ما حقيقة استخدام الحوثيين صاروخ "أسرع من الصوت" في استهداف إسرائيل؟
زعم الحوثيون أن الصاروخ الباليستي الذي استخدموه في استهداف تل أبيب يوم الأحد الماضي، هو صاروخ "أسرع من الصوت" أو "فرط صوتي"، قطع المسافة من اليمن إلى إسرائيل، والتي تقدر بأكثر من 1200 ميل، خلال 11 دقيقة و30 ثانية فقط، لكن هناك من يكذب هذه المزاعم.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الصاروخ، على الرغم من سرعته، لم يكن في الواقع صاروخا يفوق سرعة الصوت.
ونشر الحوثيون الإثنين الماضي، لقطات مصورة تظهر إطلاق صاروخهم الجديد على إسرائيل، زاعمين أن صاروخ "فلسطين 2" يفوق سرعة الصوت بخمسة أضعاف، ويتميز بـ"تكنولوجيا التخفي"، ويتمتع بقدرة عالية على المناورة تسمح له بتجاوز الدفاعات الجوية المتقدمة.
ويظهر الفيديو أن الحركة كتبت كلمة "أسرع من الصوت" بالإنجليزية على جانب الصاروخ باللون الأحمر لتوضيح وجهة نظرهم.
لكن تلك السرعة ليست شائعة في الصواريخ البالستية التي تنتج حول العالم، لكن الأمر لا يتعلق بالسرعة فقط، فهذا النوع من الصواريخ له مواصفات معينة.
وخلص سلاح الجو الإسرائيلي إلى أن الصاروخ لم يكن أسرع من الصوت كما ادعى الحوثيون، وفق وسائل إعلام إسرائيلي، فقد سافر في مسار محدد ولم يناور خلال الطيران، مما يعني أنه افتقر إلى السمة الرئيسية للأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وهو مصطلح يستخدم عادة للمركبات الانزلاقية وصواريخ كروز "سكرامجيت" التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وكشفت إيران، التي زودت الحوثيين بالأسلحة منذ فترة طويلة، النقاب في السابق عما تقول إنه صاروخ باليستي تفوق سرعته سرعة الصوت، لكن طهران نفت تقديم مثل هذه القدرات للحركة.
وقال ناطق باسم البنتاغون الإثنين الماضي إن الولايات المتحدة رصدت إطلاق الحوثيين صاروخ باليستي، مضيفا أنهم "يمتلكون بالتأكيد قدرات متقدمة".
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه تم إطلاق صاروخ أرض-أرض من اليمن على إسرائيل في وقت مبكر من صباح الأحد بالتوقيت المحلي، مضيفًا أن التحقيق الأولي يشير إلى أن الصاروخ من المحتمل أن يكون متشظيًا في منتصف الرحلة.
وكتب الجيش الإسرائيلي في بيان على تطبيق الرسائل "تيليغرام": خلال الحادث، قامت أنظمة الدفاع الجوي "السهم" و"القبة الحديدية" بعدة محاولات اعتراض، ونتائجها قيد المراجعة.
وجرى تصميم نظامي "السهم" و"القبة الحديدية" للدفاع ضد الهجمات طويلة وقصيرة المدى، وقال الجيش الإسرائيلي إن شظايا صواريخه الاعتراضية سقطت في مناطق مفتوحة وفي محطة قطار.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت لاحق بأن يدفع الحوثيين "ثمنا باهظا" لأي محاولة لمهاجمة إسرائيل.
وأضاف: "من يحتاج إلى تذكير بهذا فهو مدعو لزيارة ميناء الحديدة"، في إشارة إلى المدينة اليمنية التي قصفتها الطائرات المقاتلة الإسرائيلية في يوليو الماضي ردًا على هجوم مميت شنه الحوثيون بطائرات بدون طيار في تل أبيب.
ونفذ الحوثيون المدعومين من إيران عددا من الهجمات ضد إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي، وأطلقوا صواريخ وطائرات بدون طيار على ممرات الشحن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، مما أدى إلى تحرك عسكري بقيادة الولايات المتحدة، من أجل ضمان حرية الملاحة البحرية في هذا الممر الحيوي.
]]>