بـ"مشروع 2025" مثل بريندان كار، وهو عضو جمهوري كبير في لجنة الاتصالات الفيدرالية والذي يُعتقد أنه المرشح الأوفر حظًا لمنصب رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية في عهد ترامب.

لقد كتب فصلاً من مشروع 2025 يقترح استخدام الوكالة لمعالجة مظالم المحافظين ضد الرقابة المزعومة من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى.

]]>

Previous
Previous

بـ"الصفقات" و"استعراض القوة".. خطة ترامب للتعامل مع أصعب الملفات الخارجية

Next
Next

ترامب يعلن فوزه برئاسة أميركا