هل ينجح ترامب في جمع مليار دولار تبرعات من قطاع النفط الأميركي؟
بدعمه العلني والكامل لتلك الصناعة، يسعى الرئيس السابق دونالد ترامب وراء تحقيق هدفه المتمثل في جمع تبرعات تقدر بمليار دولار لحملته الانتخابية من الشركات ورجال الأعمل البارزين في قطاع النفط.
ووجد المرشح الجمهوري مساندة كبيرة من "قطب النفط" الملياردير الأميركي هارولد هام، الذي أجرى الكثير من الاتصالات مع أسماء لامعة أخرى في مجال النفط، وشجعهم على حضور حملات جمع التبرعات لـ"ترامب" و"فتح محافظهم"، وفق جريدة "واشنطن بوست".
أهم انتخابات في حياتنا
وقال مؤسسة شركة "كونتنينتال ريسورسيس"، في حديثه مع كبار المساهمين في صناعة النفط، "علينا أن نفعل ذلك (أي دعم ترامب) لأن هذه الانتخابات الأهم في حياتنا".
وانتقد هام سياسات الطاقة التي ينتهجها الرئيس جو بايدن، قائلا إنه حتى لو لم يحب المانحون ترامب، فمن المنطقي دعم الرئيس السابق مقابل بايدن الذي لا يفضله القطاع.
أموال "النفط تتدفق"
ويبدو أن رسالة هام لقت صدى لدى بعض أغنى أباطرة النفط في البلاد، الذين يعتمدون على وعود ترامب، فقد ساهمت صناعة النفط والغاز بأكثر من 20.3 مليون دولار في حملة المرشح الجمهوري.
وتوقعت مصادر لـ"واشنطن بوست" أن يعقد ترامب المزيد من فعاليات النفط والغاز في وقت لاحق من هذا العام، في استمرار لجهوده لأجل حشد كل الدعم الممكن لحملته.
صناع النفط يخشون "تاريخ" هاريس
وتشير الجريدة الأميركية إلى أن صناعة النفط "لديها الكثير على المحك في الانتخابات"، فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أنتجت العام الماضي كميات من النفط أكبر من أي وقت مضى، إلا أن المرشحة الديمقراطية، ونائبة الرئيس الحالي، كامالا هاريس، يمكن أن تخفف من هذا المسار إذا هزمت ترامب وحلت مكان بايدن.
وعندما شغلت منصب المدعي العام في كاليفورنيا، قاضت هاريس شركات النفط بتهمة التسريبات من خطوط الأنابيب وصهاريج التخزين، وحتى رفعت دعوى قضائية ضد إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما لسماحها بالتكسير الهيدروليكي قبالة ساحل المحيط الهادئ في كاليفورنيا، وهذا ما يجعل هام وغيره من المسؤولين التنفيذيين في مجال الوقود الأحفوري قلقون بشأن الشكل الذي يمكن أن تبدو عليه السنوات الأربع المقبلة في حال فازت هاريس.
وقال أحد مساعدي حملة ترامب: "هام يعمل بجهد لا يصدق لجمع أكبر قدر ممكن من الأموال من قطاع الطاقة.. لقد حصلنا على الحد الأقصى من الشيكات من أشخاص لم نحصل على دولار واحد منهم من قبل".
كبار المانحين لترامب
ومن بين كبار مانحين الأفراد لحملة ترامب مليارديرا النفط في تكساس جيفري هيلدبراند وجورج بيشوب وقطب خطوط الأنابيب كيلسي وارين.
فمنذ شهر مارس، تبرعوا وزوجاتهم بنحو 9.9 مليون دولار، وفقًا لملفات لجنة الانتخابات الفيدرالية.
طلبات صناع النفط
ولدى هام قائمة رغبات يريد أن يلبيها ترامب في حال فاز بولاية رئاسية ثانية، والتي من شأنها أن تدعم العاملين في مجال النفط، وعلى رأس القائمة: "فتح المزيد من الأراضي الفيدرالية للحفر، وتخفيف قانون الأنواع المهددة بالانقراض، والحد من العديد من اللوائح في وكالة حماية البيئة"، وفقًا لما نقلته جريدة "واشنطن بوست" عن مطلعين على مطالبه.
وشجع هام المديرين التنفيذيين الآخرين في المجال على مشاركة أولويات سياستهم مع ترامب أيضًا، كما يتوافق ترامب وهام حول كراهية طاقة الرياح، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.
موقف الجمهوريين من صناعة النفط
وفي كثير من الأحيان، أعلن ترامب ومسؤولو الحزب الجمهوري أنهم يريدون وقف ما يسمونه "الحرب التي يشنها بايدن" على الطاقة الأميركية، كما ينتقدون "القيود التي يفرضها بايدن على مناطق من الولايات المتحدة يمكن فتحها في وجه مشاريع جديدة لتطوير النفط".
وفي هذا الإطار، يؤكد ترامب أنه سيشجّع عمليات الحفر والتنقيب عن النفط والغاز في اليوم الأول من عمر إدارته الجديدة في حال أُعيد انتخابه، ما سيسهم في خفض أسعار الوقود في الولايات المتحدة.
وبشكل عام، فإن الجمهوريين أقل قلقاً من الديمقراطيين بشأن مخاطر تغير المناخ، والدور الذي تلعبه انبعاثات الكربون الناتجة عن الوقود الأحفوري في حدوث الانحباس الحراري، وأكثر انفتاحا على دعم الصناعة، وإتاحة الفرصة أمامها للازدهار، بما ينعكس إيجابيا على موقف الولايات المتحدة في سوق الطاقة العالمية.
]]>