ضجة "تكوين" في مصر.. اتهامات بـ"الخيانة" و"هدم الثوابت"

لم يكد القائمون على مؤسسة "تكوين" الفكر العربي في مصر، يعلنون تشدينه، حتى لاحقتهم اتهامات واسعة، على رأسها "التشكيك في الإسلام"، و"نشر الإلحاد وإنكار السنة"، بالإضافة إلى تنفيذ أجندات مدعومة خارجيا.

وتقول المؤسسة في تعريف نشاطها بموقعها الإلكتروني، إنها تأسست على يد مفكرين وباحثين عرب؛ "لتعزيز قيم الحوار البناء ودعم الفكر المستنير والإصلاح الفكري"، مشيرة إلى سعيها لـ"بث روح التجديد والإصلاح الذي يعيد للفكر الديني مكانته اللائقة وتواصله وتكامله مع مستجدات العصر، ومواكبة التقدم في جميع المجالات العلمية والفكرية والقيمية".

المؤسسة تهدف إلى "صيغة جديدة في النظر والتعامل مع الموروث الديني، باعتبار أن بعض تأويلاته القديمة أدت بالمجتمعات العربية والإسلامية اليوم إلى مآزق اجتماعية ودينية وفكرية"، والتي أدت إلى "ظهور أفكار متطرفة وتأويلات رجعية أساءت للدين الإسلامي وللمجتمعات، وأدت لتمزيقها على أسس طائفية ومذهبية متشددة"، وفق منشورها.

لا تعارض مع الأديان

ويقول الكاتب الروائي وأحد أعضاء مجلس أمناء المؤسسة يوسف زيدان، إنهم "لا يعارضون الأديان"، نافيا عن المؤسسة "ما يتردد عن محاولتها نشر الإلحاد".

 وأضاف أن "ما يراه البسطاء عبثا بثوابت الدين"، يعتبره هو "بناء التصورات والمفاهيم الأساسية".

وقال زيدان في تصريح صحفي: "طرحت في السنوات الماضية قضايا كثيرة خرجت بها لإعادة بناء وتكوين تصورات عامة، على أساس من البحث والتدقيق وكشف الزيف عن التاريخ المزور"، مشيرا أنهم ليسوا في عداء مع الأزهر، بل "هناك أساتذة أزهريون شاركوا في المؤتمر الأول للمؤسسة الذي عقد في المتحف المصري"، متابعا: "التنوير بالضرورة ضد للدين هو من قبيل التخلف والسذاجة".

انتقاد "تكوين"

لكن أحد الأساتذة الجامعيين الأزهريين، وهو الدكتور علي الأزهري، هاجم بشدة نشاط المؤسسة، والقائمين عليها، متهما إياهم بأنهم "يشككون في السنة والعقيدة".ودعا الأزهري، وهو عضو بهيئة التدريس في قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين، مؤسسة الأزهر إلى التدخل فيما وصفه بـ"المصاب الجلل"، متحدثا عن "تأثر طلاب أزهريين في كليات علمية ومستحدثة" بأقوال يتبناها مشاركون في مؤسسة تكوين.

وطلب عضو مجلس النواب هشام الجاهل، استدعاء ممثلين عن مجلس الوزراء ومشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، في جلسة للبرلمان، للرد على الأسئلة بشأن نشاط المؤسسة.و قال، إن "مجموعة معروف عنها التشكيك الدائم فى الثوابت الدينية وإنكار بعضها، دشنت كيانا ليضفي مشروعية (على أفكارها)، دون رادع من الدولة ومؤسساتها الدينية"، حسب وصفه.كما قدم محام بلاغًا عاجلا للنائب العام ضد مجلس أمناء المؤسسة، باعتبارها "مركزا مشبوها يستهدف ثوابت الإسلام" بشكل خاص، وفق تعبيره.

وقال المحامي عمرو عبدالسلام، في تصريحات تلفزيونية، إن أعضاء المجلس "عكفوا بصفة دورية ومسلسلة ومعروضة على العامة، على استغلال تدويناتهم المكتوبة عبر حساباتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال الندوات العامة، أو البرامج التلفزيونية، من أجل بث أفكارهم المتطرفة تحت ستار الدين، بالتشكيك في ثوابت الدين الإسلامي والسنة النبوية المطهرة، بزعم تجديد الخطاب الديني والتنوير، وتعمدهم إعطاء المعلومات المغلوطة للجماهير، والتشكيك في الثوابت وعلم الحديث، دون امتلاكهم لأي سند صحيح" بحد قوله.

]]>

Previous
Previous

زيارة بن سلمان لليابان.. التعاون الاقتصادي على قمة الأولويات

Next
Next

جدل اللهجة والتاريخ.. مسلسل الحشاشين في ميزان النقاد