تفوق هاريس الضخم على ترامب في جمع التبرعات لا ينعكس في الاستطلاعات
لم يكن تفوق حملة نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في جمع التبرعات كافيا لأجل حسم استطلاعات الرأي، التي أظهرت في الفترة الأخيرة تقدما ملحوظا لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب، ليقلص الفارق معها بشكل كبير، بل ويظهر في صدارة بعض الاستطلاعات.
وأظهرت ملفات لجنة الانتخابات الفيدرالية حصول حملة هاريس واللجان المتحالفة معها أكثر من مليار دولار في الربع الثالث، مما سمح لها بالإنفاق بشكل كبير على الإعلانات التلفزيونية والرقمية، وجهود الاتصال بالناخبين في الأيام الأخيرة قبيل الانتخابات، وذلك بالمقارنة مع حملة ترامب.
وأعلنت حملة هاريس جمع 221.8 مليون دولار في سبتمبر، ما يمثل ثلاثة أضعاف المبلغ الذي جمعته حملة ترامب في الشهر نفسه، وهو 62.7 مليون دولار فقط.
ميزة "الكاش" في صالح هاريس
وتفوقت هاريس على ترامب في "ميزة الكاش" بمجرد إعلان ترشحها ممثلة عن الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة، مستفيدة من سيل من التبرعات الصغيرة من الديمقراطيين الذين كانوا متحمسين لأنها حلت محل الرئيس جو بايدن على رأس التذكرة، وقد جمعت 126 مليون دولار من 1.4 مليون متبرع في أقل من ثلاثة أيام بعد انسحاب بايدن من السباق.
وأظهر تحليل أجرته جريدة "واشنطن بوست" أن هاريس تدير حملة يبلغ حجمها نحو ثلاثة أضعاف حجم حملة ترامب، وقد جمعت نائبة الرئيس مليار دولار في أقل من 80 يومًا بعد دخولها السباق، وفقًا للعديد من الأشخاص المطلعين على المبلغ.
وأظهرت التقارير الجديدة المقدمة يوم الثلاثاء أن أداة هاريس الأساسية لجمع التبرعات الكبيرة هو صندوق هاريس فيكتوري، الذي جلب "مبلغًا مذهلاً" قدره 633 مليون دولار خلال الربع الثالث، وكان هذا أكثر من أربعة أضعاف مبلغ 145 مليون دولار الذي جلبه النظير الجمهوري "صندوق النصر"، وفقًا للتقارير المقدمة الأسبوع الماضي.
الإنفاق لا ينعكس في الاستطلاعات
وعلى الرغم من هذه الميزة الضخمة في الإنفاق، إلا أن حملة هاريس لا تزال تكافح من أجل التفوق بشكل كبير على ترامب في استطلاعات الرأي الرئيسية المتأرجحة في الولاية.
ويعتقد مستشارو هاريس أن السباق لا يزال متقاربا في كل الولايات المتأرجحة الرئيسية، ويشيرون إلى التكلفة العالية لاستهداف الناخبين الذين يصعب الوصول إليهم وقليلي العدد في سبع ولايات مختلفة تماما.
ويُظهر متوسط استطلاعات الرأي الأخيرة لجريدة "واشنطن بوست" أن هاريس تتقدم في أربع من الولايات السبع التي من المرجح أن تحدد الانتخابات – ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن ونيفادا – لكن الفارق ضئيل، بينما يتقدم ترامب في ولايات أريزونا ونورث كارولينا وجورجيا، حيث قامت هاريس بحملتها أمس الأحد كجزء من حملة التي يقودها الديمقراطيون لدفع الناخبين السود إلى الإدلاء بأصواتهم مبكرًا.
تفوق ترامب
كما جاءت توقعات حديثة لـ "ذا هيل" في صالح ترامب، ولأول مرة منذ إعلان هاريس ترشحها، حيث أظهر النوذج أن ترامب لديه فرصة 52% للفوز بالرئاسة بينما تبلغ فرصة هاريس 42%.
ومنذ أواخر أغسطس، وضعت توقعات الانتخابات فرص هاريس للفوز بنحو 54 إلى 56%، مع فرص ترامب بنحو 44 إلى 46%.
ومع ذلك، في 17 أكتوبر، بدأت هذه الديناميكيات في التحول، إذ توقع النموذج أن يكون المرشحان متساويان في احتمالات الفوز الشهر المقبل، وبعدها بثلاثة أيم أصبحت تميل لـ"ترامب".
ويتزامن التحول في توقعات الانتخابات مع تحسن متوسطات استطلاعات الرأي للمرشح الجمهوري في ويسكونسن وميتشجان، وهما ولايتان متأرجحتان كانتا في السابق تميلان قليلاً نحو هاريس، ةكان لدى ترامب بالفعل ميزة ضئيلة في أريزونا وجورجيا وكارولينا الشمالية.
ومن بين الولايات السبع المتأرجحة التي يُنظر إليها على أنها حاسمة في تحديد نتيجة انتخابات 2024، فإن ولاية بنسلفانيا هي الوحيدة التي لا تزال تفضل هاريس في متوسط استطلاعات الرأي.
ومع ذلك، لا يزال السباق محتدمًا، وفقًا لتوقعات الانتخابات، حيث تظل استطلاعات الرأي في جميع الولايات السبع ضمن هامش الخطأ، مما يعني أن عدم دقة استطلاعات الرأي النموذجية يمكن أن تحول النتائج في أي اتجاه.
ومن المتوقع أن تكون هذه الولايات حاسمة في تحديد المرشح الذي يصل إلى 270 صوتًا انتخابيًا حاسمًا، وحاليًا، لا يتمتع ترامب ولا هاريس بتقدم واضح في عدد كافٍ من الولايات لتأمين هذا العدد.
]]>