"سي إن إن": الشرق الأوسط يتجه نحو حرب مدمرة

 "الشرق الأوسط على شفا حرب مدمرة"، هكذا وصفت شبكة "سي إن إن" الأميركية المواجهة المتصاعدة بين حزب الله وإسرائيل، التي أعلنت في وقت سابق اليوم تنفيذ أكثر من 300 غارة اليوم الإثنين قالت إنها استهدفت منازل ومناطق في جنوب لبنان يستخدمها الحزب في تخزين وإطلاق الصواريخ.

وقالت الشبكة الأميركية أن حزب الله يمر "بأحلك ساعاته" منذ أن قصفت القوات الجوية الإسرائيلية مبنى كان يجتمع في قبوه قادة مجموعة "الرضوان" التابعة للحزب، ما أدى إلى وفاة قائدها إبراهيم عقيل والقائد الكبير الآخر أحمد وهبي.

وجاء ذلك إثر "هجوم البيجر" الاستثنائي، حين انفجرت مئات من أجهزة الاتصال اللاسلكي في أيادي أعضاء حزب الله، ليوقع عشرات القتلى ومئات المصابين، وبشكل عام قتل نحو 80 شخصا منذ يوم الثلاثاء الماضي، إضافة إلى 189 قتيلا اليوم، وفق ما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية.

حزب الله يُعاني

وأكدت "سي إن إن"، في تقرير تحليلي لها، أن الحزب، الذي يعد أكبر قوة غير نظامية في العالم، يعاني من الضربات التي وجهت إلى بنيته العسكرية، إضافة إلى الاختراق الإسرائيلي الواضح لصفوفه واتصالاته، وهو ما "أثار الذعر داخله"، حسب مصادر أمنية لبنانية.

وفي مؤتمر صحفي عقد يوم السبت، ألقى وزير الداخلية بسام مولوي خطابا حماسيا، أعلن فيه أن البلاد كانت في خضم "خرقط إسرائيلي وتعهد بتعزيز مراقبة "الأجانب والفنادق والمخيمات السورية".

ولقد طاردت النيران الإسرائيلية حزب الله إلى مخابئه، وهاجمت القواعد والقيادات العسكرية على حد سواء، وكانت هذه واحدة من أعمق الضربات التي تلقاها حزب الله منذ الحرب الشاملة الأخيرة عام 2006. 

صواريخ "فادي"

في حين، قالت الجماعة أيضًا إنها استخدمت عشرات الصواريخ، منها "فادي" بنسختيه الأولى والثانية، ويعتقد أنها صواريخ متوسطة المدى، وإذا تم تأكيد ذلك، فستكون هذه المرة الأولى التي يطلق فيها حزب الله أسلحة خارج ترسانته قصيرة المدى.

ويأمل حزب الله أن يستعيد بعضاً من قوة الردع لديه، لكن الأمر المؤكد هو أن هناك قواعد اشتباك جديدة غير مكتوبة بين الطرفين، فحتى بضعة أشهر مضت، كان من المعتقد أن ضربة إسرائيلية في بيروت من المرجح أن تؤدي إلى انتقام حزب الله في مدينة إسرائيلية كبرى. 

ولكن بعد أن قتلت إسرائيل أحد قادة حماس في جنوب بيروت في يناير الماضي، تبين أن ذلك لم يكن صحيحا، ومنذ ذلك الحين، هاجمت إسرائيل أهدافًا لحزب الله في العاصمة اللبنانية خمس مرات.

وقبل ساعات من الغارة الجوية الإسرائيلية يوم الجمعة، وصف زعيم حزب الله حسن نصر الله الضربات على الأجهزة اللاسلكية بأنها "غير مسبوقة وشديدة"، ما بدا وكأنه اعتراف بخسارة هذه المعركة، إلا أنه أصر على الاستمرار في الحرب.

ويحاول أنصار حزب الله أن يظهروا بمظهر شجاع، فيقول أحدهم، ويدعى حسين، "الحرب هي مباراة ملاكمة.. في يوم تنتصر، تخسر في يوم آخر، ونحن أقوياء بإيماننا، ومستعدون لإراقة الدماء من أجل نصر الله".

الحزب أصبح ضعيفا

وبعد أن أصبح حزب الله ضعيفاً عسكريا وجرى تجريده من عباءة السرية، فقد وصل إلى المرحلة الأكثر حساسية في حربه المستمرة منذ عقود ضد إسرائيل، وكان يأمل أن يؤدي قتاله على مستوى منخفض على الحدود، إلى دعم موقف حماس في المفاوضات، لكن وقف إطلاق النار في غزة يبدو بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى، والآن، يدفع ثمن مواجهته المحدودة مع إسرائيل ثمنا غير محدود.

وفي أبرز بيان له منذ الغارة الجوية الإسرائيلية يوم الجمعة، أعلن الرجل الثاني في حزب الله، نعيم قاسم، "فصلا جديدا" في المواجهات التي وصفها بأنها "معركة بلا حدود".

وعد رد حزب الله أمس الأحد هو الأكبر له منذ بدء المناوشات على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية في أكتوبر الماضي، وتحدثت الحركة عن استهداف قاعدة رمات ديفيد الجوية جنوب شرق حيفا، وموقع رافائيل للصناعات العسكرية شمال حيفا، بينما لم يرد الجيش الإسرائيلي على أسئلة "سي إن إن" حول ما إذا كان الموقع قد تأثر، إلا أن مسؤولين أكدوا وقوع إصابات مباشرة في مكان قريب.

]]>

Previous
Previous

سيناريو يستبعد الحرب الشاملة.. إسرائيل تراهن على قبول حزب الله الهزيمة

Next
Next

لماذا شنت إسرائيل "هجوم البيجر" الآن؟