الولاية الأهم في الانتخابات الأميركية.. الطريق إلى البيت الأبيض يمر عبر بنسلفانيا
من بين الولايات السبع المتأرجحة في انتخابات الرئاسة الأميركية، تبرز بنسلفانيا كأبرز ولاية، وتمثل "الجائزة الكبرى" إذ تضمن للفائز فيها 19 صوتا في المجمع الانتخابي، ولا توجد طريقة تقريبًا أمام المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس أو منافسها الجمهوري دونالد ترامب للفوز بدونها.
ورصدت جريدة "واشنطن بوست" التركيز "الفريد من نوعه" على ولاية بنسلفانيا خلال هذا الخريف، وقبل أيام من إجراء الانتخابات في نوفمبر المقبل، إذ أنفقت حملتا ترامب وهاريس مئات الملايين من الدولارات على الإعلانات التي تستهدف الناخبين، أكثر من أي مكان آخر.
وأضافت الجريدة: "نادرًا ما يكون هناك يوم لا تتواجد فيه هاريس أو ترامب، أو نائبيهما في الانتخابات، حاكم ولاية مينيسوتا تيم فالز أو السيناتور جيه دي فانس من ولاية أوهايو، في مكان ما في الولاية، بل في كثير من الأحيان يحضر اثنان من هؤلاء الأربعة".
احتدام المنافسة
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن الولاية تشهد منافسة محتدمة، إذ تتقدم هاريس بـ2%ن على ترامب، بينما كان الفارق في الانتخابات الماضية 4% لصالح المرشح الديمقراطي وقتها، الرئيس الحالي جو بايدن.
وتعد أكبر مدينتين في ولاية بنسلفانيا، فيلادلفيا في الشرق وبيتسبرغ في الغرب، معقلين للديمقراطيين، وخارج فيلادلفيا، أصبحت الضواحي التي اعتادت التصويت للجمهوريين منذ أمد بعيد ديمقراطية بشكل متزايد، ومع ذلك، فإن المقاطعات المحيطة ببيتسبرغ تميل إلى الجمهوريين. بقية الولاية "تتشح بالأحمر" في الغالب.
وفي 2020، فاز بايدن في 13 مقاطعة فقط من أصل 67 مقاطعة، وفي عام 2016، فازت كلينتون بـ 11 مقاطعة فقط.
"واشنطن بوست" استطلعت آراء العديد من الناخبين في بنسلفانيا، حيث أعرب أنصار ترامب عن حماستهم للتصويت من أجله، فيما تضارب موقف طلاب الجامعات حول دعم هاريس بسبب الحرب في الشرق الأوسط، وانقسم العمال النقابيون بشكل وثيق حول اختيارهم، فيما تحفَّزت نساء الضواحي لانتخاب هاريس في مقاطعة يُنظر إليها على أنها "تقدمية".
بالنسبة للناخبين في ولاية بنسلفانيا، فإن ترامب شخصية معروفة، في السراء والضراء، أما هاريس فهي أقل شهرة، ولا يعني ذلك أن "صفحتها بيضاء"، لكن لديها الكثير للعمل عليه.
وقد يواجه ترامب صعوبة في جذب الناخبين الذين يحتاجهم للفوز، وسيكون التحدي الذي تواجهه هاريس هو تخفيف المخاوف منها كـ"مرشحة مجهولة" للكثيرين، والتغلب على نقص الحماس بين البعض في ائتلافها.
وإذا فاز ترامب بولاية بنسلفانيا، فسيكون ذلك لأن بعض مؤيديه المحتملين، الذين لا يدعمونه في كل سياساته، أكثر قلقًا بشأن الهجرة والتضخم وتصوراتهم السلبية عن هاريس، وهم بذلك يغضون الطرف عن بعض الانتقادات التي تطال ترامب بسبب سلوكه، حيث يبذل جهودا كبيرا من أجل تخطي إخفاقه في انتخابات 2020.
وإذا فازت هاريس، فسيكون ذلك لأنها قامت بتعبئة نساء الضواحي بشكل كامل؛ ودفعت عددًا كبيرًا جدًا من الناخبين الشباب، وخاصة الرجال السود، إلى التصويت، أولئك الذين يرون أن ولاية ترامب الثانية قد لا تكون في صالحهم.
حشد جمهوري في فولتون
وفي مقاطعة فولتون، يحشد الجمهوريون طاقاتهم من أجل دعم ترامب، مركزين على شعارات خاصة بالحدود، وذلك ما ظهر في حفل عشاء نظمه الحزب حيث رفعت لافتات مكتوب عليها "حدود ترامب آمنة.. حدود كمالا مفتوحة"، و"ضرائب ترامب منخفضة.. ضرائب كامالا مرتفعة".
ويعيش في فولتون 14 ألفا و500 شخص، وهي مقاطعة صغيرة، لكنها قوية من الناحية السياسية، إذ لسنوات عديدة، قدمت فولتون أعلى نسبة من الأصوات للمرشحين الرئاسيين الجمهوريين من أي مقاطعة في بنسلفانيا، ولقد فاز ترامب بنسبة 85% من الأصوات فيها خلال عام 2020.
وفي مقاطعة سنتر، التقت "واشنطن بوست" ثمانية طلاب بكلية الصحافة، سيدلي ستة منهم بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى.
انتقادات طلابية لهاريس والديمقراطيين
ويرى الطلاب أن اقتصاد الولايات المتحدة لا يقدم سوى آفاق متوسطة للأشخاص في مثل سنهم، ما يدل على وجود "نظام سياسي مختل ومحبط"، ويتساءلون "كيف سمح الجيل الذي في السلطة أن تصل الأمور إلى هذه النقطة".
قال براندون كوخ إنه "من المثير للغضب بشكل لا يصدق" مشاهدة السياسيين الذين يكبرونك بعقود من الزمن "يناقشون على خشبة المسرح وكأنهم أصغر منك بعشر سنوات وتشعر أن فئتك العمرية هي الفئة الأكثر نضجًا بكثير".
وعلقت هولي ديمر: "من الصعب جدًا رؤية هذا المستوى من عدم النضج". "لكن الناس الذين ينتمون إلى هذا الجيل ينظرون إلينا بازدراء شديد".
وتوقع الطلاب الذين تمت مقابلتهم في ولاية بنسلفانيا أن تفوز هاريس بأصوات الحرم الجامعي بسهولة نسبيًا، وفي عام 2020، فاز بايدن في دوائر الحرم الجامعي بحوالي 70% من الأصوات، ولقد كان الناخبون الشباب ديمقراطيين بقوة في الانتخابات الأخيرة، هنا وفي أماكن أخرى، ولكن هذا العام كانت هناك انقسامات بينهم.
لكن الحرب في الشرق الأوسط ألقت بظلالها على موقف العديد من الطلاب، الذين وجهوا انتقادات حادة إلى الحزب الديمقراطي في تعاطيه مع النزاع بين إسرائيل وحماس، وفي القلب منها مواقف هاريس، حيث وصفها أحدهم بأنها "مستسلمة" لوجهة النظر اليمينية.
]]>