هل حول حزب الله مطار بيروت إلى مخزن للأسلحة الإيرانية؟

قالت جريدة "ذا تلغراف" إن حزب الله يخزن كميات هائلة من الأسلحة والصواريخ والمتفجرات الإيرانية في مطار بيروت الدولي، في الوقت الذي نفى فيه مسؤولان لبنانيان صحة الأمر.

واستخدم الحزب المطار في تخزين صواريخ "فلق" غير الموجهة إيرانية الصنع، وصواريخ "فاتح-110" قصيرة المدى، وصواريخ باليستية متنقلة على الطرق، وصواريخ "إم-600" بمدى يتراوح بين 150 إلى 200 ميل، وأيضا صواريخ روسية مضادة للدبابات وصواريخ "بوركان" وصواريخ بالستية قصيرة المدى ومتفجرات وكمية من المواد السامة، وفق مصادر استندت إليها الجريدة البريطانية.

ومن شأن هذه المعلومات أن تثير مخاوف من أن يصبح المطار، الذي يحمل اسم رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، هدفا عسكريا محتملا في حال اندلاع حرب واسعة النطاق بين الحزب وإسرائيل.

صناديق إيرانية غامضة في المطار

وقال أحد عمال المطار، الذي تحدث إلى "ذا تلغراف" شريطة عدم الكشف عن هويته، إن صناديق كبيرة غامضة تصل على متن رحلات جوية مباشرة من إيران، مضيفا أنه لدى مشاهدته ورفاقه تلك الصناديق شعروا بالخوف، وأن "هناك شيء غريب يحدث".

وأثيرت المخاوف من أن "هجومًا على المطار أو انفجارًا هناك قد يتسبب في أضرار جسيمة"، حيث يستذكر العامل ما حدث خلال انفجار مرفأ بيروت في عام 2020 والذي ألحق أضرارا جسيمة بالعاصمة اللبنانية.

وسبق أن اتُهم حزب الله باستخدام المطار المدني لتخزين الأسلحة في الماضي، لكن وفق تلك الشهادة، فقد تصاعد الأمر منذ بدء الصراع في أكتوبر الماضي. 

"لبنان سينتهي"

وروى عامل آخر أنه شاهد منذ سنوات حزب الله وهو يعمل في مطار بيروت بنفس الكيفية، "لكن عندما يفعلون ذلك أثناء الحرب، فإن ذلك يحول المطار إلى هدف". 

وتابع: "إذا استمروا في جلب هذه البضائع، فأعتقد أنني سأموت من انفجار أو في قصف إسرائيلي للبضائع.. نحن لسنا وحدنا، بل الناس العاديون، الأشخاص الذين يدخلون ويخرجون، ويذهبون في عطلة.. إذا قصف المطار فإن لبنان سينتهي”.

وعلى الرغم من العقوبات الدولية، يزعم العاملون في المطار أن وفيق صفا، الرجل الثاني في حزب الله ورئيس جهازه الأمني، أصبح شخصية دائمة الظهور في المطار.

وزعم أحد العاملين أن "وفيق صفا يأتي دائمًا إلى الجمارك"، مشيرًا إلى علاقاته الوثيقة مع مديري الهيئة.

وأكمل أن العمال المتعاونين مع حزب الله "يتجولون مثل الطاووس" بساعات وهواتف ذكية وسيارات جديدة، معقبا: "يجري تمرير الكثير من الأموال تحت الطاولة".

سيطرة الحزب على مفاصل الدولة

وقال نائب رئيس الوزراء السابق والنائب عن حزب القوات اللبنانية غسان حاصباني، إن سيطرة حزب الله على المطار مصدر قلق للبنان، وأكثر من ذلك الآن أصبح على نحو متزايد هدفاً عسكرياً محتملاً في الصراع مع إسرائيل.

ودعا، في حديثه لـ"تلغراف"، إلى اتخاذ إجراءات لتقييم المخاطر في المطار خوفا من تكرار كارثة الميناء المأساوية عام 2020. وقال: "من الصعب للغاية معرفة من يمكنه اتخاذ الإجراءات.. آخر مرة حاولت فيها الحكومة اتخاذ إجراء في عام 2008، كان هناك رد فعل عنيف من قبل حزب الله".

ولفت إلى أن المنطقة المحيطة بالمطار خاضعة لسيطرة الحزب، ويشعر الكثير من الناس بالقلق بشأن المرور عبر المطار، ولهذا السبب فرضت العديد من دول الخليج في بعض الأحيان حظراً على سفر مواطنيها إلى هناك".

واستطرد: "أن الأسلحة التي تنقل من إيران إلى حزب الله عبر نقاط الدخول الحدودية أو حتى مكونات الأسلحة، تعرض للخطر كلاً من السكان اللبنانيين وغير اللبنانيين الذين يسافرون عبر البلاد ويعيشون فيها".

وأضاف أن اتخاذ إجراء سيكون مستحيلا دون تدخل دولي لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، محذرا من "ترسيخ حزب الله في كل مكان، ليس فقط في المطار ولكن في الميناء، والقضاء، وفي جميع أنحاء المجتمع". 

وقال مصدر أمني في إحدى هيئات الطيران الدولية الكبرى لـ"ذا تلغراف": “نحن على علم بهذا منذ سنوات، لكننا غير قادرين على فعل أي شيء دون اتخاذ إجراءات قانونية دولية.. نحن مقيدون للقيام بما نريده حقًا، وهو إغلاق المطار وإزالة جميع الأسلحة والمتفجرات".

ردود لبنانية

وسارع رئيس اتحاد النقل الجوي في لبنان "UTA" علي محسن إلى الخروج في مؤتمر صحفي للرد على تقرير "ذا تلغراف"، مشككا في مصادر الجريدة البريطانية، وأنها "لم تقدم الدليل والبراهين".

بل ذهب محسن إلى تحميل "ذا تلغراف" المسؤولية عن سلامة العاملين في المطار والركاب، زاعما أنه يمكن لوسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية "أن تأتي بطواقهما الصحفية وتصور وتتأكد بنفسها من سير عمل المطار".

كما خرج وزير النقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية علي حمية في المؤتمر الصحفي، لينفي أيضا ما أوردته "ذا تلغراف"، مهددا بـ"التحرك قضائيا" ضدها.

ويرى خمية أن ما أثير في العديد من وسائل الإعلام حول استخدام حزب الله المطار لأغراض عسكرية هو "تشوية لسمعة لبنان" جرى ممارسته "منذ عشرات سنوات"، حسب تعبيره.

اقرأ أيضا:

بعد تهديد نصر الله.. هل تتحرك "الخلايا النائمة" في قبرص الشمالية؟
"الحصاد المر".. مغامرات حزب الله تُدمر السياحة اللبنانية

]]>

Previous
Previous

بعد أحداث داغستان.. تاريخ روسيا الدموي في القوقاز يطاردها

Next
Next

الترحيل إلى سوريا ممكن.. ألمانيا تدرس إبعاد اللاجئين مرتكبي الجرائم إلى بلدانهم