نصف السوريين يخشون تجدد النزاعات.. و71% يعانون من أزمة غذاء

أظهر تقرير حديث أن نحو نصف سكان سوريا يخشون تجدد النزاعات المسلحة، مما يعكس حالة من القلق المستمر بشأن استقرار الوضع الأمني في البلاد.

و أظهر تقرير مبادرة "ريتش" الإنسانية لشهري يوليو وأغسطس، تحت عنوان "لمحة عن الوضع الإنساني في سوريا" أن 71% من السوريين يعانون من "أزمة غذاء"، إذ يواجهون صعوبة كبيرة في الحصول على ما يكفي من الطعام، بما في ذلك 9.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بينهم 3.6 مليون يتلقون مساعدات غذائية من برنامج الأغذية العالمي. وتفاقمت هذه الأزمة نتيجة استمرار النزاع المسلح، الانهيار الاقتصادي، والجفاف الشديد الذي أثر على المحاصيل والثروة الحيوانية.

وتعمل المنظمات الإنسانية على تقديم الدعم، غير أنها تواجه تحديات كبيرة في الوصول إلى بعض المناطق بسبب الوضع الأمني واللوجستي. ويشير التقرير إلى استمرار ارتفاع الاحتياجات الإنسانية، ما يستدعي استجابة عاجلة وفعّالة من المجتمع الدولي.

المناطق الأكثر تضررًا

تتركز الاحتياجات الإنسانية الأعلى في ريف دمشق، اللاذقية، وطرطوس، حيث شهدت هذه المحافظات حرائق واسعة، وتصعيدًا عسكريًا، ونزوحًا جماعيًا للسكان. ويمثل الجمع بين النزاع، النزوح، والكوارث البيئية صدمة مزدوجة للمجتمعات المحلية، مما أضعف قدرتها على التكيف ومواجهة الأزمة.

الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على الحياة اليومية

ذكر 89٪ من المجتمعات أن دخلهم غير كافٍ لتلبية الاحتياجات الأساسية، مع ارتفاع الأسعار وضعف القوة الشرائية، مما قلّص الوصول إلى الغذاء، الصحة، التعليم، والمياه. ولتأمين الغذاء، تلجأ 70% من الأسر إلى أساليب سلبية مثل بيع الممتلكات أو تقليص الإنفاق على الصحة والتعليم.

الزراعة والثروة الحيوانية

تضررت الزراعة بشكل كبير، حيث سجّل 68٪ من المجتمعات تراجعًا في المحاصيل، و91٪ من ذلك بسبب الجفاف. كما تدهورت الثروة الحيوانية بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وانخفاض أسعار السوق، الأمر الذي زاد من هشاشة الأمن الغذائي.

الوضع الصحي والخدمات الأساسية

أوضح التقرير أن أقل من نصف السكان في 56٪ من المجتمعات قادرون على الوصول إلى الرعاية الطبية، في حين يعاني 63٪ من نقص الأدوية و58٪ من ارتفاع كلفة العلاج. أما الصيدليات فتمثل المصدر الأكثر شيوعًا للخدمات الصحية (78٪).

كما يواجه 63٪ من السكان مشاكل في الحصول على مياه صالحة للشرب، ويحصل 56٪ على أقل من 6 ساعات كهرباء يوميًا بسبب ارتفاع تكلفة الألواح الشمسية والبطاريات. وفيما يخص المأوى، يعاني 32٪ من المشاكل مثل الإيجارات الباهظة والاكتظاظ، ويجد 81٪ صعوبة في الحصول على المواد غير الغذائية الأساسية.

الحماية والنزوح

يعيش 45٪ من المجتمعات في خوف من اندلاع نزاع وشيك، بينما يعاني 21٪ من قيود على حرية الحركة. وقد استقبلت 48٪ من المجتمعات نازحين خلال الشهر الماضي، 68٪ منهم نزحوا بسبب الصراع المسلح.

الاستجابة الإنسانية

يشير التقرير إلى أن 78٪ من المجتمعات لم تصلها المساعدات رغم الحاجة الملحة، حيث تبقى المساعدات الغذائية (81٪) والصحية (59٪) الأكثر طلبًا.

تقييم الوضع العام

يؤكد التقرير أن سوريا تواجه أزمة إنسانية متفاقمة تتغذى على مزيج من الصراع، الانهيار الاقتصادي، والتغير المناخي. المناطق الساحلية مثل اللاذقية وطرطوس، والجنوب السوري في درعا والسويداء، والشرق في دير الزور، تعتبر الأكثر هشاشة بسبب الحرائق، النزاع، والنزوح، والتلوث بالألغام. ويبرز التقرير أن الأولويات العاجلة تشمل الأمن الغذائي، المأوى، والمساعدات الصحية لضمان استجابة فعّالة للاحتياجات الإنسانية.

Previous
Previous

الإمارات تخطط لأن تصبح "عاصمة العالم للشركات الناشئة"

Next
Next

أنوشكا: بعض صفات إجلال أبو العزم في مسلسل "وتقابل حبيب" تشبهني