عينها على اليورانيوم.. إيران تتقرب للنيجر بعد خروج أميركا

 جسور - حمادة عبدالوهاب

مع إلغاء النظام العسكري الحاكم في النيجر، اتفاق التعاون العسكري مع الولايات المتحدة في مارس الماضي، ظهر لاعب جديد في المنطقة يسعى لمد خيوط التعاون مع نيامي، بل ومساعدتها للتغلب على العقوبات المفروضة عليها.

اللاعب الجديد هو إيران، إذ كشفت "وول ستريت جورنال" مساعي طهران لتقوية العلاقات مع النيجر، وتعيين سفير جديد في نيامي، رغبة في الوصول إلى موارد اليورانيوم، الذي تشتهر به الدولة الواقعة في منطقة الساحل، والتي سبق لها إنهاء الوجود الفرنسي في البلاد، وإغلاق سفارتها ووقف التعاون معها.

البحث عن اليورانيوم
ووفق تقرير الصحيفة الأميركية:
* قرار النيجر بإنهاء تحالفها مع واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب، جاء بعد أن اتهم مسؤولون أمريكيون كبار، المجلس العسكري الحاكم في البلاد، بالبحث سرا في اتفاق يسمح لإيران بالوصول إلى احتياطاتها من اليورانيوم.
* في الأشهر الأخيرة، قال مسؤولون أمريكيون وغربيون آخرون، إنهم حصلوا على معلومات استخباراتية، تشير إلى أن المجلس العسكري في نيامي، يدرس أيضًا إبرام صفقة مع إيران، من شأنها أن تمنح طهران إمكانية الوصول إلى بعض احتياطيات اليورانيوم الهائلة في النيجر.
* قال مسؤولون غربيون في فبراير، إن المحادثات بين النيجر وإيران وصلت إلى مرحلة متقدمة للغاية. وقال شخص مطلع على الأمر، إن الطرفين وقعا اتفاقا مبدئيا يسمح لطهران بالحصول على اليورانيوم من النيجر. 
* وصلت هذه المخاوف إلى ذروتها خلال الأسبوع الماضي، عندما سافرت مولي في، مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، إلى نيامي لإجراء محادثات مع المجلس العسكري حول العلاقات المستقبلية بين البلدين.
* خلال الاجتماعات، أثارت مولى في، قلق واشنطن مع المسؤولين في النيجر، بشأن التوصل إلى اتفاق مع إيران، وفقًا لمسؤولين في الولايات المتحدة والنيجر، الذين وصفوا الاجتماعات بأنها كانت متوترة للغاية.

التقارب مع إيران
* في أكتوبر الماضي، استقبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وزير الخارجية المعين من قبل المجلس العسكري بكاري ياو سانغاري، وقال "إن إيران مستعدة للتعاون مع النظام العسكري الحاكم في النيجر"، ووصف مت جرى بأنه "مقاومة الشعب النيجري في مواجهة سياسات الهيمنة الأوروبية".
* في يناير الماضي، أبدت إيران، رغبتها بمساعدة النيجر في التغلب على العقوبات، التي فُرضت عليها في أعقاب انقلاب يوليو 2023، خلال زيارة رئيس وزراء النيجر علي محمد الأمين زين لطهران، وقال نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر، خلال استقباله الأمين زين: "ندين العقوبات القاسية التي يفرضها نظام الهيمنة، وسنتقاسم خبراتنا في هذا المجال مع أشقائنا في النيجر".
* أعرب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن عزم بلاده تعزيز العلاقات مع أفريقيا في كافة المجالات، و أكد خلال لقاء مع سفير إيران الجديد لدى النيجر، علي تيزنك، على ضرورة تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين إيران والنيجر.
بدوره، يرى مستشار التنمية المستدامة النيجري، محمد عبدالله، أن هناك تقارب كبير بين نيامي وطهران حدث بعد الانقلاب العسكري، حيث رحبت طهران بما جرى، وما تم من طرد القوات الفرنسية ثم الأميركية حاليا، وجرت عدة زيارات متبادلة بين الطرفين على مستوى عالي.
وأضاف عبدالله، لموقع "جسور"،أن هناك وفد إيراني زار النيجر عقب إعلان إنهاء التعاون العسكري مع أميركا والمطالبة بخروج قواتها. وفيما الوصول إلى اليورانيوم، يعتقد "أن إيران ستصل إليه عاجلا أم آجلا".

مخاوف أميركية
بدوره يقول الصحفي والمحلل السياسي محمد سيدي حبيب الله، إن هناك تقارب جلي بين البلدين اتضح في الزيارات المتبادلة من جهة وتعيين ظهران مبعوث خاص للنيجر من جهة أخرى، ونيامي منفتحة على التعاون مع كل الدول على أساس المصالح المتبادلة سواء كانت اتفاقيات عسكرية أو اقتصادية، وتصب في مصلحة الطرفين، وليس لحساب مصلحة دولة على الأخرى.

وأضاف حبيب الله، لموقع "جسور"، أن أميركا لا تنظر بعين الرضا لهذا التقارب بين الدولتين، لأنه تعلم أن هذا التعاون قد يتوسع ويمتد إلى مجالات أخرى لا تريدها الولايات المتحدة، وقد يكون من بينها الاستثمار في استخراج اليورانيوم.

اقرأ أيضا: بـ"النفس الطويل".. إيران تبحث عن نصيب من "كعكة" الدرة

وكشف أن الوفد الأميركي الذي زار النيجر، حاول التدخل فيما لا يعنيه بطريق كانت غير مقبولة لأن النيجر دون ذات سيادة ولها الحق في التعامل مع من تريد وبالشكل التي تريده، ولذلك أتي الرد من جانب قادة البلاد بإلغاء التعاون العسكري مع واشنطن، والمطالبة بخروج القوات الأميركية.

فائض ضخم
الباحث المتخصص في شؤون غرب إفريقيا، تشارلز أسيجبو، يقول إنه منذ الانقلاب الذي جرى في يوليو الماضي وأطاح بالرئيس محمد بازوم الذي كان صديقا لفرنسا والغرب، حاولت السلطات العسكرية تخفيف الضغوط الغربية عليها من خلال التوجه شرقا عبر تقوية العلاقات مع روسيا والصين وإيران، وقام وزير الخارجية ثم رئيس الوزراء النيجري بزيارتين إلى طهران والتقوا مع القادة الإيرانيين الذي عرضوا عليهم تقديم المساعدات.

وأضاف أسيجبو، لموقع "جسور"، أن طهران لديها خبرة كبيرة في التهرب من العقوبات، وهو ما عرضته على نيامي في اللقاءات السابقة، ولكن هذه العقوبات تم رفعها مؤخرا من جانب مجموعة "إيكواس"، ويبقى موضوع التعاون الاقتصادي بين البدين قائما، حيث تسعى النيجر إلى عقد شراكات مع حلفاء لا يوالون الغرب، وتسعى طهران للحصول على موطئ قدم لها في منطقة الساحل، وخاصة النيجر الدولة الغنية باليورانيوم.

وكشف أن النيجر احتلت المرتبة السابعة في إنتاج اليورانيوم العالمي عام 2022، بإنتاجها نحو 200 طن من اليورانيوم، تم تصدير معظمه إلى فرنسا، ولكن نيامي أوقفت تصدير اليورانيوم لفرنسا بعد موقفها الرافض للانقلاب، وعلقت التعاون الدبلوماسي معها أيضا، وبالتالي سيكون هناك فائض من إنتاج اليورانيوم يمكن لها تسويقه لمشترين جدد ومنهم إيران.

]]>

Previous
Previous

إحداها عربية.. الوجهات السياحية الأقل تكلفة في 2024

Next
Next

زوجتان في القصر.. من ستكون سيدة السنغال الأولى؟