دراسة: تراجع "الكراهية" ضد اليهود والمسيحيين في مناهج السعودية
أظهرت دراسة دولية تراجع أمثلة الكراهية ضد اليهود والمسيحيين في المناهج الدراسية بالسعودية، وأيضا "انخفاض المواد المناهضة لإسرائيل".
واستعرض "معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي"، في دراسته الصادرة حديثا، 371 كتابًا دراسيًا منشورا بين عامي 2019 و2024، مع التركيز على نفس المحتوى الذي أبرزته دراسة العام الماضي، وقد أولت اهتمامًا خاصا بموضوعات العلوم الإنسانية، لاسيما اللغة العربية والدراسات الإسلامية والاجتماعية، والمهارات الحياتية والأسرية، والتفكير النقدي والجغرافيا والتاريخ والأدب.
وقال المعهد، إنه استند في تحليل محتوى الكتب الدراسية إلى معايير السلام والتسامح المعتمدة لدى منظمة "اليونسكو"، وفق ما نشرته جريدة "جيروزاليم بوست" العبرية.
إزالة أمثلة الكراهية
وكشفت الدراسة أنه جرى إزالة جميع أمثلة الكراهية المحددة سابقا تجاه اليهود والمسيحيين، إذ كانت توجه لهم اتهامات "بالخيانة والعداء" للمسلمين، والتآمر ضد الإسلام.
كما ذكرت الدراسة أن مستوى التصوير السلبي للكفار والمشركين تراجع، بينما وصفت الكتب المدرسية الجديدة الإلحاد بأنه ظاهرة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى الفساد الأخلاقي، وفي بعض الأمثلة، يجري مقارنة الإلحاد بالإرهاب والتطرف الديني، لكنه حذف تفسير أن الإلحاد يقع في المسلمين الذين استحوذ الشيطان على نفوسهم.
وجهات النظر تجاه إسرائيل
وبخصوص إسرائيل، أشارت الكتب المدرسية إلى أن القدس الشرقية هي عاصمة فلسطين المحتلة، وهذا يختلف عن مناهج الدول العربية أو الإسلامية الأخرى، التي تشير إلى القدس كلها كعاصمة لفلسطين.
وفيما يتعلق بإشاراتها إلى الصهيونية وإسرائيل، لم تعد الكتب المدرسية تصف الصهيونية بأنها "حركة أوروبية عنصرية" أو تلوم الصهاينة على حريق المسجد الأقصى عام 1969، بل أن الكتب لم تعد تقول إن إسرائيل كانت تنوي توسيع أراضيها والاستيلاء على المواقع الدينية كسبب لحرب 1967، وفق الدراسة
وعلى الرغم من أن إسرائيل لا تزال غير معترف بها على الخرائط في المناهج السعودية، إلا أنه جرى إزالة 21 حالة من المشاعر المعادية لإسرائيل من الكتب المدرسية القديمة.
انتقاد التطرف
وتنتقد الأيديولوجيات المتطرفة في الكتب المدرسية الجديدة، بما في ذلك المنظمات مثل جماعة الإخوان المسلمين وحزب الله وداعش والقاعدة والحوثيين، كما تدرس قوانين مكافحة الإرهاب في كتاب دراسي جديد لتطبيقات القانون، وفق الدراسة.
ورصدت الدراسة تغييرات تتعلق بقضايا النوع الاجتماعي، إذ حذفت العبارات التي تقول بوجوب طاعة المرأة لزوجها، وحظر تعيين المرأة كقاضية، والتلميحات إلى أن المرأة تتحمل جزءاً من المسؤولية عن تعرضها للتحرش.
وفي الكتب المدرسية الجديدة، هناك تركيز جديد على مساهمة المرأة في السعودية، مع الحفاظ على النهج التقليدي لأدوار الجنسين في المجتمع والمنزل.
بالإضافة إلى ذلك، جرى الإشارة إلى المثلية الجنسية باعتبارها عملاً محظورًا لأنها تشكل "فظائع وحشية"، إلا أن أحد الكتب الدراسية غير المحتوى بشأن ارتداء الملابس المغايرة من كونه محظورا إلى تناول الأمر على أنه ليس "خطيئة كبرى".
وبدأ "معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي" في مراجعة المناهج المدرسية السعودية منذ أوائل القرن الحادي والعشرين نتيجة لهجمات 11 سبتمبر، حين طرحت تساؤلات حول دور المدارس في تطرف الشباب بالشرق الأوسط.
]]>