بعد سقوط الأسد… إيران تلجأ إلى الحوثيين في تجارة المخدرات والأسلحة

كشف تقرير صادر عن موقع «إيران فوكَس» أن النظام الإيراني قام بنقل عمليات تهريب المخدّرات والأسلحة إلى الأراضي اليمنية، في تحوّل جوهريّ عقب سقوط نظام بشار الأسد في سورية، معتمدًا في ذلك على تحالفه “مع جماعة “الحوثيين.

وأوضح التقرير هذا التحوّل يمثل خطوة استراتيجية لاستغلال الجغرافيا اليمنية الضعيفة والحدود البحرية الطويلة، في ظلّ انهيار شبكة التهريب التقليدية التي كانت تُشرف عليها إيران عبر سورية.

خلفية التحول في مسارات التهريب

وفق التقرير، فإن سقوط نظام بشار الأسد خَلَق فجوة في خطوط التهريب التي رعتها طهران لنحو عقدين، حيث كان النظام السوري يُشكّل «الجسر البري» الأساسي لتمرير الأسلحة والمخدّرات إلى لبنان وفلسطين والخليج. بعد الانهيار الجزئي لهذا المسار، بدأ الإيرانيون في البحث عن قواعد بديلة، فاختاروا اليمن بفضل طبيعة الصراع فيه، وتحوّل الحوثيين إلى طرف يملك قدرات لوجستية وإرثًا في التهريب.

اليمن أصبح اليوم — بحسب التقرير — محطة مزدوجة: تصديرًا للأسلحة والمخدّرات نحو الخليج، وتصديرًا للخدمة اللوجستية للعاملين في شبكة «محور المقاومة». إذ يشير التقرير إلى أن حزم تهريب تشمل كميات ضخمة من الكابتاغون والمخدّرات الأنثوية إلى السعودية، وأسلحة خفيفة ومتوسطة إلى لبنان وفلسطين، عبر شبكات نقل بحرية وبَرّية تُسلّف الحوثيين دورًا مركزيًا.

دوافع إيران من هذا التحوّل

يربط التقرير هذا التحوّل بأهداف إيرانية عدة: أولاً، الاستمرار في تدعيم أدوات النفوذ الإقليمي رغم الضغوط الغربية والعربية، من خلال بديل أقلّ مكشوفًا من سوريا. ثانيًا، توليد مصادر تمويل بديلة تسدّ العجز الناتج عن العقوبات الاقتصادية على طهران، عبر استثمار تجارة المخدّرات والأسلحة. ثالثًا، استغلال الوضع الفوضوي في اليمن لخلق مسار تهريب أقلّ مراقبة وأعلى ربحًا، مع الحوثيين كوسيط محلي ذي شرعية محلية نسبية وقوة مسلّحة متمكّنة.

شبكة النقل والمسارات الجديدة

يوّضح التقرير أن مسارات التهريب الآن تشمل الجنوب اليمني والموانئ المطلة على البحر الأحمر، حيث تُحمّل السفن أسلحة صغيرة ومخدّرات وتتجه إلى قِبَل الخليج والسودان ودول الساحل. ويشير إلى أن شركات شحن وهمية تُستخدم كغطاء، وأن الحوثيين يتولّون توزيع الأموال والمخدّرات وتجنيد شبكات محلية، بينما الإيرانيّون يوفّرون الإمكانات التقنية والمالية. هذه الشراكة توفّر لطهران «بوابة بحرية» جديدة بتكلفة أقلّ ومخاطرة أقلّ من المسارات البريّة المعروفة سابقًا.

تداعيات أمنية وجيوسياسية

يحثّ التقرير على أن هذا التوجّه الإيراني–الحمودي يُشكّل تهديدًا أمنيًا لاستقرار منطقة الخليج وشمال أفريقيا، لأن المخدّرات تُغذّي الجريمة المنظمة، والأسلحة تدعم الجماعات المسلحة في الساحل والصحراء، مما يُمدّد صراع النفوذ الإيراني عبر جنوب ليبيا وتشاد والنيجر. كما أن تزايد هذا النوع من التجارة يقوّض جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب وتمويل الجماعات المسلحة، ويعيد رسم خريطة التهديدات في الشرق الأوسط إلى ما بعد الحدود التقليدية.

ملاحظات ختامية

يختم التقرير بتأكيد أن سقوط النظام السوري مثل «جبهة قطع» في الشبكة الإيرانية للتهريب، لكن طهران استبدلته بـ«تحالف اعتياني جديد» مع الحوثيين أوسع حدودًا وأكثر ديناميكية. ويحذّر من أن استمرار هذه الشبكات قد يقود إلى تحول اليمن من ساحة حرب محلية إلى مركز لوجستي إقليمي لتجارة المخدّرات والأسلحة تزيد تعقيدًا يوماً بعد يوم.

Previous
Previous

د. رشا سيروب الخبيرة الأقتصادية تدعو لخطة جديدة تنصف الفئات الضعيفة والنازحين في سوريا

Next
Next

وسط أزمة اقتصادية.. تجدد الحراك النسائي ضد قانون الحجاب