هل زيارة ترامب للمنطقة الفرصة الأخيرة أمام "صفقة غزة"؟
الرئيس الأميركي دونالد ترامب. (أرشيفية: الإنترنت)
ملفات عديدية وحرجة تنتظر الحسم خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط خلال الأسبوع المقبل، وعلى رأسها الوضع في قطاع غزة، الذي يراوح مكانه دون حل نهائي.
وقال مسؤولون إسرائيليون لموقع "أكسيوس"، إن إسرائيل حددت الزيارة كـ"موعد نهائي" للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وإلا فستكون أمام خيار واحد وهو "بدء عملية برية واسعة النطاق".
ووافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي مساء الأحد على خطة لإعادة السيطرة على غزة بالكامل تدريجيًا والاحتفاظ بها إلى أجل غير مسمى في حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول 15 مايو.
وتدعو خطط العملية جيش الدفاع الإسرائيلي إلى نقل باقي سكان القطاع إلى منطقة إنسانية واحدة في الجنوب، ووفق حديث مسؤول إسرائيلي لـ"أكسيوس" فإن البديل أمام سكان القطاع هو "المغادرة طواعية" إلى دول أخرى "تماشيًا مع رؤية الرئيس ترامب لغزة".
وفي هذا الإطار، يشير مسؤولون إسرائيليون إلى مفاوضات جارية مع عدة دول لاستقبال سكان غزة، على الرغم من أنهم حتى الآن يفضلون التوصل إلى اتفاق خلال الأسبوعين المقبلين، وفق الموقع الأميركي.
ترامب أعطى نتنياهو الضوء الأخضر
وقال مسؤولون إسرائيليون لـ"أكسيوس"، إن ترامب منح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر فعليًا لفعل ما يراه مناسبًا، وذلك لدفع حركة حماس من أجل قبول شروط إسرائيل ومنها تسليم الأسرى وإلقاء السلاح.
وسيتوجه ترامب إلى الشرق الأوسط ابتداءً من يوم الاثنين في زيارة تستغرق ثلاثة أيام تشمل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.
وصرّح مسؤولون أمريكيون وعرب مشاركون في التحضيرات للرحلة بأن غزة ليست من أولويات ترامب، ومن المتوقع أن يُركز على القضايا الثنائية والاستثمارات، ويُقرّ مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون بأن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وصفقة الرهائن عالقة.
بينما تريد إسرائيل اتفاقًا جزئيًا يتضمن إطلاق سراح ثمانية إلى عشرة رهائن مقابل وقف إطلاق نار لمدة تتراوح بين 45 و60 يومًا، تتمسك حماس بمطلب اتفاق شامل لإنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الرهائن الـ 59 المتبقين.
وقد باءت جميع الجهود المبذولة لسد هذه الفجوة بالفشل، وقد تحول تركيز البيت الأبيض إلى الحرب الروسية الأوكرانية والمحادثات النووية مع إيران، مع قلة أو انعدام فرص التعاطي مع غزة، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.
وأكد المسؤولون أن إدارة ترامب لا تضغط على إسرائيل إطلاقًا، وأوضحوا للوسطاء المصريين والقطريين أن اتفاقًا مؤقتًا، على غرار ما طرحه مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف قبل شهرين، بدعم من إسرائيل، هو الحل الوحيد المتاح.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الخطة التي وافقت عليها إسرائيل يوم الأحد، والمعروفة باسم "عربات جدعون"، تهدف إلى "هزيمة حماس تمامًا".
ووفقًا للخطة، سيغزو جيش الدفاع الإسرائيلي غزة بأربع أو خمس فرق مدرعة ومشاة، ويسيطر تدريجيًا على معظم القطاع، مع العمل على تدمير شبكات الأنفاق في القطاع، كما فعل سابقًا في رفح والشمال.
وفقًا للخطة، سيخضع جميع الفلسطينيين الذين يدخلون المنطقة الإنسانية للفحص للتأكد من أنهم غير مسلحين أو أعضاء في حماس.
ستُدار المجمعات من قِبل مؤسسة دولية جديدة وشركات أمريكية خاصة، على الرغم من أنه من غير الواضح كيف ستعمل الخطة بعد أن أعلنت الأمم المتحدة وجميع منظمات الإغاثة عدم مشاركتها.
و يوم الاثنين، صرّح ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي بأنه سيساعد في إيصال الغذاء إلى سكان غزة، وقال: "إنهم يتضورون جوعًا.. حماس تجعل الأمر مستحيلًا.. سنساعد سكان غزة لأنهم عوملوا معاملة سيئة للغاية من قِبل حماس".
وقال مسؤول إسرائيلي: "إن الاستعدادات للعملية تتيح فرصة سانحة حتى نهاية زيارة الرئيس ترامب إلى المنطقة للتوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فستمضي العملية قدمًا".