لم تقدم رؤية اقتصادية واضحة.. هل تخسر هاريس الطبقة العاملة؟
حالة من القلق سيطرت على الديمقراطيين بشأن شعبية مرشحتهم كامالا هاريس بين الناخبين من الطبقة العاملة في ولايات "الجدار الأزرق"، ويسكنسن وبنسلفانيا وميشيغان.
ويريد كبار الديمقراطيين، ومنهم حاكمة ميشيغان، غريتشن ويتمر، أن تتبنى هاريس أجندة اقتصادية أكثر وضوحا، وقد نقلوا مخاوفهم بشأن افتقارها تلك الأجندة إلى حملتها، وفق ما كشفته مصادر لـ"وول ستريت جورنال".
وفي المقابل، سعى منافسها الجمهوري دونالد ترامب جاهدا إلى التودد لأعضاء النقابات والناخبين البيض من غير الحاصلين على تعليم جامعي برسالة تركز على التكاليف المرتفعة والتصنيع وتهديد الصين للاقتصاد الأميركي.
مخاطبة عمال السيارات
وحث الديمقراطيون في ميشيغان حملة هاريس على التركيز أكثر على عمال السيارات وعمال القطاعات الأخرى، عبر تبني خطاب يدعو إلى التنمية الصناعة وبناء مصانع جديدة.
ويريد آخرون أن تقدم هاريس خطابًا أكثر شعبوية، وهي الرسالة التي كانت محورية في المظاهرات في جميع أنحاء الولاية في نهاية الأسبوع الماضي من قبل سناتور فيرمونت بيرني ساندرز ورئيس اتحاد عمال السيارات شون فاين.
وخلال حدث أقيم في "غراند رابيدز" أول من أمس الأحد، ركز ساندرز على مطالب رفع الحد الأدنى للأجور، وتوسيع الضمان الاجتماعي وزيادة الضرائب على الأثرياء والشركات - كل ذلك تحت شعار حاجة الحزب لانتخاب هاريس وهزيمة ترامب.
وقال ساندرز: "علينا أن نفهم أن طبقة المليارديرات اليوم لا تتمتع بقوة سياسية هائلة فحسب"، بل لها تأثير على كلا الحزبين السياسيين، متابعا: "لذا فإن أحد الأشياء التي يتعين علينا القيام بها هو إنشاء حركة سياسية في هذا البلد، بقيادة النقابات العمالية، تخبر طبقة المليارديرات أننا سئمنا من جشعهم".
تعادل في ولايات الجدار الأزرق
تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن هاريس وترامب متعادلان بشكل في ولايات الجدار الأزرق، ويظل الفوز بتلك الولايات إلى جانب نبراسكا، أقوى طريق للحصول على 270 صوتًا في الهيئة الانتخابية، لضمان الوصول إلى البيت الأبيض، وذلك في ظل تأخرها باستطلاعات الرأي في ولايات الحزام الشمسي أريزونا وكاليفورنيا وفلوريدا ونيفادا وتكساس.
وأظهر استطلاع داخلي أجرته حملة الديمقراطية تامي بالدوين في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، تراجع هاريس بنسبة 3% في ولاية ويسكونسن، بينما ارتفع بالدوين 2%، بحسب شخص مطلع على الاستطلاع، والذي فسر هذا التراجع بشعبية الجمهوريين بين الرجال غير المتعلمين بالجامعات في تلك الولاية، فيما أظهرت الاستطلاعات العامة أن هاريس تتقدم بشكل طفيف في الولاية.
كما أن هاريس لم تحصل على الدعم الكبير الذي تلقاه الرئيس الحالي جو بايدن في عام 2020، ورغم تأييد بعض النقابات المؤثرة لها، بما في ذلك اتحاد عمال السيارات المتحدين والاتحاد الدولي لموظفي الخدمة، فقد امتنعت نقابات أخرى عن دعمها، ورفضت جماعة الإخوة الدولية لسائقي الشاحنات دعم أي من المرشحين، كما فعلت الرابطة الدولية لرجال الإطفاء، وكلاهما أيد بايدن قبل أربع سنوات.
كانت الحملة تتوقع أن تحصل هاريس على تأييد نقابة رجال الإطفاء، وخططت لإقامة حدث الأسبوع الماضي في ريدفورد تاونشيب بولاية ميشيغان، وفقًا لشخصين مطلعين على الخطط، لكن عندما رفض الاتحاد الوطني تأييد هاريس بفارق ضئيل، نظمت الحملة حدثا ركز على العمال يوم الجمعة في محطة إطفاء المجتمع، حيث جرى تقديم هاريس من قبل رئيس اتحاد رجال الإطفاء المحترفين في ميشيغان.
وأيدت بعض منظمات "تيمستيرس" هاريس في ولايات ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن.
وقالت حملة هاريس إنها سافرت بانتظام إلى الولايات ذات الجدار الأزرق وشددت على التواصل المستمر، بما في ذلك عبر الإعلانات المكثفة، التي تركز على الناخبين من الطبقة العاملة، كما أشاروا أيضًا إلى أنها وضعت خططًا بشأن قضايا مثل التلاعب بالأسعار وأسعار الأدوية الموصوفة والتي تستهدف هؤلاء الناخبين.
الجمهوريون يفتحون ملفات هاريس القديمة
بينما استهدف الجمهوريون هاريس بسبب مواقفها السابقة بشأن السيارات الكهربائية والعاملة بالوقود الإحفوري، حيث تحظى المركبات باهتمام كبير في ميشيغان، إضافة إلى اهتمام سكان غرب بنسلفانيا بملف التكسير الهيدروليكي.
وفيما يتعلق بالسيارات الكهربائية، دعت هاريس خلال عام 2019 إلى معايير أكثر صرامة للانبعاثات بهدف جعل جميع المركبات الجديدة تصدر انبعاثات صفرية بحلول عام 2035، لكنها تراجعت عن ذلك بهدوء في الآونة الأخيرة.
وفي عام 2019 أيضًا، قالت هاريس إنها تؤيد حظر التكسير الهيدروليكي، وهو موقف يدعمه دعاة حماية البيئة، لكنها تخلت منذ ذلك الحين عن هذا الموقف.
وقال مستشار ترامب، كوري ليفاندوفسكي، إن الناس في جميع أنحاء البلاد ينظرون إلى هاريس على أنها "المرشحة الأكثر تطرفًا وخطورة لحزب كبير في تاريخ" الولايات المتحدة، معقبا: "شعب ميشيغان يعرف ذلك، والأشخاص الذين يعملون في صناعة السيارات يعرفون ذلك".
وقالت النائبة السابقة كونور لامب (ديمقراطية من بنسلفانيا)، وقد سبق لها تمثيل منطقة في بيتسبرغ، إن هاريس حققت تقدمًا لكنها لا تزال بحاجة إلى الترويج لبرناجها أمام الناخبين الأكثر اعتدالًا واستقلالية في غرب بنسلفانيا.
وأضافت: "الإقناع الحقيقي للمجموعة الأخيرة التي نحتاجها، الأشخاص الذين قد يصوتون لصالح الجمهوريين في أماكن أخرى في صناديق الاقتراع، أعتقد أنه سيتطلب المزيد من الرسائل من قبل نائبة الرئيس، وذلك من خلال فعاليات في قاعات المدينة ومقابلات وما إلى ذلك.. الرسالة قوية، لكن من الواضح بالنسبة لي أنه لا يزال هناك بعض المتشككين، ويتعين علينا بذل المزيد من الجهد لضمهم إلى معسكرنا".
]]>