بعد شعار "وحدة الساحات".. هل تخلى حزب الله عن حماس؟
مع تناقل وسائل إعلام أميركية وعربية أنباء عن قرب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في لبنان، تثار التساؤلات حول تنازل حزب الله عن شرطه ربط جبهة جنوب لبنان مع قطاع غزة، وهل بذلك تخلى عن تحالفه مع حركة حماس وشعار "وحدة الساحات" الذي طالما رفعه قائده الراحل حسن نصر الله؟
ويقول مسؤولون إسرائيليون وأميركيون أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي سيصوت الثلاثاء على اتفاق وقف إطلاق النار مع الحزب، حيث توقع مسؤول إسرائيلي، في تصريح إلى "وول ستريت جورنال"، أن يوافق المجلس على الاتفاق.
وعلى مدى عام تقريباً، رفض حزب الله قبول وقف إطلاق النار دون توقف الحرب في غزة، لكنها تدريجيا أعطت إشارات في الأسابيع الأخيرة بإمكانية "فصل الحربين"، مما ساعد على تمهيد الطريق لاتفاق وقف محتمل لإطلاق النار. ولم تعترف المجموعة علناً بأي تحول في سياستها.
وفي الوقت نفسه، فإن محاولات التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة لم تؤت ثمارها بعد على الرغم من أشهر من الجهود، مع وجود خلافات جوهرية حول ما إذا كان الجيش الإسرائيلي يستطيع الحفاظ على وجوده في أجزاء من القطاع وما إذا كان وقف إطلاق النار يجب أن يؤدي إلى نهاية دائمة للصراع.
أول تعليق لحماس
وفي أول تعليق من "حماس" بشأن تلك الطورات، أعلن القيادي البارز في الحركة بلبنان أسامة حمدان أنها "ستدعم وقف إطلاق النار" بين إسرائيل وحزب الله، متجاوزا الإشارة إلى تعهدات حزب الله بالربط بين لبنان وغزة في المفاوضات.
وقال عضو الجناح السياسي لحركة حماس في مؤتمر صحفي أمس الإثنين "أي إعلان عن وقف إطلاق النار مرحب به.. حزب الله وقف إلى جانب شعبنا وقدم تضحيات كبيرة".
تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار في لبنان
ويتضمن الاتفاق المطروح على الطاولة فترة تنفيذ مدتها 60 يومًا للسماح للجيش الإسرائيلي بالانسحاب وللجيش اللبناني بتأمين المنطقة الحدودية ومنع مقاتلي حزب الله من إعادة وجودهم هناك، وفقًا لمسؤولين لبنانيين، وأضافوا أن لجنة دولية إلى جانب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ستراقب الالتزام.
وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب: "تم وضع اللمسات النهائية على اقتراح وقف إطلاق النار، ولا توجد مفاوضات أخرى بشأن أي شروط متبقية في الوقت الحالي".
وأضاف: "سيكون اتفاق وقف إطلاق النار ساري المفعول في الأيام المقبلة، لكن فقط إذا وافق عليه مجلس الوزراء الإسرائيلي".
وصرح مسؤولان أميركيان بأن إدارة بايدن تتوقع أن توافق إسرائيل على الصفقة قريبا، ومع ذلك، حذر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي الصحفيين يوم الاثنين قائلاً: "لا شيء يتم القيام به حتى يتم الانتهاء من كل شيء، ولم يتم القيام بذلك الآن"، ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق يوم الاثنين.
من شأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله أن يمثل نصرا دبلوماسيا في الأيام الأخيرة لإدارة بايدن ويجلب الهدوء إلى إحدى جبهات الصراع الإقليمي الذي دفع إسرائيل وعدوتها الرئيسية إيران إلى حافة الحرب بين الجانبين، والانخراط في قتال مباشر ضد بعضهما البعض لأول مرة، ويقول مسؤولون إسرائيليون إن حملتهم دمرت حزب الله وقيادته.
وقال بعض الأشخاص المطلعين على الأمر إنه لا تزال هناك نقاط شائكة، بما في ذلك المطالب الإسرائيلية السابقة بأن يحتفظ جيشها بالقدرة على الضرب إذا شكل حزب الله تهديدات جديدة في لبنان حتى بعد توقيع الاتفاق.
جهود أميركية حثيثة
ويأتي التقدم الواضح بعد أشهر من الجهود الدبلوماسية التي قادها البيت الأبيض والمبعوث الفعلي لإدارة بايدن لأزمة لبنان، عاموس هوشستين، الذي زار لبنان وإسرائيل مرة أخرى الأسبوع الماضي في محاولة للتوصل إلى اتفاق، كما دفعت فرنسا الجانبين إلى تبني وقف إطلاق النار.
وقد أحرزت المناقشات تقدماً كبيراً، وتواصل فرنسا العمل مع الولايات المتحدة. وقال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الاثنين إن الأطراف الأخرى المشاركة في وقف إطلاق النار.
وقد صاحب هذا التقدم تبادل كبير لإطلاق النار، بما في ذلك غارة إسرائيلية قاتلة على مبنى سكني في وسط بيروت يوم السبت وشن حزب الله وابلًا كثيفًا من الصواريخ على إسرائيل يوم الأحد.
وأدت الحرب بين إسرائيل وحزب الله إلى مقتل أكثر من 3700 شخص في لبنان، معظمهم منذ أن شنت إسرائيل هجوما عسكريا ضد الجماعة المسلحة في سبتمبر، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية. وقد نزح أكثر من مليون شخص من منازلهم، بحسب الحكومة اللبنانية.
وبدأ حزب الله في إطلاق الصواريخ عبر الحدود في إسرائيل بعد وقت قصير من هجوم حماس الذي نفذته في السابع من أكتوبر العام 2023، وأسفر، بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة. وتسببت هجمات حزب الله الصاروخية والطائرات بدون طيار، في محاولة لمساعدة حليفه الفلسطيني، في نزوح آلاف المدنيين من شمال إسرائيل.
وقال بو صعب إن وقف الأعمال العدائية في لبنان سيبدأ في اليوم الأول من الاتفاق بعد إعلان من المرجح أن يتم في باريس.
وأضاف أن لجنة مراقبة برئاسة الولايات المتحدة وفرنسا ستساعد في ضمان تنفيذ وقف إطلاق النار، وستضاف إلى لجنة المراقبة القائمة بالفعل منذ حرب 2006، والتي تضم الحكومة اللبنانية وإسرائيل والأمم المتحدة.
]]>