سيناريو يستبعد الحرب الشاملة.. إسرائيل تراهن على قبول حزب الله الهزيمة

على الرغم من التحذيرات الإقليمية والدولية من تحول التصعيد الحالي بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب إقليمية شاملة، إلا أن هناك سيناريو آخر يتحدث عن مراهنة إسرائيل على أن الحزب المدعوم من إيران، سيضطر في النهاية إلى قبول "الهزيمة المخزية".

هذا ما طرحه أستاذ الدراسات الإسرائيلية في جامعة ميريلاند والباحث غير المقيم في معهد الشرق الأوسط للدراسات بواشنطن بول شام، في تحليله للجولة الحالية من الصراع، مشيرا إلى اتفاق الإسرائيليين، مواطنين وصناع سياسات، على توجيه ضربة لحزب الله نظرا للهجمات الصاروخية التي يشنها منذ السابع من اكتوبر، بل وأيد العديد من كبار مسؤولي الدفاع الإسرائيليين، بما في ذلك وزير الدفاع يوآف غالانت، مهاجمة الحزب على الفور، ولم يثنه إلا الضغط الأمريكي الشديد، بالإضافة إلى مجموعتي حاملات الطائرات الضاربة التي أمر الرئيس جو بايدن بدخولها إلى المنطقة.

مرحلة جديدة من المخاطر

ويضيف أنه في الأيام الأخيرة، دخل الصراع بين إسرائيل وحزب الله مرحلة جديدة محفوفة بالمخاطر، مع نشر إسرائيل قدراتها الاستخباراتية في الهجمات المتعاقبة على أجهزة النداء واللاسلكي الخاصة بعناصر حزب الله، ما عطل عملياته وجهوده بشكل خطير. قدرات الاتصالات، ثم غارة جوية أودت بحياة معظم قيادات قوات النخبة الرضوان وهجمات على منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله ومواقع عسكرية أخرى.

وتابع شام: "يمكن النظر إلى استراتيجية إسرائيل من أن الهدف هو إنهاء هجمات حزب الله، والحد قدر الإمكان من قوته السياسية والعسكرية، وإجباره على التراجع مسافة 29 كيلومترًا إلى نهر الليطاني، أو حتى نزع سلاحه، كما هو منصوص عليه في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أنهى حرب عام 2006"، لكنه استبعد تحقيق الهدفين لأنه لا توجد قوة في لبنان يمكنها إجبار حزب الله على الانصياع، كما أن إيران ستتحرك لتعزيز قوته مجددا.

إسرائيل تثق في النصر

ويرى الباحث السياسي أنه في حال وقوع حرب واسعة النطاق بين الطرفين، فإن إسرائيل ستربح في النهاية، مع وقوع دمار واسع في البنية التحتية في لبنان، كما ستتكبد هي ايضا خسائر أكثر من أي حرب مضت.

وتابع أن إسرائيل تتخذ قراراتها حيال المواجهة مع حزب الله "بحكمة استراتيجية أكبر بكثير مما أظهرته في قطاع غزة"، وفق تعبيره، حيث أنها تدرك تكلفة وجود قوات لها على الأرض في لبنان كما حدث سابقا، لذا لجأت لأسلوب آخر ومباغت، بدأ بـ"هجمات البيجر" التي فتحت مرحلة جديدة في الصراع، كما وصفها غالات.

شل قدرات حزب الله

وعلق: "كانت هجمات الاتصالات فعالة ومذهلة، لقد أثرت بشكل خطير على قدرة حزب الله على ضرب إسرائيل على المدى القصير والمتوسط ​​من خلال إصابة العديد من قواته وتدمير قدرة اتصالاته، وفي الوقت نفسه، كانت إسرائيل تقتل كبار قادة الجماعة وتدمر مواقعها الصاروخية مع الإفلات من العقاب نسبيا، بينما لم تتسبب ضربات حزب الله، على الرغم من توسيع مجال عملياته، في إلحاق أضرار تذكر بإسرائيل، لكنها سمحت لها بادعاء التصعيد من جانب حزب الله، وبالتالي توسيع نطاق هجماتها الأكثر فعالية".

وأكمل: "على المستوى السياسي، أيد معظم الإسرائيليين منذ فترة طويلة مهاجمة حزب الله. وفي أواخر أغسطس الماضي، اعتقد 67% من الإسرائيليين أنه يجب تكثيف الرد على حزب الله، فهم يدركون جيدا أنه ما بين 60 و80 الف مواطن نزحوا من منازلهم قرب الحدود اللبنانية".

ترويض حزب الله

ويشير شام إلى أن الطرفين "يكافحان من أجل تحقيق الهدف البالغ الأهمية، ولكن غير الملموس، المتمثل في إقامة الردع، وتريد إسرائيل بشدة استعادة صورتها كلاعب ذكي، يتمتع بالقدرة والمعرفة الملطقة، وهي الصورة التي اكتسبتها منذ حرب عام 1967، واحتفظت بها، حتى لو في شكل ممزق إلى حد ما، حتى السابع من أكتوبر، فيما يسعى حزب الله وراعيته إيران إلى الحفاظ على مكانته كقوة بارزة في لبنان والتأكد من بقائه رادعاً لأي أفكار إسرائيلية لضرب إيران، ولا يمكن استخدام الخيار الأخير إلا مرة واحدة، وهذا جزء كبير من السبب وراء إشارة طهران بوضوح إلى أنها لا تريد حربًا أوسع نطاقًا في الوقت الحالي".

ويخلص الباحث إلى أن إسرائيل "تعتقد أنه يمكن ترويض حزب الله دون تدميره، على النقيض من حركة حماس"، مردفا: "إذا تمكن نتنياهو من تحييد حزب الله حتى يتمكن النازحون الإسرائيليون من العودة إلى منازلهم في الشمال، لكن تلك الحسابات محفوفة بالمخاطر، على أقل تقدير، وربما لا يتبع حزب الله السيناريو الإسرائيلي، وفي هذه الحالة قد يشعر نصف إسرائيل على الأقل بتأثير صواريخه، وقد يتضح ذلك في الأيام والأسابيع المقبلة".

]]>

Previous
Previous

كيف أعادت إسرائيل حزب الله سنوات إلى الوراء خلال 8 أيام؟

Next
Next

"سي إن إن": الشرق الأوسط يتجه نحو حرب مدمرة