زيارة بن سلمان لليابان.. التعاون الاقتصادي على قمة الأولويات

 

حمادة عبدالوهاب - جسور

 

يعتزم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، القيام بزيارة رسمية إلى اليابان، بين يومي 20 و23 مايو الجاري، في زيادة ستكون الأولى له منذ نحو خمسة أعوام، يلتقي خلالها الإمبراطور ناروهيتو، ورئيس الحكومة فوميو كيشيدا، وفق ما أعلنت طوكيو.

وأعربت وزارة الخارجية اليابانية في بيان، عن أملها "في أن تعزز الزيارة بشكل إضافي العلاقات الودية بين اليابان والمملكة العربية السعودية".

وأكد المتحدث باسم الحكومة يوشيماسا هاياشي، أن كيشيدا سيتطرق مع ولي العهد إلى "نطاق واسع" من القضايا المرتبطة بالشرق الأوسط والوضع الدولي، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

وزار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهو يشغل أيضا منصب رئيس مجلس الوزراء السعودي، اليابان للمرة الأخيرة عام 2019 لحضور قمة مجموعة العشرين في أوساكا.

 

ملفات على الطاولة

ويقول الدكتور فواز بن كاسب، المحلل الاستراتيجي السعودي، إن هذه الزيارة تأتي في توقيت هام، حيث تزيد سخونة الأوضاع في الشرق الأوسط، بسبب التطورات الحالية وكثيرا من القضايا التي تهم الجانبين، وعلى رأسها الاستقرار لأن هذا ينعكس بدون شك على موضوع الطاقة.

وأضاف بن كاسب، لموقع "جسور"، أن اليابان هي شريك لدول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، وهي تستورد 90% من طاقتها من الأمونيا والهيدروجين لاستخدامها في الطاقة الحرارية، وهذا مما يساعد على منع انبعاث ثاني أكسيد الكربون والمحافظة على البيئة، وهناك أيضا صندوق الاستثمار السعودي الذي استحوذ على كثير من الحصص الاستثمارية في الشركات اليابانية.

 وأيضا هناك الشراكة بالبعد التقني الرقمي، حيث أن اليابان تعتبر من الدول المتقدمة في هذا الجانب، والمملكة تبغي شراكة للاستفادة ونقل مثل هذه الخبرات وأيضا توطينها في السعودية، في كثير من المجالات سواء على المستوى التعليمي أو على المستوى الترفيهي والألعاب.

وأشار إلى إن المملكة واليابان، تجمع بينهما علاقات تاريخية قديمة، حيث قام الملك سلمان سابقا وأيضا ولي العهد، بزيارات لتوثيق وتعميق التعاون للمحافظة على هذه العلاقة التاريخية، ولا سيما أن هناك ما يطلق عليه المشروع العالمي للأهداف الأممية للتنمية المستدامة.

 

وأشار إلى أن  السعودية تعمل في هذا الفلك في السياسة الخارجية مع الدول الدول الصناعية المتقدمة، وأيضا وجودهم في كثير من المنظمات الاقتصادية وأيضا الإنسانية، وفي قمة العشرين عندما استضافت اليابان المملكة العربية السعودية تم إبرام الكثير من الاتفاقيات التجارية.

 

علاقات تجارية

تربط بين البلدين علاقات اقتصادية قوية، حيثي تعد السعودية ثامن أكبر شريك تجاري لليابان العام الماضي، وتعد اليابان واحدة من أكبر الدول المشترية للنفط من المملكة، كما يعتبر الصندوق السيادي السعودي من أكبر المساهمين في شركة الألعاب "نينتندو".

وتعتزم السعودية أن تستضيف هذا العام كأس العالم للألعاب الرياضية الالكترونية، ضمن مسعاها لأن تصبح قطبا عالميا في هذا القطاع، بما يشمل استوديوهات محلية لتطوير الألعاب.

كما يستثمر الصندوق في "سوفت بنك"، المجموعة الاستثمارية اليابانية العملاقة في مجال التقنيات الجديدة.

 

كما أبرمت الدولتان اتفاقية "الرؤية السعودية اليابانية 2030"، والتي تهدف إلى جذب الشركات اليابانية إلى الاستثمار في قطاعات مثل الزراعة، والرعاية الصحية، والطاقة، والبنية التحتية في المملكة.

وفي منتصف العام الماضي، وقع البلدان 26 مذكرة تفاهم في عدة مجالات تمتد من الطاقة النظيفة إلى الفضاء ومن الترفيه إلى الزراعة، وذلك خلال زيارة لرئيس الوزراء الياباني.

]]>

Previous
Previous

الطاقة الخضراء.. سبيل السوريين للتحايل على أزمة الطاقة

Next
Next

ضجة "تكوين" في مصر.. اتهامات بـ"الخيانة" و"هدم الثوابت"