خاص لـ"جسور".. كواليس مقترح مناطق غزة "الآمنة" الذي ناقشه الكونغرس في الغرف المغلقة

مع قرب وصول العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى نهايتها، يزداد النقاش حول مستقبل القطاع، وتكثر السيناريوهات المتداولة بشأن اليوم التالي بين النخب السياسية حول العالم، ومن أبرزها مقترح "المناطق الآمنة".

وعلمت "جسور" من مصادر مطلعة، أن المقترح جرى تداوله بشكل مكثف في جلسات سرية ومغلقة بـ"الكونغرس" الأميركي، وأيضا في برلمانات دول ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وكندا.

المناطق الآمنة

وحسب التسريبات التي حصلت عليها "جسور"، فإن فكرة المقترح ترتكز على خلق مناطق في غزة، تضم الواحدة منها نحو عشرة آلاف شخص، وتكون معزولة عن باقي القطاع، ويديرها نشطاء سياسيون وحقوقيون يرفضون حركة "حماس"، وفي الوقت نفسه تكون تلك المناطق آمنة من أي قصف إسرائيلي محتمل.

والفكرة تعد استنساخا لوضع مماثل في دول مضطربة أخرى، مثل المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي شمال شرق سوريا "روجافا"، والتي تحظى بمساعدة الولايات المتحدة، ومناطق في جنوب اليمن خاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي والقوات الجنوبية المدعومة من قبل الإمارات. 

فلسطينيون في غزة يدعمون الفكرة

وتحدثت "جسور" إلى عضو البرلمان الأسباني نافارو الذي تواصل مع فلسطينيين داخل القطاع يدعمون هذا المقترح، نظرا لما يعانوه من أوضاع معيشية صعبة للغاية حاليا.

ونقل نافارو شكوى هؤلاء الفلسطينيين من عدم وصول المساعدات الإنسانية لهم، بسبب سيطرة حماس، قائلا إن أحدهم أخبره بأن عناصر الحركة يتمتعون بالطعام والمياه والكهرباء، في الوقت الذي لا يحصل فيه المدنيون على أي شيء مما توفره الأمم المتحدة.

ويدعم النائب الإسباني بقوة مقترح خلق مناطق آمنة في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين الذين يحتاجونها، مع تقديم المساعدة لهؤلاء المدنيين ليس فقط عبر الأمم المتحدة ولكن من خلال أي قناة أخرى.

مصير المقترح مرتبط بصفقة الرهائن

ويرى المستشار في معهد واشنطن دينيس روس، أن فرصة تنفيذ مقترح المناطق الآمنة تزداد في حال عدم التوصل إلى صفقة بشأن الرهائن بين إسرائيل و"حماس"، لأن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها إقامة منطقة آمنة في القطاع، هو أن يوفر "أحدهم" محيطا آمنا لها لا تستطيع "حماس" اختراقه، وفي الداخل تتشكل إدارة ما تتولي الأنشطة التجارية وملف المساعدات الأمنية وإعادة الإعمار وفرض الأمن.

روس الذي يتمتع بمسيرة دبلوماسية طويلة في الولايات المتحدة، أكد أن هذا السيناريو "بديل" لاتفاق رهائن، لأن مع الاتفاق سيكون هناك فرصة لخلق إدارة انتقالية في كل أنحاء غزة بحضور دولي وإقليمي وبمشاركة فلسطينية في الإدارة.

وتابع في حديثه إلى "جسور"، "إذا لم يكن هناك اتفاق رهائن فإن خلق مناطق آمنة هو أفضل بديل لأنه يبعث رسالة بأن هناك إرادة لمنع عودة حماس، وهو أحد الأمور المقلقة للناس خارج القطاع، فالغزيون يظنون أن حماس عائدة، وسيتعاملون معها حتى لو لم يريدوا ذلك، ولذا إذا استطعت أن تظهر لهم بأن الحركة لن تعود، فإن سلوكهم اتجاهها سيتغير".

وأردف: "المناطق الآمنة تظهر أن حماس غير مسيطرة، ولها بديل، لكن لو هناك اتفاق رهائن، فستتشكل إدارة انتقالية بمعرفة دول عربية ولاعبين دوليين آخرين".

إضفاء مظلة دولية

ويعتقد روس أن البرلمانات الغربية التي شاركت في اللقاءات مع النشطاء الفلسطينيين الداعين لإقامة مناطق آمنة وإدارتها بإمكانها دعم هذه المبادرة وإضفاء مظلة دولية على هؤلاء الذين سيكونون جزءا من الإدارة الانتقالية، والفلسطينيون الذين شاركوا في تلك المشاورات قد يلعبوا دورا في هذه الإدارة.

واستبعد أن يكون هناك دورا للسلطة الفلسطينية في غزة بالمستقبل القريب لأنها "ضعيفة وفاسدة للغاية وتفتقد للشرعية"، حسب تعبيره، لكن مع الوقت وإعادة هيكلتها يمكنها أن تعود للقطاع.

ولا يرجح الدبلوماسي الأميركي المخضرم أن تقدم الولايات المتحدة أي ضمانات لـ"حماس" خلال المفاوضات الجارية بشأن صفقة الرهائن، سوى أن تحرص على خوضها بنوايا حسنة، كما لن تسمح لـ"حماس" بأن تمد الوقت وتناور في مسألة الإفراج عن الرهائن، وفقط سترعى المقترح الإسرائيلي بشأن هذه الصفقة كما فعل الرئيس جو بايدن في مبادرته بالفعل.

اقرأ أيضا: "فقاعات آمنة" أم "إدارة عسكرية".. خطط إسرائيلية لغزة ما بعد الحرب

]]>

Previous
Previous

حوار خاص مع الكاتب اليمني علي البخيتي على منصة "جسور نيوز" مع الإعلامية هديل عويس

Next
Next

هبوط الليرة والتحول للاستيراد الزراعي والأقل دخلا في أوروبا.. ثلاث انتكاسات اقتصادية جديدة في تركيا