الحوثيون يزيدون دعمهم لحركة الشباب في الصومال

حركة الشباب. (أرشيفية: الإنترنت)

زاد الحوثيون في اليمن من دعمهم لحركة الشباب في الصومال، مما قد يزيد من المخاطر الأمنية على طول طرق الشحن التجارية في الشرق الأوسط.

وأشار تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن الشراكة قد تزيد من قدرة حركة الشباب على مهاجمة السفن بالطائرات المسيرة أو الصواريخ. كما قد يقدم الحوثيون تدريبًا عسكريًا للجماعة الإرهابية.

وقال مساعد كبير لزعيم الجبهة الوطنية للمقاومة اليمنية في التقرير: "يعتزم الحوثيون تزويد حركة الشباب بأسلحة أكثر تطورًا قد تمكنهم من استهداف الشحن في خليج عدن".

تهديد البحر الأحمر

وفقًا لمركز صوفان، قد تؤدي الهجمات المنسقة بين الحوثيين وحركة الشباب على السفن في خليج عدن وبحر العرب إلى تعقيد التهديد الحوثي للشحن في البحر الأحمر. وهذا من شأنه أن يزيد من تكاليف الشحن البحري.

أطلق الحوثيون صواريخ وطائرات مُسيّرة على أكثر من 130 سفينة تجارية كانت تعبر مضيق باب المندب، حيث يلتقي البحر الأحمر بخليج عدن. تسببت هذه الهجمات في انخفاض حركة الشحن عبر البحر الأحمر بنحو النصف بين نوفمبر 2023 ونوفمبر 2024، وفقًا لموقع أخبار الشحن "لويدز ليست". وتسلك السفن التجارية الآن مسارًا أطول حول القرن الأفريقي وجنوب أفريقيا. أدلة السفر العالمية

مع تفاقم اضطرابات البحر الأحمر، تصاعدت أعمال القرصنة، التي كانت خامدة لفترة طويلة في المياه الصومالية، في ديسمبر 2023 بعد فترة هدوء دامت ست سنوات في الهجمات الكبرى. ويعتقد المحللون أن حركة الشباب توصلت إلى اتفاق لتوفير الحماية للقراصنة مقابل 30% من إجمالي عائدات الفدية ونسبة من أي غنائم، وفقًا لما ذكرته صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية.

وثّق المكتب البحري الدولي ثماني حوادث قرصنة صومالية العام الماضي، بما في ذلك اختطاف سفينة صيد صينية في نوفمبر 2024، واحتجازها لمدة سبعة أسابيع. وسجل المكتب ثلاث حوادث قرصنة صومالية بين فبراير ومارس 2025.

ينتمي الحوثيون، المدعومون من إيران، وحركة الشباب إلى تنظيم القاعدة. وترى حركة الشباب في الطائرات المسيرة الحوثية والأسلحة الإيرانية الصنع وسيلةً لاستعادة السيطرة على الساحل. أما الحوثيون، فيرون في تحالفهم مع حركة الشباب وسيلةً لبسط نفوذهم، وبالتالي نفوذ إيران عبر البحر الأحمر وصولاً إلى القرن الأفريقي، وفقًا للخبراء.

ورغم عدم وجود دليل مباشر حتى الآن على عمليات نقل كبيرة للأسلحة من الحوثيين إلى حركة الشباب، إلا أن الإمدادات الجديدة من الطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للسفن قد تُمكّن حركة الشباب من شن هجمات أكثر تدميراً، وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

وفي تقرير صدر في أكتوبر/تشرين الأول 2024، قال فريق الخبراء المعني باليمن لمجلس الأمن الدولي، نقلاً عن مصادر سرية، إن "الحوثيين يقيمون الخيارات المتاحة لتنفيذ هجمات في البحر انطلاقاً من الساحل الصومالي، من أجل توسيع نطاق منطقة عملياتهم [من خلال العمل مع حركة الشباب]".

حركة الشباب تزداد "قدرةً"

وصف تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية حركة الشباب بأنها دولة قائمة بحكم الأمر الواقع، ومن المرجح أن تزداد قدرتها هذا العام. فإلى جانب دعم الحوثيين، من المرجح أن تواجه حركة الشباب ضغطًا عسكريًا أقل، مع استبدال بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال ببعثة الاتحاد الأفريقي للدعم والاستقرار في الصومال، وهي بعثة أصغر حجمًا.

حققت القوات الصومالية والدولية مكاسب ضد حركة الشباب، لكن الجماعة الإرهابية صامدة، واستعادت مؤخرًا الأراضي التي خسرتها أمام القوات الحكومية. ففي 16 أبريل/نيسان، على سبيل المثال، استعادت حركة الشباب بلدة أبوري الاستراتيجية بعد معركة شرسة استمرت أسبوعين. كما استعادت بلدة عدن يابال.

وأشار التقرير إلى أن "ضعف القوة الدولية وتوقف الهجوم الحكومي سيخفف الضغط على حركة الشباب، ويسمح لها بزيادة أنشطتها العنيفة في عام 2025".

Previous
Previous

كم ساعة يقضيها السوريون على الإنترنت يومياً؟

Next
Next

انخفاض حاد في طلبات التصدير.. الرسوم الأميركية تضغط على الاقتصاد الصيني