من الرد على هجمات ترامب إلى حرب غزة.. أبرز لقطات مقابلة هاريس مع "سي إن إن"

الكثير من اللحظات المهمة والأسئلة "الصعبة" تضمنتها مقابلة نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس مع شبكة "سي إن إن"، وهي الأولى لها منذ اختيارها من قبل الحزب الديمقراطي للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقد اصطحبت معها زميلها الذي ينافس على منصب نائب الرئيس، تيم فالز، وهو حاكم ولاية مينيسوتا حاليا.

ولقد كانت محادثة طال انتظارها، نظرًا لأن هاريس لم تضع بعد أجندة سياسية واسعة النطاق، ونظرًا لندرة الأسئلة التي أجابت عليها خلال الأسابيع الخمسة التي قضتها بعد ترشحها.

فيما يلي أبرز اللقطات في المقابلة:

هاريس بين تغير سياساتها و"قيمها الثابتة"

كان أحد الأسئلة الكبيرة هو كيف ستتعامل هاريس مع التغييرات المختلفة في مواقفها منذ حملتها التمهيدية الرئاسية الديمقراطية عام 2020، عندما انحازت إلى عدد من القضايا الليبرالية التي نأت بنفسها عنها منذ ذلك الحين، حسب ما رصدته جريدة "واشنطن بوست".

وكررت هاريس عبارة "قيمي لم تتغير" أربع مرات، لكنها لم تستطع أن توضح مدى تغير تعطايها مع قضايا معينة.

ومن بين المواقف التي ابتعدت عنها حظر "التكسير الهيدروليكي" للوقود، وإنشاء منظومة رعاية صحية بتمويل واحد، إلى جانب تعليقاتها المتعاطفة حول إصلاح إدارة الهجرة والجمارك وحركة "الامتناع عن تمويل الشرطة"، وقد توقفت عن الدعوة إلى إلغاء إدارة الهجرة ووقف تمويل الشرطة، كما دعا البعض في اليسار.

اقترحت دانا باش، مضيفة شبكة سي إن إن، أن هاريس ربما أصبحت تنظر إلى هذه الأفكار على أنها غير عملية لأنها فهمتها بشكل أفضل، أو تبنتها لتحقيق مكاسب سياسية قصيرة المدى في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وذلك عندما كانت هذه المواقف أكثر رواجًا في الحزب الديمقراطي في ذلك الوقت.

لم توافق هاريس على أي من الفرضيتين، لكن إجابتها كانت أقرب إلى الأولى، واقترحت أنها لا تزال تعمل بنفس مجموعة القيم في ذهنها، لكن تستخدم أدوات مختلفة في الأوقات المتغيرة.

وقالت إن بعض أهداف "الصفقة الخضراء الجديدة"، التي دافعت عنها في عام 2020، ولم تعد تفعل ذلك الآن، قد جرى معالجتها بالفعل من خلال قانون الحد من التضخم التابع لإدارة الرئيس الحالي جو بايدن، بما في ذلك تحديد أهداف للتعامل مع تغير المناخ.

وتابعت هاريس: "لقد فعلنا ذلك من خلال قانون خفض التضخم.. لقد وضعنا أهدافًا للولايات المتحدة، وبالتالي للعالم أجمع، عندما يتعين علينا تلبية معايير معينة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، على سبيل المثال"، مضيفة أن "حظر التكسير الهيدروليكي" لم يعد ضروريا بسبب التقدم في مجال الطاقة النظيفة.

وسلطت الضوء أيضًا على الهجرة غير الشرعية، وهي القضية التي دفعت فيها ذات مرة إلى إلغاء تجريم المعابر الحدودية غير القانونية، لكنها ركزت مؤخرًا على أمن الحدود.

وعلقت هاريس إن قيمها المتعلقة بما يتعين القيام به لتأمين الحدود "لم تتغير"، مكملة: "لقد أمضيت فترتين كمدعي عام لولاية كاليفورنيا في مقاضاة المنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية، وانتهاكات القوانين الأميركية فيما يتعلق بالمرور غير القانوني للبنادق والمخدرات والبشر عبر حدودنا".

ولم ترد هاريس بشكل مباشر عندما سُئلت عما إذا كانت لا تزال تدعم إلغاء التجريم، قائلة بدلاً من ذلك: "أعتقد أنه يجب أن تكون هناك عواقب"، ولذا "لم تكن التفسيرات الأكثر تنويرًا من حيث أنها لم تتناول حقًا مدى إيمانها بهذه السياسات السابقة"، تُعلق جريدة "واشنطن بوست"، لافتة إلى أن دعم أمن الحدود، على سبيل المثال، "لا يفسر لماذا لا تزال تتحدث عن إصلاح وكالة الهجرة والجمارك أو إلغاء تجريم الهجرة غير الشرعية".

تقوية الطبقة الوسطى

ووعدت هاريس في حال وصولها إلى البيت الأبيض أن تبدأ بالعمل على تعزيز الطبقة الوسطى من خلال استراتيجية تسميها "اقتصاد الفرص"، واستناداً إلى "اقتصاد البيئة" ــ وهي منصة استخدمها سلفها للابتعاد عن السياسات التدريجية التي تحابي الأثرياء وبدلاً من ذلك تعمل على تنمية الاقتصاد "من الوسط إلى الخارج ومن الأسفل إلى الأعلى"، أوجزت هاريس خطتها لمساعدة الأسر المتعثرة.

وقالت: "الناس مستعدون لطريق جديد للمضي قدما"، مؤكدة أنها تأمل في خفض تكاليف السلع اليومية من خلال الاستثمارات الرئيسية، واتخاذ إجراءات صارمة ضد التلاعب بالأسعار، وتوسيع الإعفاء الضريبي للأطفال. كما كررت خطتها لتأمين مساعدة بقيمة 25 ألف دولار لمشتري المنازل لأول مرة.

وبينما اتفقت مع باش على أن الأسعار لا تزال أعلى مما كانت عليه خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، قالت إنها وبايدن ضمنا تعافي البلاد من جائحة "كوفيد-19".

الحرب في غزة

وعرجت هاريس على ملف الحرب في قطاع غزة، مؤكدة أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها"، وهو أمر "لا لبس فيه" ودعم الولايات المتحدة لها "موقف لن يتغير"، لكنها أضافت: "كيف يتم ذلك مهم؟"

وقالت هاريس لباش إنها تدعم حل الدولتين حيث يتمتع الفلسطينيون "بالأمن وتقرير المصير والكرامة"، وإنها تركز على إخراج الرهائن المتبقين في القطاع ووقف إطلاق النار.

وأردفت: "لقد قُتل عدد كبير جدًا من الفلسطينيين الأبرياء.. علينا أن نتوصل إلى اتفاق، وهذه الحرب يجب أن تنتهي".

تيم فالز يدافع عن سجله

خلال معظم المقابلة، أومأ تيم فالز، زميل هاريس في الانتخابات، برأسه مؤيدًا بينما قامت بتفصيل برنامجهم، لكن كان لدى باش أسئلة له أيضًا، خاصة فيما يتعلق بالادعاءات التي أطلقها في الماضي والتصحيحات التي كان على حملته إجراؤها بشأنها.

وخدم فالز في الحرس الوطني بالجيش لمدة 24 عاما وتقاعد في عام 2005 للترشح للكونغرس، أي قبل عام تقريبا من انتشار وحدته في العراق، ولقد تعرض لانتقادات من قبل الجمهوريين الذين شككوا في البداية في قراره بالمغادرة قبل نشر وحدته، قبل أن يتضح أنه شارك في أعمال قتالية هناك بالفعل ولم يتهرب.

كما أخطأ فالز في وصف نوع علاجات الخصوبة التي استخدمها وزوجته في سعيهما للحمل، مشيرًا عدة مرات إلى اعتمادهما على التلقيح الاصطناعي، وأوضح لاحقًا أنهم استخدموا بالفعل إجراء خصوبة شائعًا آخر يسمى "IUI" (التلقيح داخل الرحم)، الذي لا يتضمن تكوين أجنة أو التخلص منها وليس هدفًا للمشرعين المناهضين للإجهاض.

وأضاف: "سجلي يتحدث عن نفسه.. أنا بالتأكيد أعترف بأخطائي عندما أرتكبها.. لن أعتذر عن التحدث بحماس - سواء كان الأمر يتعلق بالأسلحة في المدارس أو حماية الحقوق الإنجابية - فالتناقض لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا".

هاريس تحكي عندما أخبرها بايدن بنيته الانسحاب

وتحدثت هاريس عن اللحظة التي علمت فيها بنية بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي لصالحها، قائلة إنها كانت تجلس لتناول وجبة إفطاء عائلي مع بنات إخوتها الصغار، عندما بدأ الهاتف في الرنين.

وأكملت: "لقد كان جو بايدن.. لقد أخبرني بما قرر القيام به"، مضيفة أنه سرعان ما عرض دعمه لترشيحها، وقالت: "لم يكن تفكيري الأول يتعلق بي، بل كان يتعلق به".

وأضافت هاريس: "أعتقد أن التاريخ سيُظهر عددًا من الأشياء حول رئاسة جو بايدن.. إنه يضع الشعب الأميركي في المقام الأول".

“السؤال التالي من فضلك”: هاريس يرد على هجمات ترامب في مقابلة مع دانا باش من سي إن إن

الرد على هجمات ترامب

وتناولت هاريس تصريحات ترامب الشهر الماضي في مؤتمر للصحفيين الأميركيين من أصول أفريقية، حيث أشار ضمنًا إلى أنها "تحولت من إرثها الهندي إلى الحديث عن أصولها الأفريقية" وذلك لغرض سياسي.

وردت هاريس على تعليقات ترامب، ووصفتها بأنها جزء من "نفس قواعد اللعبة القديمة المتعبة"، ثم عقبت ضاحكة "السؤال التالي رجاءً".

التأثير على الأجيال القادمة

سألت باش أيضًا عن الصورة التي نشرت في جريدة "نيويورك تايمز" لحفيدة أختها أمارا أجاجو، وهي تشاهد هاريس خلا قبولها الترشح عن الحزب الديمقراطي، وماذا يعني ذلك بالنسبة لها كـ"امرأة ملونة". 

وقالت هاريس: "أنا أترشح لأنني أعتقد أنني أفضل شخص للقيام بهذه المهمة في هذه اللحظة – لجميع الأميركيين، بغض النظر عن العرق والجنس.. لكنني رأيت تلك الصورة، وقد تأثرت بها بشدة".

]]>