كيف سيقضي ترامب أول 100 يوم في الحكم؟

لدى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تصورات كبيرة لأول 100 يوم له في الحكم، حيث تأتي عودته إلى البيت الأبيض في ظل صراعات مستعرة من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا، وملفات كبيرة تنتظره في الداخل سواء على إنعاش الاقتصاد، أو الوفاء بوعوده بخصوص تأمين الحدود.

وفي هذا الإطار، استطلعت جريدة "بوليتيكو" آراء أربعة مسؤولين عن مكاتب رؤساء أميركيين سابقين، هم أندرو كارد وماك ماكلارتي ورون كلاين وجون سنونو، حيث طرحوا رؤيتهم حول أهمية الفترة الأولى من ولاية أي رئيس أميركي، وأيضا التحديات التي تواجه ترامب مع بداية عهده الجديد.

ما أهمية أول 100 يوم في فترة حكم أي رئيس أميركي؟

ماكلارتي: المئة يوم الأولى مهمة بشكل خاص للرئيس الجديد من أجل أن يتفاعل مع البلد ويسعى إلى تشكيل مشاعر إيجابية تجاهه بين الأميركيين حتى لو لم يصوتوا له، وهذا ليس مهما لرئاسته فحسب، بل إنه يبني "رأس مال سياسي" سيحتاجه مع الكونجرس.

يتعين عليه الوفاء بالوعود الانتخابية الرئيسية ومعالجة القضايا الحاسمة الأكثر أهمية بالنسبة للناخبين، بما في ذلك الهجرة والاقتصاد.

سنونو: إنها مهمة، وكذلك المئة يوم التالية، إلخ.

كارد: من المهم أن تكون هناك خطة للمئة اليوم الأولى، ما يمنح الأشخاص الذين يعملون في البيت الأبيض الانضباط للتركيز على جدول الأعمال وأن يكونوا ضميرًا للرئيس لمتابعة الأشياء التي وعد بفعلها كمرشح، كما أنه يساعد في الحصول على الدعم من الكونغرس.

إن التحدي الأكبر أمام أي رئيس جديد في تنفيذ خطة الـ 100 يوم الأولى هي الأحداث غير المتوقعة، وأتذكر أنه في عهد جورج دبليو بوش كانت لدينا غواصة أميركية أغرقت قارب صيد ياباني، وكان العالم كله قلقا، ولقد أمضينا خمسة أيام في محاولة معرفة ما حدث للقارب والأشخاص الذين كانوا على متنه وهم طلاب ثانوية من اليابان. 

كلاين: أعتقد أن أول 100 يوم ستكون أقل أهمية بالنسبة لرئيس عائد إلى البيت الأبيض، وترامب لديه بعض الخبرة التي يمكن أن يعتمد عليها هنا.

ما هو الخطأ الذي يرتكبه الرؤساء، أو إداراتهم في الوقت المبكر من ولاياتهم؟

ماكلارتي: الخطأ التاريخي عادةً هو محاولة القيام بالكثير من الأشياء بسرعة كبيرة، أو اتخاذ قرارات عكسية لقرارات الإدارة السابقة وقد تضطر الإدارة الجديدة بالفعل للقيام بذلك، لكن يجب الاستمرار في التركيز على الأولويات وإنجاز الأمور من أجل الشعب الأميركي.

سنونو: الاستهانة بصعوبة العمل مع حزبك في الكونغرس.

كارد: بعض الرؤساء الجدد لا يفهمون أن العالم لا يتوقف عند جدولهم الزمني. إن عالم السياسة الخارجية لا يسير على طبول أميركا وأعتقد أن الأمر يمثل تحديًا خاصًا الآن فيما يتعلق بسوريا، وما تمر به تركيا، وما يحدث في الشرق الأوسط. وما تفعله كوريا الشمالية وما مرت به كوريا الجنوبية للتو - أعتقد أن هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن تشتت انتباهك عن خطة الـ 100 يوم الخاصة بك ولكنها مسؤولية فريدة تقع على عاتق الرئيس للمساعدة في التوجيه لأن بقية العالم ينظر إلى أميركا للقيادة.

يدخل كل رئيس على أمل الحصول على فترتين، لكن هذه الإدارة تدخل وهي تعلم أن أمامها أربع سنوات فقط. فهل يؤدي هذا إلى تقليص النافذة التي قد يتمكن ترامب وإدارته من تحقيق الفعالية فيها؟

كارد: حسنًا، أولاً وقبل كل شيء، أخشى أن يكون هناك بعض الأشخاص من حوله الذين يعتقدون أنه يمكن أن يحصل على فترة ولاية ثالثة. لذلك لا أعتقد أنني أجيد توقع ما قد يكون عليه الوضع.

كلاين: إن المناورات السياسية بشأن من سيخلف الرئيس يمكن أن تجعل السنوات الأخيرة من ولاية أي رئيس معقدة، كما رأى ريغان في عامي 1987 و1988 وكلينتون في عام 1999 و2000.

ماكلارتي: لا أعتقد أن بقاء ترامب في منصبه لمدة أربع سنوات فقط سيؤدي بالضرورة إلى تقليص النافذة التي يمكن أن يكون خلالها فعالاً، وبطريقة فريدة من نوعها، أعتقد أن هذا يوسع نطاقه، وأعتقد أنه سيكون لديه المزيد من الحرية لاتخاذ قرارات صعبة، وسيثبت التاريخ ما إذا كانوا سيكونون على حق أم لا.

سنونو: أعتقد أن عدم الحاجة إلى القلق بشأن الترشح مرة أخرى قد يكون مفيدًا في فترة ولاية ترامب الثانية.

ما هو التحدي الأكبر الذي يواجه هذه الإدارة في أول 100 يوم لها؟

سنونو: إصلاح الحدود بسرعة ومساعدة رئيس مجلس النواب (مايك) جونسون على حشد أعضاء مجلس النواب الجمهوريين.

كلاين: من المهم الاستمرار في التركيز على الأشياء المركزية والأساسية في أول 100 يوم.

كارد: أعتقد أن تحديات السياسة الخارجية هي التي تجسدت في المائة يوم الماضية، فنحن الآن في ظل عالم خطير ، والقيادة الأميركية مطالبة، بل وملزمة، بالتعامل معه، وإذا لم تتولى أميركا القيادة في التعامل مع هذه التحديات الدولية، فسيملأ الفراغ طرف آخر، وهذا شيء لا نريد أن يحدث.

]]>

Previous
Previous

يمكنهم غلق الموانئ وضرب الاتصالات.. أميركا تطارد القراصنة الصينيين

Next
Next

عمل إرهابي أم خطأ فني.. كيف انفجرت سيارة "تسلا" أمام فندق ترامب؟