الناشط الفلسطيني مؤمن الناطور: خطة ترامب تفتح طريق الحرية لغزة من "حكم حماس"
قال الناشط الفلسطيني مؤمن الناطور إن معاناة الفلسطينيين في غزة لا تعود فقط إلى الحرب، بل أيضًا إلى "القمع الوحشي" الذي تمارسه حركة حماس ضد أبناء القطاع، مشيرًا إلى أن كثيرين يعيشون اليوم في خوف دائم من الاعتقال أو التعذيب أو القتل على أيدي مسلحي الحركة.
وأضاف الناطور، في مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أنه اضطر إلى الهرب بعدما اقتحم مسلحان من حماس شقته في مدينة غزة، وأمراه بالحضور إلى مستشفى الشفاء، حيث تحتفظ الحركة –بحسب قوله– بما وصفه بـ"غرف تعذيب سرّية" بعيدة عن أعين العاملين في المستشفى. وأوضح أنه اعتُقل أكثر من عشرين مرة على أيدي حماس وتعرّض للتعذيب، مؤكدًا أن كثيرين من المعارضين قُتلوا في الأسابيع الأخيرة على يد ما يُعرف بـ"وحدة السهم" التابعة للحركة.
وتابع أن حماس تتعامل مع أي احتجاجات داخل القطاع باعتبارها تهديدًا لسلطتها، مشيرًا إلى حالات موثّقة لتعذيب صحفيين ونشطاء مناهضين للحركة، من بينهم الصحفي أحمد المصري الذي كُسرت قدماه وأُطلقت النار على ساقيه، والناشط عدي الربيعي الذي قُتل طعنًا وأُلقيت جثته من أحد الأبراج.
وبيَّن الناطور أنه، بعد نجاته من الاعتقال، وجد مناطق محدودة داخل القطاع بدأت تدير نفسها بعيدًا عن قبضة حماس، حيث أعاد السكان فتح المدارس والمساجد، ونظّموا عمليات توزيع للغذاء بأنفسهم، بل سلّحت بعض الأحياء نفسها لمنع عودة عناصر الحركة إليها. وفي مناطق مثل شرق رفح وشرق خان يونس وشمال غزة، بدأت مظاهر الحياة تعود تدريجيًا، مع توفر المواد الغذائية بأسعار معقولة وإمكانية الحصول على الرعاية الطبية، وهو ما جذب آلاف العائلات التي تحاول الانتقال إلى هذه المناطق الأكثر استقرارًا.
وشدّد الناطور على أن هذه المناطق "يجب ألا تبقى استثناءً"، لافتًا إلى أن خطة السلام ذات النقاط العشرين التي طرحها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أعادت الأمل لدى بعض الفلسطينيين في إمكانية بناء إدارة مدنية جديدة ومستقلة في غزة.
وسلط الناشط الفلسطيني الضوء على البند السابع عشر من الخطة الذي ينص على أنه حتى لو رفضت حماس التوقيع على الاتفاق، فإن الولايات المتحدة وشركاءها الإقليميين سيؤسسون إدارة مدنية مستقلة لإدارة المناطق التي تم تطهيرها من مسلحي الحركة، على أن تدعمها قوة حفظ سلام عربية – فلسطينية تمنع عودة حماس إلى تلك المناطق، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية منها.
وأكد أن هذا المقترح "يمثل تحولًا جذريًا"، إذ يمكن أن يعيش سكان القطاع خلال فترة وجيزة في بيئة آمنة ومستقرة بعيدًا عن شحّ الإمدادات والقيود الأمنية، منبهًا إلى أن إسرائيل وافقت مبدئيًا على الخطة، ما يعني إمكانية تنفيذها في المناطق الخاضعة حاليًا لسيطرة جيش الاحتلال حتى لو استمرت قيادة حماس في الرفض.
ويصف الناطور هذا الطرح بأنه "ثوري وغير مسبوق"، لأنه يمنح السكان فرصة للعيش في بيئة آمنة ومنظمة دون الخضوع للحصار الداخلي الذي فرضته حماس.
وختم الكاتب مقاله، بحسب الصحيفة، بالتعبير عن أمله في أن تفضي الحرب الحالية إلى تحرير سكان غزة من "طغيان حماس"، وبدء مرحلة جديدة من السلام والازدهار، مؤكدًا أن كثيرًا من الفلسطينيين "يقبلون" بخطة ترامب باعتبارها فرصة تاريخية لإنهاء حكم الخوف والرعب الذي تفرضه الحركة.