حقنة للتنحيف تقي من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.. فما الرابط بينهما؟!
كشفت دراسة طبية حديثة، عن دواء يُعطى عن طريق الحقن في الجلد، و يجعل الأشخاص يشعرون بالشبع والرضا أكثر، و يأكلون أقل، حيث يمكنه أيضا أن من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، حتى لو فشلوا في فقدان الكثير من الوزن.
ووفقًا لتحليل دراسة مولتها إحدى شركات تصنيع الأدوية، وقام بها عدد من الباحثين، أن هذا العقار الذي يسمى سيماجلوتيد، موصوف طبيًا تقدمه هيئة الخدمات الصحية الوطنية والذي يثبط الشهية، ويباع تحت الاسمين التجاريين "Wegovy" و"Ozempic"، ويمكن أن يفيد أيضًا صحة القلب والأوعية الدموية لملايين البالغين.
ونقلت " بي بي سي" عن البروفيسور جون دينفيلد، الذي قاد العمل، إن الدواء سيماجلوتايد، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على نسبة السكر في الدم أو ضغط الدم أو الالتهاب، فضلا عن تأثيرات مباشرة على عضلة القلب والأوعية الدموية.
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، وجدت الأبحاث المنشورة في مجلة "نيو إنجلاند الطبية"، والتي شملت 1961 شخصًا بالغًا يعانون من السمنة المفرطة، وليس لديهم مرض السكري من النوع 2، أن الذين تناولوا علاجًا وهميًا، بالإضافة إلى اللجوء إلى عوامل التخسيس الأخرى مثل ممارسة الرياضة، فقدوا ما متوسطه 2.6 كجم على مدار الدراسة التي استمرت 68 أسبوعًا، في حين أدى الحقن الأسبوعي بمادة سيماجلوتيد، مع عوامل التخسيس الأخرى، إلى فقدان 15.3 كجم في المتوسط.
ويقول الخبراء إن الأدوية مثل سيماجلوتايد هي أداة مهمة لإدارة أزمة السمنة، لكن الكثيرين يحذرون أيضًا من أن مثل هذه الأدوية لا تعالج السبب الجذري لهذه المشكلة.
وأظهرت الدراسة، التي أجرتها جامعة كوليدج لندن (UCL) مع 17604 أشخاصًا فوق 44 عامًا من 41 دولة، فوائد للقلب بالفعل، بعد تناول هذا العقار سيماجلوتايد.
وقبل تقديم الدراسة في المؤتمر الأوروبي للسمنة (ECO) في إيطاليا، قال البروفيسور دينفيلد إن النتائج لها "تأثيرات سريرية مهمة".
وقال إن هذا اكتشاف مهم، وشبهه بما حدث عندما تم طرح أقراص مقاومة الكولسترول تسمى الستاتينات في التسعينيات، مضيفا: "لقد اكتشفنا أخيرًا أن هناك فئة دوائية من شأنها أن تغير بيولوجيا هذا المرض لصالح الكثير من الناس. لقد كان ذلك إنجازًا كبيرًا وقد أحدث تحولًا في ممارسة أمراض القلب.
يحتوي Wegovy على نفس المكون الموجود في Ozempic - وهو دواء لمرض السكري يُقال إنه "الحقنة النحيفة" المفضلة في هوليوود.
ومع ذلك، فقد حذر الخبراء سابقًا من أن هذا ليس حلًا سريعًا أو بديلاً عن تناول الطعام بشكل جيد وممارسة الرياضة، ويجب تقديمه فقط تحت إشراف طبي.
وتشمل الآثار الجانبية الشائعة الغثيان أو اضطراب المعدة والانتفاخ والغازات، كما تشير التجارب إلى أن الأشخاص قد يستعيدون وزنهم مرة أخرى بمجرد توقفهم عن العلاج.
وفي حديثه لـ "راديو بي بي سي"، قال البروفيسور دينفيلد، إن الدواء له "مكانة مهمة محتملة" في علاج السمنة وهناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، و يكافحون من أجل تحسين أوزانهم، وهذه الأدوية، توفر فرصة حقيقة لهذا".
إلا أن البروفيسور رامين شاكور، خبير طب القلب والأوعية الدموية بجامعة برايتون، والذي لم يشارك في البحث، قال إن هناك حاجة إلى الحذر، مضيفا: "نحن غير واضحين بشأن الآلية والعملية البيولوجية التي من خلالها يمكن للسيماجلوتيد أن يقلل من معدل الوفيات القلبية في حد ذاته.
وتابع: "لا أعتقد أنه من الواقعي وضع مجموعات من البشر بأكملها على العلاج الطبي حتى تعرف كيف يعمل النظام البيولوجي.
]]>