"لقاء ميامي".. كوشنر وويتكوف يبحثان مع مستشار نتنياهو ملامح "اليوم التالي" في غزة
في ظل الترقب الدولي لتطورات الحرب في قطاع غزة، كشفت صحيفة "أكسيوس" الأميركية أن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وكبير مستشاريه السابق، شارك في لقاء غير معلن في مدينة ميامي جمعه بالمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف ورون ديرمر، المستشار الاستراتيجي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
اللقاء تناول ملامح الخطة الأميركية المقترحة لـ"اليوم التالي" في غزة، في محاولة لصياغة رؤية سياسية وأمنية تتجاوز العمليات العسكرية المستمرة.
ملامح الخطة الأميركية
بحسب أكسيوس، حمل الاجتماع أجندة دقيقة ركزت على تفاصيل مقترح أميركي جديد لوقف الحرب يتضمن: انسحاب إسرائيلي مشروط من غزة، وإطلاق جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، وعددهم 48 رهينة، يعتقد أن 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة، ووضع إطار لإدارة شؤون غزة بعد انتهاء الحرب، مع إشراك أطراف دولية وإقليمية في ترتيبات الأمن والإعمار، وقد تلقت حماس من الوسطاء المقترح، لكن لم يصدر منها رد أولي بعد.
عودة كوشنر إلى المشهد
رغم ابتعاده عن السياسة منذ مغادرة ترامب البيت الأبيض مطلع 2021، يعود كوشنر اليوم لاعبًا خلف الكواليس في صياغة الرؤية الأميركية الجديدة. التقرير أشار إلى أنه يعمل بالتنسيق مع المبعوث ستيف ويتكوف، كما يتعاون مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي يقدم استشارات بشأن مرحلة إعادة الإعمار.
وجود كوشنر في هذه المعادلة يعكس رغبة إدارة ترامب الثانية – التي استعانت به مجددًا – في الاستفادة من خبرته السابقة خلال "اتفاقات أبراهام"، ولتوظيف شبكة علاقاته الوثيقة مع مسؤولين إسرائيليين وخليجيين.
دور ديرمر والبعد الإسرائيلي
من الجانب الإسرائيلي، حضر الاجتماع رون ديرمر، الوزير المكلّف بالشؤون الاستراتيجية وأحد أقرب المقربين من نتنياهو، وبالنسبة لإسرائيل، يشكل بند "كيفية الانسحاب" من غزة العقبة الأكبر أمام أي تفاهم، إذ تسعى تل أبيب لضمان ترتيبات أمنية طويلة الأمد تمنع عودة حماس أو أي فصيل مسلح للسلطة في القطاع.
قراءة سياسية
يأتي اللقاء في لحظة حساسة، إذ تقترب إسرائيل من تنفيذ عملية عسكرية واسعة داخل غزة، بينما تسابق واشنطن الزمن لتجنّب سيناريو الانزلاق إلى مواجهة أشمل.
المصادر التي تحدثت إلى أكسيوس قالت إن البيت الأبيض يسعى لإطلاق "خطة أميركية مستقلة"، لا تنحصر في الرؤية الإسرائيلية فقط، بل تراعي متطلبات التوازن الإقليمي ومصالح الحلفاء العرب.
نحو أي أفق؟
"لقاء ميامي" يعكس أن إدارة ترامب الثانية تتحرك بخطوات عملية لإيجاد صيغة تفاوضية توقف الحرب وتضع أسس "اليوم التالي". غير أن الصعوبات تبقى كبيرة: من رفض إسرائيلي لأي انسحاب سريع، إلى تردد حماس في قبول الشروط الأميركية، مرورًا بالغموض حول من سيدير غزة بعد الحرب.
ومع ذلك، فإن مشاركة كوشنر وويتكوف وديرمر في اجتماع واحد يشير إلى أن النقاش حول "ما بعد الحرب" لم يعد مجرد أفكار متفرقة، بل بدأ يتحول إلى مسار تفاوضي جاد.
الخلاصة: "لقاء ميامي" قد يكون أول ملامح صفقة سياسية كبرى ترسم مستقبل غزة، لكنه أيضًا يفتح الباب أمام تساؤلات أكبر: هل يمكن تنفيذ انسحاب منظم وسط صراع محتدم، وهل يقبل اللاعبون الإقليميون بدور أميركي بهذه المركزية؟