"نموذج تونس".. هل يكون الحل لإنهاء الحرب في غزة؟

الكثير من المقترحات حول مستقبل قطاع غزة يجري تداولها في أروقة صناعة القرار بعدد من دول الشرق الأوسط، وحتى في دول مؤثرة في الملف وعلى رأسها الولايات المتحدة، ولكن لم يقع بعد الاختيار على أي من السيناريوهات الملائمة، إلا أن هيئة البث الإسرائيلية استحضرت "نموذج تونس" كمقترح ملائم لإنهاء الحرب.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين أن إسرائيل مستعدة للتعايش مع بقاء حماس "لكن ليس داخل قطاع غزة"، وأنها تناقش مع الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب النموذج التونسي في استقبال قادة وعناصر من منظمة التحرير الفلسطينية بعد حرب لبنان الأولى في العام 1982.

ويشير المسؤولون الإسرائيليون إلى إماكنية تكرار التجربة و إبعاد بعض أو جميع مسؤولي حماس خارج القطاع، وهو ما قد يكون "حلا نهائيا للحرب".

حرب لبنان 1982

حرب لبنان 1982 أو ما أطلقت عليه إسرائيل اسم عملية "السلام للجليل" وعملية "الصنوبر"، التي دارت على أرض لبنان بين إسرائيل ومنظمة التحرير، وتدخلت سوريا في بعض حلقاتها.

بدأت المعارك في 6 يونيو 1982 عندما قرَّرت الحكومة الإسرائيلية شنَّ عملية عسكرية ضدَّ منظمة التحرير الفلسطينية بعد محاولة اغتيال سفيرها في المملكة المتحدة شلومو أرجوف على يدِّ منظمة أبو نضال.

وقاد العمليات الإسرائيلية أرئيل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت في الحكومة التي رأسها مناحيم بيغين، وأُعلن وقتها أن السبب هو دفع منظمة التحرير الفلسطينية وصواريخ الكاتيوشا إلى مسافة 40 كيلومتر عن حدود إسرائيل.

ثم تعدلت الأهداف لاحقا، حين أعلن الناطق الرسمي للحكومة الإسرائيلية وقتها آفى بارنز إن أهداف إسرائيل هي: "إجلاء كل القوات الغريبة عن لبنان، وتدمير منظمة التحرير الفلسطينية، ومساعدة القوات اللبنانية على السيطرة على بيروت وتنصيبها كحكومة لبنانية تملك سلطة وسيادة على كامل التراب اللبناني، وتوقيع اتفاقية سلام مع الحكومة اللبنانية وضمان أمن المستوطنات الإسرائيلية الشمالية".

وتمكنت القوات الإسرائيلية خلال سبعة أيام فقط من التقدم في الجنوب الليبي، تصل إلى مشارف بيروت في 13 يونيو، وحاصرتها حتى 28 أغسطس، حينها نجحت التدخلات الأميركية بقيادة الرئيس الأسبق رونالد ريغان في إيقاف الاقتتال، ووافق المقاتلون الفلسطينيون على مغادرة بيروت إلى تونس، ووافقت إسرائيل على المقترح.

غادر 14 ألفا و614 مقاتلا فلسطينيا إلى تونس تحت الحماية الدولية، لتتغير الخريطة السياسية اللبنانية بصورة جذرية بعد الحرب، حيث صارت الهيمنة الميدانية في باقي مدة الحرب الأهلية في لبنان لصالح فصائل محلية، ولكن واصل نظام حافظ الأسد وقتها التدخل في الحرب، بينما انسحب الجيش الإسرائيلي إلى الجنوب اللبناني، في "منطقة عازلة" لحماية مدن الشمال.

واستناداً على أرقام وزارة الخارجية الأمريكية توزع مقاتلو منظمة التحرير الفلسطينية على الشكل التالي: "970 مقاتل إلى تونس، و261 مقاتل إلى الأردن، و136 مقاتل إلى العراق، و1,093 مقاتل إلى اليمن الجنوبية، و841 مقاتل إلى اليمن الشمالي، و448 مقاتل إلى السودان، و588 مقاتل إلى الجزائر، و3,900 مقاتل إلى سوريا".

]]>

Previous
Previous

"إن بي سي": "البنتاغون" يضع خططا لسحب القوات الأميركية من سوريا

Next
Next

مستقبل غزة ونووي إيران.. أجندة لقاء ترامب ونتنياهو