من كوميديا ريغان إلى ساعة بوش.. لحظات طريفة في تاريخ المناظرات الأميركية
ينتظر الأميركيون والكثيرون حول العالم المناظرة التاريخية، كما تصفها وسائل الإعلام، بين الرئيسين الحالي والسابق للولايات المتحدة جو بايدن ودونالد ترامب غدا الخميس، والتي ستكون بمثابة "جولة إعادة" للمواجهة التي خاضها الطرفان قبل انتخابات الرئاسة العام 2020.
وعلى مر العصور، زخرت المناظرات الانتخابية الأميركية بالكثير من المواقف المثيرة، والطريفة أحيانا، التي نستعرضها معكم في التقرير التالي:
أول مناظرة
عقدت أول مناظرة متلفزة قبل أكثر من 60 عاما، عندما كان كل شيء يبث بالأبيض والأسود، وحينها بدا أن الجمهوري ريتشارد نيكسون في طريقه للفوز بالانتخابات، بعد أن خدم فترتين كنائب للرئيس في عهد دوايت أيزنهاور.
المرشحان الرئاسيان ريتشارد نيكسون وجون كينيدي تواجها في 26 سبتمبر 1960 في ستوديو تلفزيون شيكاغو، لكن المناقشة لم تسر على ما يرام بالنسبة للمرشح الجمهوري الذي "رفض وضع المكياج" وبدا شاحبًا ومتعرقًا أمام أكثر من 66 مليون مشاهد، فيما ظهر السيناتور الشاب من ولاية ماساتشوستس جون كينيدي هادئا، وبينما كان نيكسون يخاطب مدير الجلسة، كان كينيدي ينظر إلى الكاميرا ويتحدث مباشرة إلى ناخبيه.
ولازال الجدل حول مدى تأثير الصور المرئية في المناظرة، لكن كينيدي استمر تقدمه على نيسكون حتى هزمه في صناديق الاقتراع.
"شيخوخة" ريغان
وفي عام 1984، خاض الرئيس الجمهوري رونالد ريغان سباق الانتخابات على أمل الظفر بولاية ثانية، وكان في عمر 73 عاما، أمام منافسه الديمقراطي والتر مونديل صاحب الـ56 عاما وقتها.
وبدا ريغان مرتبكا خلال المناظرة أمام مونديل، وكان يكافح لتذكر بعض الحقائق، فيما قال أحد كبار مستشاريه السيناتور بول لاكسالت إن مساعدي ريغان "ملأوا رأسه بالكثير من الحقائق والأرقام إلى أن فقد عفويته".
وفي المناظرة الثانية، ترك فريق ريغان له المساحة لمواجهة مونديل، وحينها تلقى سؤالا حول "قدرته العقلية والجسيدة" على لسان مدير الجلسة هنري ترويت الذي شكك فق قدرة ريغان على التعامل مع تحدي مثل أزمة الصواريخ الكوبية قائلا "أنت بالفعل أكبر رئيس (أميركي) في التاريخ".
ليرد ريغان قائلاً: "لا على الإطلاق"، متابعا بسلاسة: "أريدك أن تعلم أنني أيضًا لن أجعل العمر قضية في هذه الحملة.. لن أستغل، لأغراض سياسية، صغر سن خصمي وقلة خبرته".
وبعد ذلك، مستفيدًا من سنوات التدريب الكوميدي في هوليوود، أخذ الرئيس رشفة من الماء، ما جعل الجمهور وحتى مونديل، ينفجرون في الضحك، ليبتسم هو ابتسامة عريضة ويضيف: "سينيكا أو شيشرون، لا أعرف أي منهما، قال: (لولا أن الكبار يصححون أخطاء الشباب، لما كان هناك دولة)".
وبذلك أثبت ريغان أنه حتى في سنه، يمكن للمرشح أن يتحسن بمرور الوقت، ومع سباق هذا العام الذي يضع بايدن البالغ من العمر 81 عامًا في مواجهة ترامب البالغ من العمر 78 عامًا، فإن 73 عامًا لم يعد يبدو كبيرًا في السن.
زلة فورد
وفي عام 1976، حظي الرئيس الجمهوري جيرالد فورد بلحظة فريدة خلال مناظرته الثانية ضد كارتر، لكن ليس بطريقة جيدة، حينما أعلن أنه "لا توجد هيمنة سوفيتية على أوروبا الشرقية ولن تكون هناك أبداً تحت إدارته".
ومع سيطرة موسكو على جزء كبير من هذا الجزء من العالم، رد الوسيط في المناظرة ماكس فرانكل متعجبا "أنا آسف، ماذا ..؟" وسأله إذا كان قد فهم بشكل صحيح، ليتمسك فورد بإجابته، ثم أمضى أيامًا في الحملة الانتخابية محاولا تفسيرها، وقد خسر استطلاعات الرأي في شهر نوفمبر ذلك العام.
رد أوباما "المتغطرس"
وحتى في المناظرات بين المتنافسين على ترشيح الحزب، سواء الديمقراطي أو الجمهوري، فلم تخلو تلك الفعاليات من الأحداث اللافتة، فسبق أن قال الرئيس السابق باراك أوباما لمنافسته هيلاري كلينتون باستخفاف: "أنت محبوبة بما فيه الكفاية يا هيلاري"، وأثارت هذه الإجابة المتغطرسة رد فعل عنيفًا، لكن أوباما تجاوز الأمر.
لكن لا يمكن قول الشيء نفسه عن محاولة الجمهوريين قصيرة الأمد للوصول إلى البيت الأبيض في عام 2012 عبر حاكم ولاية تكساس آنذاك ريك بيري، فعلى الرغم من المحاولات المتكررة والتوقفات الطويلة المؤلمة، لم يتمكن بيري من تذكر الوكالة الفيدرالية الثالثة من بين الوكالات الفيدرالية الثلاث التي وعد كثيرا بإغلاقها إذا انُتخب، قبل أن يتمتم بخجل في النهاية قائل "آه.. وزارة الطاقة.. لقد غابت عن ذهني".
سؤال "شخصي" صادم
وهناك لحظة مدمرة أخرى افتتحت المناظرة الرئاسية الثانية في عام 1988، عندما ضغط مذيع قناة "سي إن إن" برنارد شو على الديمقراطي مايكل دوكاكيس، حاكم ولاية ماساتشوستس، بشأن معارضته لعقوبة الإعدام بسؤال تناول زوجة المرشح كيتي.
وقال شو: "إذا تعرضت كيتي للاغتصاب والقتل، فهل تفضل عقوبة الإعدام غير القابلة للإلغاء للقاتل؟"، ليجيب دوكاكيس دون إبداء الكثير من العاطفة بأنه لا يرى حكم الإعدام "رادعا" للجريمة، قبل أن يصرح لاحقا بأنه تمنى لو قال إن زوجته وعائلته "أغلى شيء لديه في العالم".
ساعة بوش الأب
على الرغم من أن الرئيس الجمهوري جورج بوش إتش دابليو "الأب" فاز بسهولة في انتخابات العام 1988، إلا أن لقطة واحدة كانت كافية بأن تفقده الرئاسة أمام منافسه الديمقراطي بيل كلينتون في العام 1992، حينما ظهر خلال مناظرة وهو ينظر في ساعته، وبدا أنه "ملولا ومعزولا" فيما كان كلينتون يتحدث لأحد الجمهور.
تنهد آل جور
واُنتقد نائب الرئيس الديمقراطي آل جور بسبب أدائه دون المستوى في افتتاح المناظرة عام 2000 مع الجمهوري جورج دبليو بوش "الأبن"، حيث ظهر وهو يتنهد بشكل متكرر وبصوت مسموع للغاية.
وخلال مناظرتهما الثانية، اقترب جور بشدة من بوش بينما كان الأخير يجيب على سؤال، قبل أن يلتفت له بوش ويومئ برأسه بثقة، ما أضحك الجمهور.
ترامب وهيلاري كلنتون
وحدثت لحظة مماثلة في عام 2016، عندما واجهت هيلاري كلينتون الجمهور للإجابة على الأسئلة خلال مناظرتها الثانية مع ترامب، واقترب المرشح الجمهوري من خلفها، وأغمض عينيه وحدق.
ولم تبدِ كلينتون أي رد فعل واضح في ذلك الوقت، لكنها كتبت لاحقًا عن الحادث: "لقد كان يتنفس حرفيًا أسفل رقبتي".
وفي المناظرة نفسها، هاجمت كلينتون ترامب لظهوره في مقطع فيديو يتحدث عن أن شهرته جعلته مقربا من النساء، قائلة إن الفيديو يسيء للغاية للنساء.
بينما تعهد ترامب بالتحقيق معها بشأن استخدامها حساب بريد إلكتروني خاص عندما كانت وزيرة للخارجية، وقالت كلينتون: "من الجيد للغاية أن لا يكون شخص بمزاج دونالد ترامب مسؤولا عن القانون في بلادنا"، ورد ترامب قائلا: "لأنكي ستكونين في السجن".
لحظة محرجة لـ"روماني"
وخلال مناظرتهما العام 2012، واجه المرشح الجمهوري ميت رومني موقفا محرجا أمام الرئيس الديمقراطي باراك أوباما.
وردا على سؤال حول المساواة في الأجور بين الجنسين، تحدث روماني عن ذهابه إلى المنظمات النسائية لمساعدته في العثور على متقدمات مؤهلات لشغل المناصب العليا في ولايته ماساشوستس.
وقال: "لقد أحضروا لنا مجلدات كاملة مليئة بالنساء"، ليستغل أوباما الفرصة في الهجوم عليه، ويقول في تجمعات انتخابية لاحقة: "ليس علينا أن نجمع مجلدات للعثور على شابات مؤهلات وموهوبات ومندفعات".
ليس الموقف السابق هو الوحيد، فقد أعرب روماني عن أسفه لأن البحرية الأمريكية لديها عدد أقل من السفن عن الوضع في عام 1916، ليرد أوباما متندرا: "لدينا أيضا عدد أقل من الخيول والحراب، لأن طبيعة جيشنا تغيرت".
ترامب يقاطع بايدن
وفي المناظرة الأولى في العام 2020، قاطع ترامب بشكل متكرر بايدن حتى أنه صرخ: "هل ستصمت يا رجل؟".
ثم في المناظرة الثانية قرر المنتجون غلق الميكروفونات عندما يتحدث أحد المرشحين، لمنع المقاطعة وجعل المناظرة "أقل فوضوية".
(المقال اعتمد على معلومات من وكالة "فرانس برس" وموقعي "ويبوي" و"بارون" الأميركيين)
]]>