ليبيا.. ما علاقة الإخوان بـ"أحداث طرابلس الدامية"؟

شعار الإخوان وصور تعبيرية بالذكاء الاصطناعي عن ليبيا. (تصميم: جسور نيوز)

أيام دامية مرت على العاصمة الليبية طرابلس، دارت خلالها مواجهات هي الأعنف منذ سنوات بين مجموعات مسلحة اعتادت الصراع على "النفوذ"، في مشهد لا يخدم بلد يتوق لاستقرار غائب منذ نحو 14 عاما، لكنه في مصلحة أطراف سياسية معينة.

واندلعت المواجهات يوم الإثنين الماضي بين ما يعرف بـ"جهاز دعم الاستقرار" و"اللواء 444" التابع للحكومة في طرابلس بقيادة عبدالحميد الدبيبة، وذلك بعد اغتيال قائد الجهاز عبدالغني الككلي المشهور بـ"غنيوة" في مقر اللواء.

واستمرت المواجهات الإثنين والثلاثاء، ولم تكد الأمور تهدأ قليلا حتى انطلقت اشتباكات أخرى أكثر عنفا بين اللواء نفسه و"جهاز الردع" وذلك على خلفية قرار الدبيبة حل الجهاز.

الإخوان من خلف الستار

ويشير الكاتب المتخصص في الشأن الليبي علاء حمودة إلى وجود أسماء ذات نفوذ كبير في طرابلس تلعب دورا حيويا في "تمكين أجندة جماعة الإخوان" وذلك بمساندة من دول ذات نفوذ إقليمي.

وتأتي أحداث طرابلس في سياق إعادة ترتيب الأوراق، كما يرى حمودة، والدفع ربما بمجموعات مسلحة "مؤدلجة" على حساب الميليشيات التقليدية التي كانت تتحرك من منطلق المصلحة فقط، ولا تنظر إلى جانب الاعتقادات أو الانتماء السياسي.

وأدت المواجهات إلى فقدان قوات "جهاز دعم الاستقرار" لمواقعه في العاصمة طرابلس وعلى رأسها منطقة أبوسليم، لكن تجدد الاشتباكات أمس حال دون "حصد المنتصرين في الصراع ثمار نجاحهم".

موقف الغريان

واعتاد الليبيون رؤية مفتي جماعة الإخوان في البلاد الصادق الغرياني للتعليق على مواجهات مماثلة، أو في بعض الأحيان "التحريض على استهداف أطراف معينة مثل الجيش الوطني الليبي" لكنه التزم الصمت هذه المرة.

ويستبعد المحلل السياسي الليبي أوسمان بن ساسي أن يكون للغرياني صلة مباشرة في اندلاع تلك الاشتباكات، مشيرا إلى أنه يقدم غطاءً أيدلوجيا لبعض المجموعات المسلحة في البلاد.

وكثير من المجموعات المسلحة، خصوصا المنتمية لمدينة مصراتة، تعتبر الغرياني مرجعية لها، وهي تدعم حاليا حكومة الدبيبة، وشاركت في المواجهات الأخيرة.

وبعيدا عن إثبات إعطاء الغرياني "الضوء الأخضر" لتلك الاشتباكات من عدمه، فيشير ساسي إلى أنه بالتأكيد سيكون راضيا عن استهداف "جهاز الردع" بحكم الخلاف السياسي، كونهم من السلفيين وقد أبدوا ميولا لجانب الجيش الوطني الليبي.

ولا يقتصر الأمر فقط على تفاوت الانتماءات، بل أن هناك أمر أشد خطورة، ويشرح الباحث الليبي أن "جهاز الردع" يسيطر على عدة مواقع احتجاز، ومنها سجن معيتيقة الشهير، وبه موقوفن يتبعون تنظيمات متطرفة كانت تنشط في الشرق الليبي، ومنها "مجلس شورى ثوار بنغازي".

ويرغب الغرياني في رؤية هؤلاء الأشخاص خارج قضبان السجن، كما يرغب في التخلص من "جهاز الردع"، حيث يُخشى من تحوله إلى صف الجيش الوطني الليبي.

الوضع الميداني

ويقول الباحث السياسي من طرابلس محمد قشوط إن الوضع الميداني بالعاصمة مازال محتقنا، وقد حقق "جهاز الردع" وحلفائه من المجموعات المسلحة من مدينتي الزاوية وورشفانة "انتصارا" مرحليا على القوات التابعة لحكومة الدبيبة.

وأشار قشوط إلى أن الأيام المقبلة حبلى بالأحداث وأين تكن فقد أصبح من الصعب أمام الدبيبة الاستمرار في الحكم بعد ما حدث من مواجهات دامية، حيث وصل عدد الضحايا خلال هذا الأسبوع لـ100 شخص، وفق المعلومات المتداولة، فيما لم يصدر بيانا رسميا حول الأمر.

واختتم: "أين مفتي الدم الصادق الغرياني وكل من معه من شيوخ الفتنة" مما يحدث في طرابلس.  

Previous
Previous

اتهموه بالنفاق.. تصدعات وسط الكتلة المؤيدة لـ"خامنئي"

Next
Next

أحد وجهاء بيت لاهيا: علي حماس التنازل عن الحكم استجابة للمطالب الدولية