دينا جرجس أول ملكة جمال مصرية تتوج بـ "ميس ورلد" في أميركا.. زوجي صاحب الفضل علي وهذه نصيحتي لكل سيدة تبحث عن الجمال
محمد كمال - جسور
لم تتصور في أحلامها وهي فتاة صغيرة أن تصل للعالمية، واكتفت في أحلامها البسيطة بأن تتوج ملكة على الجميلات في عروس البحر المتوسط "الإسكندرية"، ولكنها فوجئت بالتتويج ملكة جمال المتزوجات في مسابقة ميس ورلد بالولايات المتحدة الأمريكية.
ترى المتوجة الجميلة دينا جرجس، أن الجمال قوة من الله وهبه لكل السيدات، بشرط أن يكون مقرونا برسالة وهدف أسمى تعمل من أجل تحقيقه، مهما مرت السنوات وتغيرت الظروف، مؤكدة أن مسابقات ملكات الجمال ليست أساسها الجمال الخارجي فقط، ولكن الأهم الجمال الداخلي، والذي يظهر في رسالة المرأة وهدفها في الحياة وثقافتها وثقتها بنفسها.
دينا جرجس كان لديها الكثير من الرسائل والأهداف خلال مسابقات الجمال التي سنتعرف عليها خلال هذا الحوار.
*في البداية.. من هي دينا جرجس؟
** أنا بنت الإسكندرية، درست في كلية تربية قسم اللغة الإنجليزية، ودراستي أثرت جدا في لأنها جعلتني أرى الحياة بطريقة مختلفة، وخصوصا مع هوايتي المفضلة في قراءة الروايات والكتب.
ومنذ دراستي بالجامعة وأنا مهتمة بالجمال، وقضايا المرأة، ففي الفرقة الثالثة قدمت برنامج رمضاني للمسابقات في إذاعة الإسكندرية.
وفي نفس السنة قدمت في مسابقة ملكة جمال الإسكندرية، وكان حلمي وقتها الفوز بالمسابقة، وبالفعل قضيت أشهر الصيف في التحضير، وقمت بكل البروفات والمتطلبات، والحكام كانوا متفائلين جدا بفوزي، ولكن مع بداية العام الدراسي الجديد والدي رفض الاستمرار في المسابقة لأنه شعر بأثرها سلبيا على دراستي، ووالدي كان بحار و مهتم بدراستي جدا.
ورغم أني لم أستكمل المسابقة، ولكني أخذت الكثير من الخبرات خلال البروفات، تم تدريبي على الحديث بثقة أمام لجنة التحكيم، وكيف أظهر على المسرح، فزادت ثقتي بنفسي.
بعدها طلبت من والدي أن أسافر للولايات المتحدة، في زيارة بعض أصدقائي وأقاربي بنيويورك، فكنت أريد أن أشعر بالاستقلالية، والاعتماد على نفسي، ولأن والدي كانوا منفتحين فوافقوا على السفر، ولكن لمدة أسبوعين فقط،وكنت في قمة سعادتي.
وفعلا تغيرت حياتي بعد السفر، و شعرت أني أستطيع تحمل المسؤولية، والقناعة الكاملة بأن البنت مثل الولد، وهذا ما علمه لي والدي ووالدتي، وفي أخر يوم قابلت عماد زوجي الآن.. وبعد رجوعي مصر كان علي الاختيار بين الزواج من حب عمري أو الاستمرار في أحلامي بالدراسة في الإعلام والتمثيل ومسابقات الجمال.
* من المعروف أن مسابقات ملكات الجمال للآنسات، فهل بعد الزواج ضاع حلمك كملكة جمال؟
**بعد الزواج أنجبت طفلي الأول، وبعدها شعرت أن كل أحلامي انهارت، لأن شكلي وشخصيتي وكل شئ تغير.
ولكن بعد فترة قررت استئناف أحلامي وأهدافي، وقلت لنفسي: "حتي إذا كانت مسابقات الجمال للآنسات مثلما كنت أعتقد فكان لدي الكثير الذي يمكن أن أحققه فلذلك قررت أن أدرس شيئ يخص الجمال، فدرست ماجستير في علم الجلد والتجميل بإحدي الجامعات بواشنطن".
وبالصدفة كنت أتحدث مع إحدى زميلاتي في الجامعة، فقالت إني أشبه الممثلين، وسألتني: "لماذا لم تقدمي في مسابقات ملكات الجمال؟"، فصدمت عندما عرفت منها أن هناك مسابقات جمال للمتزوجات، وشعرت أن حلمي القديم سيعود مجددا،وبالفعل بحثت على الانترنت ووجدت أقرب شيئ لي هي ملكة جمال واشنطن للمتزوجات.
*كيف قدمت في أول مسابقة ملكة جمال داخل أميركا؟
** بعد أن بحثت على الانترنت قدمت في مسابقة ملكة جمال واشنطن للمتزوجات ثلاث سنوات على التوالي بداية من2015 وحتي 2017، وخلال المسابقة عرفت بأنهم يختارون ملكة جمال لكل مدينة في واشنطن، وفي النهاية ملكة جمال واشنطن.
حصلت على ملكة جمال ثلاث مدن مختلفة، بالإضافة للحصول على لقب واحدة من أفضل 10 سيدات في ولاية واشنطن، وبصراحة مسابقات الجمال لم يكن مقياسها الجمال الخارجي فقط، ولكن اللياقة واللباقة في الكلام والثقافة والأهم هو امتلاك رسالة مفيدة للمجتمع.
وكانت دراستي مرتبطة برسالتي، فكانت رسالتي خلال المسابقة هو سرطان الجلد،وتوعية السيدات بأهمية واقي الشمس، خصوصا في واشنطن، فالشمس هناك غريبة، والسيدات يعتقدن أن واقي الشمس غير مهم، فتزداد حالات سرطان الجلد.
وكان عندي أهداف أخرى، وهي التوعية ضد الانتحار وإدمان المخدرات، وكنت أحضر الكثير من المحاضرات التي تخص الإدمان مع زوجي بحكم عمله كطبيب.
*بعد حصولك على لقب ملكة جمال في أكثر من مدينة بواشنطن.. ما هو سر تشجيعك للتقديم في ملكة جمال العالم للمتزوجات؟
**بصراحة لم أشعر بإمكانية الفوز بلقب ملكة جمال واشنطن، لأنها مش بلدي، وكان نفسي أقدم شيئ باسم مصر.
وأحب أقول أن التقديم والقبول في مسابقة ملكة جمال العالم صعب جدا جدا، وله الكثير من الشروط الصعبة وأنه يعتمد على ترشيح جهة رسمية للمتسابقة، ولكني كنت سعيدة الحظ أن منظمي مسابقة ملكة جمال واشنطن رشحوني وأرسلوا الملف الخاص بي للمسابقة، وبعدها طلبوا مني سيرتي الذاتية، وأن أشارك في عدد كبير من الأعمال الخيرية غير الهادفة للربح، ويكون عندي رسالة وهدف.
وبالفعل عملت كل المطلوب مني وأرسلته وأخذوا حوالي ست أو سبع شهور لكي يقوموا بالرد يردوا علي، بعد العرض على المتخصصين، من أجل البت في ترشيحي، وكانت المفاجأة بأني قبلت وشعرت أني حلمي القديم رجع مجددا، وكان لي الشرف أن أكون أول مصرية تتقدم في مسابقة ملكة جمال العالم، وهي من أهم وأكبر وأقدم مسابقات الجمال التي بدأت سنه 1984.
*ماهي الصعوبات التي واجهتك في المسابقة؟
**بدأت في التجهيز للمسابقة من قبل الحدث بشهور، فكان لابد أن يكون لي مواصفات معينة في الوزن واللياقة البدنية، وكان لدي مدربة خاصة تدربني كل يوم،بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي معين.
وكنت أحضر الكثير من الأعمال الخيرية المجتمعية، وبصراحة من أكثر الصعوبات التي واجهتني هي التحضيرات والتجهيزات للمسابقة، حيث كانت مكلفة جدا، وحاولت أن أتواصل مع الكثير من الشركات المصرية، لكي يكونوا داعمين لي ولكن دون جدوي.
ولكن لا أستطيع أن أنسي فضل زوجي، لأنه شجعني نفسيا، ودعمني ماديا، وتكفل بكل مصاريف المسابقة، والتي كانت مكلفة جدا جدا قد تتعدى ألاف الدولارات.

*وماذا كانت رسالتك في المسابقة؟
**كانت أهم رسالة لي في المسابقة توصيل صورة حلوة عن مصر، والترويج للسياحة في المسابقة التي كان يحضرها الآلاف من الجماهير، وكان هناك متسابقات من أكتر من 80 دولة، بالإضافة لبثها مباشر في الكثير من القنوات التلفزيونية.
فكل سؤال كانت لجنة التحكيم تسأله لي، كنت أضع اسم مصر في إجاباتي، وأشرح لهم أنها بلد الحضارات والتحضر في نفس الوقت، لأن الكثير من الناس مازالت عندها فكرة أننا ما زلنا نركب الجمال في الشوارع، وأن مصر ليست الأهرامات فقط، بل لدينا الكثير من المدن الجميلة والبحر المتوسط والأحمر، ويمكن زيارتها .
أما رسالتي في المسابقة، فكانت عن حقوق المرأة، لأني مازلت أشعر في بعض الدول بأن المراة لم تأخذ حقها الكافي.
*ماهي الألقاب التي حصلت عليها في المسابقة؟
**حصلت على لقب ملكة جمال مصر للمتزوجات في العالم لسنة 2019 ، وهذا شرف كبير جدا لي أني حملت اسم مصر.
وحصلت على لقب آخر وهو عزيز جدا جدا على قلبي، وهو لقب أكثر شخصية حيوية ودودة مؤثرة في المسابقة، وكان المميز في هذا اللقب أنه يتم الترشيح والاختيار من المتسابقات وليس من لجنة التحكيم.
وكنت غير متوقعة الحصول على هذا اللقب، وأنا أعطيت صوتي إلى متسابقة أخرى،ولكني كنت سعيدة جدا بهذا اللقب لأني شعرت أني حصلت على محبة أكثر من 80 سيدة من المتسابقات.
*من هو أكتر من دعمك في هذه المسابقة؟
**طبعا لا يمكن أن أنسى فضل الرجل العظيم زوجي عماد، الذي كان دائما يشجعني معنويا، غير أنه تحمل مسؤولية الأولاد في غيابي 12 يوما أثناء المسابقة.
وأيضا والدتي ووالدي الذين كانوا يدعموني ويشجعوني طوال هذه الفترة، وكذلك أولادي الذين تحملوا المسؤولية في غيابي وفخورون بي جدا.
وبالمناسبة ابنتي حصلت علي لقب ميس واشنطن برينسس، وكنت فرحة جدا بها، لأن المسابقة زادت من ثقتها بنفسها، وجعلتها أكتر جرأة في الظهور على المسرح وأمام الجمهور ولجنة التحكيم في سن صغير.
وأكثر ما أبهرني خلال المسابقة هو وجود أصدقاء من جنسيات مختلفة دعموني وساعدوني بدون أي مقابل أو بدون حتى ما أسألهم، فمثلا لي صديقة من الهند هي تعيش في واشنطن سافرت خصيصا إلى لاس فيجاس يوم المسابقة لكي تكون من بين الجمهور وتدعمني، وصديقة أخري من جاميكا جاءت ليلة السفر ساعدتني في كل التجهيزات وتحضير الحقائب، بالإضافة لأصدقائي المصريين الذين سافروا إلى لاس فيجاس يوم المسابقة لكي يكونوا بجانبي ويساندوني.
وأحب أن أشكر جدا ملكة جمال إيطاليا ومديرة مسابقة ملكة جمال واشنطن، التي قامت بتصميم الفستان الفرعوني الذي ظهرت به على المسرح خلال المسابقة، تعبيرا عن بلدي، وكان فستان رائع جدا، وأشاد به كل الحاضرين.
على الجانب الاخر كان في بعض الانتقادات والتعليقات السلبية: " مثل ما فائدة هذهالمسابقة لأنني لم أحصل على أي عائد مادي، وأنها تضييع للوقت والأموال وليس لها فائدة ولكن كان لي رد واحد وهو أني أعمل ما أؤمن به، وأن مثل هذه المسابقات تطور من شخصيتي وتزيد ثقتي بنفسي، وليس معنى اني تزوجت أن أنسي أحلامي وطموحاتي.
*كيف استطعت استثمار لقب ملكة جمال مصر للترويج لاسم مصر؟
**بعد المسابقة حضرت الكثير من الحفلات والمؤتمرات والمناسبات تحت اسم مصر، فمثلا حضرت "جلوبال بيوتي اوارد"، وهي عبارة عن أوسكار للجمال، ورشحت للقب أكثر شخصية ودودة وأفضل كوتش، لأني كنت أساعد المتسابقات الجدد، وأفضل راعي لأني كنت أتبني المتسابقات الجدد، وأعالج وجههم وأعلمهم كيفية الاهتمام بنفسها، وهذه الحفلة يحضرها جمهور من جميع أنحاء العالم، ورشحت لها ثلاث سنوات على التوالي.
أيضا كنت في لجنة تحكيم في أكثر من مسابقة جمال، منها: "ناشييونال ميس أمريكا"، لمدة عامين متتاليين.
كذلك حضرت الكثير من الحفلات والمهرجانات في كاليفورنيا ونيويورك، وتقابلت مع السفيرة السابقة لمياء مخيمر، وشجعتني وهنأنتي جدا علي اللقب.
*ماهي خطواتك القادمة؟
**أرتب الآن لعمل مسابقة جمال عالمية تحت إشرافي، فقد حصلت على ترخيص من شركة ملكة جمال العالم، بأن أنظم مسابقات جمال، ومن خلال المجلة أحب أن أوجه كلامي لكلى السيدات وخاصة المصريات، وأشجعهم أن يتقدموا للمسابقة، ويكون لديهم رسالة وهدف تصل للعالم، لأنك يمكن أن تكوني سببا في تغيير حياة بعض السيدات اللواتي يشعرن بالاكتئاب أو ضياع حلمهم، وخصوصا بعد الزواج والإنجاب، بالإضافة أني أعشق التمثيل، وبالفعل كنت بطلة الفيلم القصير "بورترية"وشارك في أكثر من مهرجان للأفلام القصيرة.
وبالفعل أعمل الآن على تحضير أكثر من عمل مع مجموعة من الشباب المحبين للفن والسينما والإبداع وتقديم فن هادف ورسالة راقية بعيدا عن الابتذال والعنف .
]]>