بعد تهديد بوتين.. هل تستخدم موسكو ليبيا كمنصة لضرب الغرب؟
حذر مراقبون من أن تعلق ليبيا وسط "حرب بالوكالة" بين موسكو والدول الغربية، بعد توعد الرئيس فلاديمير بوتين بـ"الرد" في حالة استهداف أرضي بلاده بأسلحة غربية.
وقال بوتين، خلال لقاء مع مندوبي وكالات أنباء أجنبية، "إذا كان أحد يعتقد أنه يمكن تقديم أسلحة (لأوكرانيا) من أجل ضرب أراضينا، لماذا لا يكون لنا الحق في إرسال أسلحتنا من الطراز نفسه إلى مناطق في العالم توجه فيها ضربات إلى منشآت حساسة تابعة للدول التي تتحرك ضد روسيا؟"، مضيفا أن أن "الرد ربما لا يكون متكافئا".
ليبيا في قلب العاصفة
وستكون ليبيا على "الجبهة الأمامية في المواجهة" حال تحقق وعيد بوتين، كما يرى المحلل السياسي الليبي وكبير الباحثين في المركز المغاربي للإعلام والدراسات عز الدين عقيل.
وأضاف عقيل أن "ليبيا ستكون حتما واحدة من" تلك الدول التي سترسل موسكو أسلحتها المتطورة إليها لاستهداف المصالح الغربية، وهي قاعدة أساسية الآن لما يسمى بـ"الفيلق الأفريقي" الروسي الذي يعمل في عدة دول بالقارة، وشكل في الأساس كمنافس لقوات القيادة الأميركية في أفريقيا "أفريكوم".
وحذر المحلل السياسي من أن تعصف تلك التطورات بليبيا، بل وتفتح على شعبها أبواب الجحيم، فهذا الوجود الروسي قد يدفع واشنطن للرد، خصوصا وأن تحركات موسكو العسكرية والاقتصادية في البلاد أثارت حفيظة واشنطن، منبها إلى أن أي توترات أو صراعات قد تؤدي إلى اشتعال حرب مدمرة سيكون الخاسر فيها هو الشعب الليبي الذي عانى كثيرا طيلة المدة الماضية جراء انهيار الدولة في العام 2011.
إقحام ليبيا في حرب بلا طائل
وأكد الأكاديمي والباحث السياسي يوسف البخبخي أن روسيا ارتكبت العديد من الانتهاكات في ليبيا، فوجودها العسكري عبر "الفيلق الأفريقي" وتمركزه حول حقول النفط يعد احتلالا للأراضي الليبية، كما ارتكبت انتهاكات اقتصادية تتعلق بطباعة عملة نقدية خارج إطار السلطة الوحيدة المعنية بطباعة الأموال في البلاد وهي مصرف ليبيا المركزي.
وتابع أن الوجود الروسي يختلف عن أي تدخلات خارجية أخرى في ليبيا، فهي تتحرك على التناقضات في الحالة الليبية، وتستغل حالة التشظي لبناء قاعدة قوية بها، وتريد توظيف ليبيا في صراعها مع حلف "الناتو" والضفة الشمالية من البحر المتوسط، وإقحامها في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل.
ضرب النفوذ الأوروبي
ويذهب المحلل السياسي والدبلوماسي الليبي أحمد شليب إلى أن التحركات العسكرية الروسية في ليبيا، وتحديدا في الشرق الليبي، ضد نفوذ دول الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها فرنسا، لكن لن تتطور إلى حرب تدور رُحاها على الأراضي الليبية.
وبخصوص مواقف الأطراف المحلية في ليبيا، فيقول شليب إن الأطراف سواء العسكرية أو التنفيذية أو التشريعية "أدوات في يد القوى الكبرى" تحركها طبقا لاستراتيجيات تحقيق المصالح وطبقا للتوقيتات المتفق عليها بين هذه القوى لتصبح هذه الأطراف أدوات تنفيذية لمصالح أكبر من طموحاتها في السلطة أو البقاء في المشهد.
اقرأ أيضا:
مصفاة روسية في ليبيا.. التفاف على العقوبات أم استغلال سياسي؟
بـ"الفيلق" و"ألعاب السياسة".. روسيا تتوغل في أفريقيا
]]>