كيف أحبطت إسرائيل هجوم حزب الله الانتقامي؟
لأسابيع، ومنذ اغتيال القيادي البارز فؤاد شكر، توعد حزب الله بشن هجوم انتقامي "مؤثر" على إسرائيل، لكن يبدو أن هجوم الحزب لم يتمخض سوى عن "تدمير إحدى مزارع الدجاج".
وربما يعود الأمر إلى الضربة الاستباقية التي شنها الجيش الإسرائيلي على عشرات الأهداف في لبنان، فجر اليوم، وقبل لحظات من هجوم الحزب الواسع.
وحسب "وول ستريت جورنال"، شاركت نحو 100 مقاتلة إسرائيلية في ضرب منصات إطلاق صواريخ في 40 موقعا بأنحاء جنوب لبنان، بعد رصد استعدادات حزب الله لهجوم صاروخي على شمال ووسط إسرائيل.
الموساد كان من أهداف الهجوم
وقال مصدر مطلع للجريدة الأميركية، إن إسرائيل تعتقد أن مقر جهاز الاستخبارات الخاص بها، "الموساد" في شمال تل أبيب، كان من بين الأهداف المقصودة.
من جانبه، وصف حزب الله الهجوم بالناجح، على الرغم من أنه لم يكن هناك أي تأثير واضح له بعد مرور ساعات على نهايته، وبشكل عام، قالت إسرائيل إن أكثر من 200 قذيفة أطلقت من لبنان اليوم، دون ورود معلومات حول وقوع خسائر بشرية أو أضرار كبيرة.
وصرح حزب الله بأنه أطلق أكثر من 320 صاروخا، فيما أقر في وقت لاحق بمقتل اثنين من أعضائه في القصف الإسرائيلي.
محاولات دبلوماسية لتجنب حرب واسعة النطاق
وتأتي هذه الضربات في الوقت الذي يعمل فيه دبلوماسيون من الولايات المتحدة ودول في الإقليم على تجنب حرب أوسع نطاقًا.
وقال داني سيترينوفيتش، الذي شغل منصب رئيس فرع إيران في الجيش الإسرائيلي وهو الآن زميل في معهد دراسات الأمن القومي ومقره تل أبيب، إن حزب الله قد يكون راضياً عن نتيجة هجوم يوم الأحد.
وقال سيترينوفيتش: “لقد كانوا على استعداد للمخاطرة بالتصعيد لموازنة معادلة الردع، لكن ليس لدرجة الحرب.. وفي الوقت الحالي، يمكن للجميع أن يكونوا راضين".
وأعلن حزب الله نهاية هجومه في الساعات الأولى من صباح اليوم، وقالت إسرائيل إنها عادت إلى وضع دفاعي، رغم أنها واصلت ضرب بعض الأهداف في جنوب لبنان.
وقال مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون إن الجيش كان بالفعل في حالة تأهب قصوى لبضعة أيام، بعد أن بدأت المخابرات الإسرائيلية في التقاط علامات على هجوم وشيك.
وأكد أمير أفيفي، وهو مسؤول عسكري كبير سابق يرأس مركز أبحاث متخصص في الشؤون الأمنية في إسرائيل أن الجيش الإسرائيلي كان في انتظار انتقام حزب الله منذ أيام، متابعا: "المعلومات الاستخباراتية التي يمتلكها جيش الدفاع الإسرائيلي بشأن ما يحدث على الجانب الآخر ممتازة"، ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن حزب الله كان ينوي إطلاق مئات الصواريخ على إسرائيل.
إعلان الطوارئ في إسرائيل
وأعلن وزير الدفاع يوآف غالانت حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد صباح الأحد، مما يمنح الجيش القدرة على فرض قيود على المدنيين. وأشرف غالانت ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على العملية ضد حزب الله من المقر العسكري في تل أبيب.
وأغلقت إسرائيل مجالها الجوي حول مطارها الدولي لفترة وجيزة وطلبت من المدنيين في الشمال وفي المناطق الوسطى بما في ذلك تل أبيب الحد من التجمعات العامة حتى يوم الاثنين. وقال أحد الركاب على متن طائرة تابعة لشركة العال تنتظر الإقلاع من نيويورك، إن الطيار أعلن أن الطائرة كانت تقوم بتحميل وقود إضافي في حالة حدوث تحويل غير مخطط له.
كما قام غالانت بإعلام الولايات المتحدة بالوضع الجاري، حيث اتصل بوزير الدفاع لويد أوستن وتناول معه التطورات الخاصة بالهجمات، كما ناقشا منع المزيد من التصعيد الإقليمي.
وكان من المقرر أن تستمر محادثات وقف إطلاق النار في غزة يوم الأحد، لكنها وصلت إلى طريق مسدود، فيما أرسلت حماس وفدا للمشاركة في المفاوضات، وفق "وول ستريت جورنال".
نصر الله يعترف بالضربة الإسرائيلية الاستباقية
وأقر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بتلقي الحزب ضربة إسرائيلية استباقية قبيل الهجوم بنصف ساعة، لكن لم يرجع ذلك إلى وجود معلومات استخباراتية لدى الطرف الآخر، بل لأن إسرائيل "لاحظت تحركات عناصر الحزب"، حسب تعبيره.
ولم يتحدث نصر الله عن مدى نجاح الضربة، في خطابه اللاحق اليوم، مكتفيا بقوله إن الحزب سيقيّم نتائج العملية ليرى إن كان رد اليوم على اغتيال فؤاد شكر كافيا أم لا.
]]>