"داعش" يطل من جديد.. "هجوم نادر" في عُمان وتحذير أميركي بشأن العراق وسوريا

مع التطورات السياسية والأمنية المتلاحقة بالدول العربية والشرق الأوسط، بدا خطر "داعش"، الذي روع المنطقة خلال العقد الماضي، أنه أصبح بعيدا، بل ويتلاشى، لكن يبدو أن التنظيم الإرهابي يسعى إلى العودة.

وبدا الأمر مفاجئا لكل من طالع خبر الهجوم الذي نفذه عناصر متطرفون في عمان الثلاثاء الماضي، حيث أن "الواحة الهادئة" في الخليج العربي لم تعد بعيدة عن مرمى نيران الإرهاب.

هجوم نادر

ويقول الكاتب المختص في الشؤون الخليجية وعمان علاء حمودة إن ما حدث هو "هجوم نادر" لم تشهد البلاد مثله من قبله، مشيرا إلى أنه حتى في موجة الإرهاب خلال القرن الماضي، التي نفذها تنظيم القاعدة بدول الخليج، وروع كل من الكويت والسعودية واليمن وغيرها، كانت عمان بعيدة تماما عن هذه الأحداث.

وأشار حمودة، في حديثه إلى "جسور"، إلى أن الأمر استمر على هذا الحال خلال العقد الماضي، فبينما كانت دول الإقليم تقريبا كلها تعاني، بشكل أو بآخر، من ضربات "داعش" وذئابه المنفردة والتنظيمات الموالية له، لم يُسجل أي حدث أمني في عمان.

ثغرة أمنية

ويضيف الكاتب والمحلل السياسي أن هناك ثغرة أمنية ما استغلها التنظيم، واستطاع من خلالها تجنيد عناصر للمرة الأولى في البلاد، وهو أمر لم يحدث خلال حقبة السلطان الراحل قابوس بن سعيد.

ورجح أن تشن القوات الأمنية حملة واسعة لضبط الأمور، والوصول إلى المصدر الذي جند المشاركين في هذا الهجوم، خصوصا أنهم كانوا ثلاثة أشقاء.

ووقع حادث إطلاق نار قرب مسجد شيعي في منطقة وادي الكبير بالعاصمة مسقط أسفر عن مقتل 5 مدنيين ورجل شرطة إضافة إلى إصابة آخرين بينهم 28 من جنسيات متعددة، فيما قُتل ثلاثة مسلحين، فيما أوردت وسائل إعلام أجنبية أن جميع رواد المسجد من الجنسية الباكستانية.

داعش يعيد تشكيل نفسه في سوريا والعراق

أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي، الأربعاء، أن تنظيم داعش يحاول "إعادة تشكيل نفسه" في حين بات عدد هجماته بسوريا والعراق في طريقه إلى التضاعف مقارنة بالعام الماضي.

وذكرت القيادة المركزية في بيان أن "داعش" تبنى 153 هجوما في كلا البلدين خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024.

ووفقا لمسؤول دفاعي أميركي، كان التنظيم وراء 121 هجوما في سوريا والعراق خلال عام 2023.

ارتفاع الهجمات

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن "الزيادة في الهجمات تشير إلى أن داعش يحاول إعادة تشكيل نفسه بعد عدة سنوات من انخفاض قدراته".

وذكرت القيادة الأميركية إن "الزيادة في الهجمات تشير إلى أن داعش يحاول إعادة تشكيل نفسه بعد عدة سنوات من انخفاض قدراته".

يأتي ذلك بعد مرور 10 سنوات على إعلان التنظيم المسلح إقامة "الخلافة" على مساحات شاسعة من العراق وسوريا.

وفي ذروة حكمه، أدار التنظيم مساحة تعادل نصف مساحة المملكة المتحدة، حيث حاول فرض تفسيره المتطرف للشريعة الإسلامية، والذي اشتمل استهداف الأقليات الدينية، وعقوبات قاسية للمسلمين الذين يعتبرهم "مرتدين".

كما قتل التنظيم الآلاف من أفراد الأقلية الدينية الإيزيدية، وخطف آلاف النساء والأطفال وتعرض كثيرون منهم للاعتداء الجنسي والاتجار بالبشر، كما لم تسلم منه الطوائف المسيحية المختلفة في العراق وسوريا، وأيضا تركزت الكثير من الهجمات في مناطق الأكراد في الشمال الشرقي لسوريا، وقد أسهمت ضربات التحالف الدولي الذي تقوده أميركا في هزيمة التنظيم وانهيار سيطرته في مناطق واسعة في سوريا والعراق أيضا.

]]>

Previous
Previous

متجاوزة روسيا.. إيران التهديد الخارجي الأول للانتخابات الأميركية

Next
Next

هادئ وخجول وتعرض دائما للتنمر.. شهادات تكشف شخصية مطلق النار على ترامب