ردا على ديب سيك.. عمالقة التكنولوجيا في أميركا يضخون المليارات بمشاريع الذكاء الصناعي

يخطط عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة لزيادة الاستثمارات بعشرات المليارات من الدولارات هذا العام، حيث تركز خططهم على مشروعات الذكاء الصناعي.

وقال أكبر أربعة شركات مشغلة لأنظمة الذكاء الاصطناعي في الأيام الأخيرة إنها ستزيد الاستثمارات بشكل أكبر في عام 2025 بعد النفقات القياسية في العام الماضي، حسب "وول ستريت جورنال".

وسترفع "مايكروسوفت" استثماراتها بنسبة 0.61%؛ كما ستزيد كل من "غوغل" و"ميتا" استثماراتهما بـ1.01%؛ وتوقعات تشير إلى أن تلك الاستثمارات ستناهز 215 مليار دولار، وقد بدا أن الحماسة في "سباق التسلح" الخاص بالذكاء الصناعي لا يزال يكتسب زخمًا على الرغم من قلق المستثمرين بشأن تأثير "ديب سيك" الصيني.

صدمة بسببت "ديب سيك"

وقد أصيب المستثمرون بصدمة بشكل خاص لأن "ديب سيك" نجح في نسخ الكثير من قدرات أنظمة الذكاء الصناعي الأميركية الرائدة على الرغم من إنفاق أموال أقل واستخدام رقائق أقل قوة، وفقًا لمطورها الصيني، لكن قادة الشركات الأميركية لم يستسلموا وروجوا للتقدم في التكنولوجيا الخاصة بهم، وجادلوا بأن انخفاض التكاليف سيجعل الذكاء الاصطناعي أقل تكلفة ويزيد الطلب على خدمات الحوسبة السحابية الخاصة بهم، والتي يحتاجها الذكاء الاصطناعي لتشغيلها.

وقال آندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، في تصريح أمس الخميس: "نعتقد تقريبًا أن كل تطبيق نعرفه اليوم سيتم إعادة اختراعه باستخدام الذكاء الصناعي".

وفيما يلي تفاصيل خطط كل شركة:

كشفت أمازون أن نفقاتها الرأسمالية التي تشمل المعدات المستأجرة، ارتفعت إلى مستوى قياسي بلغ حوالي 26 مليار دولار في الربع الأخير من عام 2024، مدفوعة بالإنفاق في قسم الحوسبة السحابية على معدات مراكز البيانات التي تستضيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي. 

وتوقع المسؤولون التنفيذيون أنها ستحافظ على حجم الإنفاق في الربع الرابع في عام 2025، مما يعني إجمالي سنوي يزيد عن 100 مليار دولار بهذا المقياس.

كما توقعت الشركة - التي تحصل على معظم إيراداتها من التجارة الإلكترونية ومعظم أرباحها من الحوسبة السحابية - أن المبيعات الإجمالية للربع الحالي جاءت أقل من توقعات المحللين. وانخفضت أسهمها بنحو 4٪ بعد ساعات التداول يوم الخميس. ارتفع السهم بأكثر من 40٪ في عام 2024 وارتفع بنسبة 9٪ تقريبًا هذا العام قبل تقرير أرباحه.

وقال جاسي إن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إحداث تغيير تاريخي وأن أمازون تريد أن تكون رائدة في هذا التقدم.

وأضاف: "يمثل الذكاء الاصطناعي بالتأكيد أكبر فرصة منذ ظهور السحابة وربما أكبر تحول تكنولوجي وفرصة في مجال الأعمال منذ الإنترنت".

وانخفضت أسهم غوغل بنحو 7% منذ تقرير أرباحها يوم الثلاثاء، والذي أظهر نموًا مخيبًا للآمال في أعمال الحوسبة السحابية. ومع ذلك، قالت الشركة إنها تعمل على تسريع الاستثمارات في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي كجزء من زيادة النفقات الرأسمالية هذا العام إلى حوالي 75 مليار دولار، من 52.5 مليار دولار في عام 2024. وسيذهب الإنفاق إلى البنية التحتية لاستخدام جوجل الخاص وعملاء الحوسبة السحابية. 

وصرح الرئيس التنفيذي لها ساندر بيتشاي بأنه "يعتقد أن جزءًا من سبب حماستنا الشديدة لفرصة الذكاء الاصطناعي هو أننا نعلم أنه يمكننا تحقيق حالات استخدام غير عادية لأن تكلفة استخدامه فعليًا ستنخفض باستمرار". 

وأكمل إن الذكاء الاصطناعي "كبير بقدر ما هو عليه، ولهذا السبب تروننا نستثمر لتلبية تلك اللحظة".

وقالت مايكروسوفت إنها تخطط لإنفاق 80 مليار دولار على مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في السنة المالية المنتهية في يونيو، وإن هذا الإنفاق سينمو أكثر في العام المقبل، وإن كان بوتيرة أبطأ.

وأكد الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا أن الذكاء الصناعي سيصبح مستخدمًا على نطاق أوسع بكثير، وهو ما يصفه بـ"الخبر الجيد"، متابعا: "مع زيادة كفاءة الذكاء الاصطناعي وسهولة الوصول إليه، سنشهد طلبًا متزايدًا بشكل كبير".

كما خيب نمو أعمال الحوسبة السحابية للشركة في الربع الأخير آمال المستثمرين، مما أدى إلى انخفاض أسهمها بنحو 6٪ منذ تقرير أرباحها الأسبوع الماضي.

كما حددت ميتا أيضًا زيادة كبيرة في استثماراتها مدفوعة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك ما بين 60 مليار دولار إلى 65 مليار دولار في النفقات الرأسمالية المخططة هذا العام، أي أعلى بنسبة 70٪ تقريبًا مما توقعه المحللون. ارتفعت الأسهم في Meta بحوالي 5٪ منذ تقرير أرباحها الأسبوع الماضي.

وقال الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج إن استثمار مبالغ ضخمة سيمكنه من تعديل التكنولوجيا مع تقدم الذكاء الاصطناعي.

واستطرد: "هذه ميزة بشكل عام أننا سنكون الآن قادرين على تقديم خدمة ذات جودة أعلى من الآخرين الذين ليس لديهم بالضرورة نموذج الأعمال لدعمها على أساس مستدام".

]]>