زوجتان في القصر.. من ستكون سيدة السنغال الأولى؟
داكار – جسور
أدى مرشح المعارضة في السنغال والمسجون السابق باسيرو ديوماي فاي، اليمين، في بداية أبريل، ليصبح الرئيس الخامس للبلاد وأصغرهم على الإطلاق، متعهدا باستعادة الاستقرار وتحقيق التقدم الاقتصادي، وعلى عكس أسلافه الذين كانوا متزوجين مرة واحدة، فإن "ديوماي فاي" متزوج من اثنتين حضرتا حفل التنصيب، مما أثار نقاشا حول من ستكون السيدة الأولى من السيدتين.
ويرى خبراء تحدثوا لموقع "جسور"، أن الأمر لن يشكل معضلة لأن الدستور، لم يأت على ذكر منصب السيدة الأولى، وبالتالي فهم مثل أي مواطنات عاديات، يقمن بنشاط مجتمعي من قبيل أنهن زوجات الرئيس، كما أن باسيرو وإن كان أول رئيس سنغالي لديه عدة زوجات، إلا أن هذا التقليد معتاد في القارة الإفريقية، وهناك كثير من الرؤساء في عدة دول، كان لديهم أكثر من زوجة.
السيدات الأوائل
* الزوجة الأولى هي ماري خون فاي، وهي امرأة محجبة، أم لأربعة أطفال (3 أولاد وفتاة).
* أطلق ديوماي فاي، اسم أحد أبنائه على اسم رفيقه وزعيم حزب باستيف عثمان سونكو.
* الزوجة الثانية هي أبسا فاي، وهي امرأة أنيقة ولم تنجب أطفالا بعد.
* أبسا فاي، أصلها من نيخار، وهي بلدة ريفية تقع في مقاطعة فاتيك، وعاشت فترة من حياتها في أوروبا.
تقليد إفريقي
تقول الناشطة الاجتماعية السنغالية، ناتالي يامب، إن وظيفة السيدة الأولى غير موجودة في الدستور أو في أي نص سنغالي آخر، ليس هناك سيدة أولى أو ثانية أو غيرهن، وبموجب القانون فإنهن مواطنات عاديات، ولذلك فإن مصطلح "السيدة الأولى" يعد تسمية خاطئة شائعة جدًا، ليس فقط في أفريقيا، ولكن في كل مكان في العالم تقريبًا.
وتضيف يامب، لموقع "جسور"، "على حد علمي، فإن الولايات المتحدة والأنظمة الملكية فقط هي التي قدمت وضع السيدة الأولى/الرجل المحترم الأول (وكذلك الملكة/الملك القرين، وما إلى ذلك) في نصوصها، علاوة على ذلك، لن يكون ديوماي فاي أول ولا آخر رئيس دولة لديه زوجتان رسميتان أو أكثر، فهناك بارو وزوما وأوليغوي نغويما جميعهم ملتزمون بتعدد الزوجات، وكان والد موبوتو وإدرريس ديبي كذلك".
وتشير إلى أن "لم يشكل أي مشكلة على مستوى البروتوكول، وسيتم وصف الزوجة التي ترافقه بـ "السيدة الأولى"، وإذا كان برفقة كليهما، فستكون "السيدات الأوائل".
ثقافة إفريقية
ويتفق معها الباحث في العلوم السياسية إدريس آيات، بقوله: "ليس هناك مهامٌ خاصة موكلة إلى زوجة الرئيس، ولا راتبٌ مخصص لها استنادًا لهذا الدور، وإذا تولت إدارة جمعية خيرية أو مؤسسة، فتُمنح راتباً كأي موظفة أخرى تخدم الوطن، ومع ذلك، في تقاليد الإمبراطوريات الإفريقية، كانت تعطي اعتباراً خاصاً للزوجة الأولى، ومعاملتها كأم للرعية، ولأبنائها وأبناء الأمة جمعاء، معتبرين كل نساء الإمبراطورية سيدات على قدم المساواة".
ويضيف: "تُعد زوجتا الرئيس مواطنتان مثل سائر النساء، تُعينان زوجهما في تحمل أعباء المسؤولية، كما تعين أي زوجة في البلاد زوجها في تحمّل مسؤولية/ أو مسؤوليات الأسر، مشيرا إلى أن "ثقافة التعدد في إفريقيًا هي ثقافة راسخة، مستقلة عن الديانات، تعود لعصور موغلة في القدم، والرئيس السنغالي الجديد، ديوماي فاي، ليس بدعاً في هذا السياق؛ فقد سبقه رؤساء كمحمد إيسوفو من النيجر، وإدريس ديبي من تشاد، وكذلك الرئيس الغامبي بارو، وجاكوب زوما من جنوب إفريقيا، موبوتو من الكونغو وغيرهم، ممن اتخذوا أكثر من زوجة بشكل رسمي، وهذه الثقافة لم تثر قط مشاكل بروتوكولية".
ويرى آيات، أنه بخصوص الحاجة لتحديد "السيدة الأولى" من باب التسهيل على البروتوكول الدولي في حال السفر، فيمكن تطبيق المسمى على الزوجة التي ترافق الرئيس في مناسبات رسمية، أو ربما تُعرف كلتاهما بـ"السيدات الأوليات" إن رافقتاه معاً".
مهام مجتمعية
بدوره يقول الباحث السنغالي، عبد الأحد عبد الرشيد، إن "هذا الوضع جديد على السنغال التي لم يسبق لها وجود رئيس مارس تعدد الزوجات، ولكن لا أظن أنه سيشكل مشكلة، فسيتم اعتبار كل واحدة منهما سيدة أولى للبلاد، دورها في البلاد عادة ما تساعد رئيس الجمهورية في الشؤون الاجتماعية، والقيام بأعمال خيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين.
ويضيف عبد الرشيد، لموقع "جسور"، أن دور السيدة الأولى منحصر في الشؤون الاجتماعية والحفاظ على التماسك الوطني، من خلال تأسيس مؤسسات خيرية، لتقديم مساعدات للفقراء والمحتاجين بجانب تحسين العلاقات بين المسؤولين في البلاد، وخاصة بين الحكومة والشخصيات الاجتماعية والدينية".
كما يعتقد "أن وجود سيدتين أوليين في البلاد، لن يشكل أي مشكلة، بل سيكون لكل واحدة منهن دورا مهما في تحقيق الاستقرار الاجتماعي، وتحسين الأوضاع المعيشية الهاشة للفئات الضعيفة".
]]>