البنتاغون: فلول القاعدة تبحث عن "نفوذ" في الحكومة السورية

حذر تقرير استخباراتي أميركي من محاولة بقايا تنظيم القاعدة في سوريا البحث عن نفوذ داخل الحكومة الجديدة في دمشق، وذلك على الرغم من إعلان فرع التنظيم المسمى بـ"حراس الدين" حل نفسه رسميا في يناير الماضي عقب سقوط نظام بشار الأسد.

ونشر موقع "المونيتور" مقتطفات من التقرير الصادر عن وكالة الاستخبارات الرئيسة التابعة لوزارة الدفاع "بنتاغون"، وتظهر أن بعض الجماعات المرتبطة بـ"القاعدة" استمرّت في العمل بدرجة معينة من الاستقلالية تحت رعاية "هيئة تحرير الشام"؛ ما يتيح لعناصر حراس الدين السابقين حرية الحركة.

كما كشف مسؤولون بـ"الاستخبارات" أن تقييم الوكالة يشير إلى أن تنظيم القاعدة ربما يسعى إلى التأثير في تعيين مسؤولين الحكومة الجديدة في دمشق وسياساتها في المستقبل.

وقتلت قوات العمليات الخاصة الأميركية عشرات من المشتبه فيهم بتنظيم حراس الدين في غارات بطائرات دون طيار في شمال غرب سوريا منذ تشكل الجماعة كفرع موال لتنظيم القاعدة، بعد انفصال الرئيس أحمد الشرع رسمياً عن قيادته لجبهة النصرة في 2016 ثم تشكيل هيئة تحرير الشام في 2018.

وأدى صعود الشرع إلى السلطة في دمشق أواخر العام الماضي إلى دفع تنظيم حراس الدين إلى الإعلان عن حل نفسه، لكن لم يلقِ جميع أعضائه أسلحتهم.

وتعتقد وكالة الاستخبارات الرئيسة في البنتاغون أن المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة في سوريا، لا يزالون خارج السيطرة العملياتية للإدارة الجديدة بعد نحو سبعة أشهر من الإطاحة بنظام الأسد.

ولا تزال المخاوف بشأن الدائرة الداخلية للشرع قائمة بين المسؤولين في واشنطن، حتى مع استمرار الجيش الأميركي في تقليص وجوده في سوريا والعراق.

وفي مايو الماضي، عينت الحكومة في دمشق أحمد إحسان فياض الهايس رئيساً للفرقة 86 في الجيش السوري الجديد، المسؤولة عن دير الزور والحسكة ومحافظة الرقة.

وانتقدت إدارة ترامب بشدة قرار ترقية الهايس، الذي قاد سابقاً فصيل "أحرار الشرقية"، والذي فرضت عليه عقوبات أميركية عام 2021، بسبب جرائم حرب مزعومة ارتكبها مقاتلوه ضد أفراد من الأقليات السورية في مناطق مختلفة من البلاد.

ووصفت حينها الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، تعيين الهايس بأنه "خطأ خطير لا تدعمه الولايات المتحدة".

وفي أوائل يونيو الماضي، أكد مبعوث واشنطن إلى سوريا، توماس باراك، أن إدارة دونالد ترامب سحبت مطالبتها بأن يطرد الشرع جميع المقاتلين الأجانب، واكتفت بدلاً من ذلك بمراقبة أنشطتهم وتبادل المعلومات الاستخباراتية عنها.

ومن بين هؤلاء الرئيس الجديد للحرس الجمهوري السوري، وهو أردني يدعى عبد الرحمن حسين الخطيب، وقائد فرقة دمشق في الجيش السوري، وهو تركي الجنسية يدعى عمر محمد جفتاشي - وكلاهما من الأعضاء السابقين في هيئة تحرير الشام.

وتأتي تلك التطورات في الوقت الذي لم يستبعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيه شن هجوم عسكري ضد قوات سوريا الديمقراطية التي تتمسك بمطلب الحصول على درجات من الحكم الذاتي السياسي قبل التكامل العسكري مع دمشق.

وتحت ضغط من أنقرة ، ألغت حكومة هيئة تحرير الشام الجديدة في سوريا مجددا اجتماعات مقررة مع قيادة قوات سوريا الديمقراطية في باريس وسط الجمود، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.

Previous
Previous

المحامي عبدالرحمن العبدالله: إنكار أخطاء الحكومة جريمة وتدريب قوات الأمن غير كافٍ

Next
Next

نازح فلسطيني من غزة: "التاريخ لن يرحم ولن يتهاون مع حمـ.ـاس، بكل ما أوصلتنا إليه"