بـ"شاهين" و"العقاب".. هكذا قلبت المعارضة معادلة السيادة الجوية في سوريا

طالما أوعزت قيادات فصائل المعارضة في سوريا المختلفة الخسائر التي تكبدتها خلال السنوات الماضية، إلى التفوق الجوي الذي تتمتع به قوات النظام، خصوصا بعد انخراط سلاح الجو الروسي في المعارك منذ 30 سبتمبر 2015، لكن مع الهجوم الجديد الذي انطلق قبل أيام، بدأت تلك المعادلة في التغير.

وتمكنت المعارضة السورية من تشكيل كتائب تحت اسم "شاهين" و"سرايا العقاب" التي تولت تطوير عدد من الطائرات دون الطيار بنماذج مختلفة، ودخلت الخدمة بشكل فعلي خلال عملية "ردع العدوان"، وتراوحت بين الطائرات المسيرة التجارية، وأخرى المطورة و"الثقيلة" التي تستطيع حمل نحو 100 كيلوغرام من المتفجرات.

ونشرت حسابات المعارضة على موقع "إكس" العشرات من مقاطع الفيديو الملتقطة سواء لمقاتلين على الأرض، أو من كاميرات مثبتة على تلك الطائرات، وتظهر وهي تستهدف مواقع وأرتال لقوات النظام في مناطق العمليات سواء بريف حلب الغربي أو في ريف حماة.

ولم يقتصر الأمر على ضرب قدرات النظام فقط، بل استُخدمت طائرات "شاهين" و"العقاب" في هجمات نوعية، حيث أعلن الآن على ما لا يقل عن ثلاث عمليات استهداف لقيادات أمنية وعسكرية للنظام، وآخرها هجوم على اجتماع في مصياف بريف حماة حيث يُرجح أنه لقادة رفيعي المستوى كانوا يخططون لإعادة ترتيب نقاط دفاعية لصد قوات المعارضة، وفق حسابات مقربة لها.

كما طالت ضربات المسيرات أيضا القواعد الجوية التي تنطلق منها الطائرات الحربية التابعة للنظام، وظهر في مقطعي فيديو مشاهد تظهر إعطاب طائرتين جراء تلك الهجمات.

وفي هذا السياق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان الإثنين، إن قوات المعارضة لجأت إلى استخدام المسيرات لضرب تجمعات قوات النظام بعدما لقت منها مقاومة خلال تقدمها في ريف حماة.

تكتيكات غربية

وأشار "كاليبر أوبسكورا" إلى أن فصائل المعارضة المسلحة اتبعت تكتيكات غربية في عمليتها الحالية، وتعتمد على "الطائرات المسيرة" بشكل واسع النطاق.

وقال الحساب المتخصص في الشؤون العسكرية، في منشور على "إكس"، إن قوات المعارضة استخدمت المسيرات "بشكل فعال" في مهام القيادة والسيطرة ومراقبة الخطوط الأمامية والاستطلاع، بل و"تجاوزت قدرات قوات النظام السوري".

وأضاف: "يتم استخدام طائرات انتحارية صغيرة بدون طيار لتعطيل الهجمات المضادة، بما في ذلك هجمات الفرقة 25 النخبة التابعة لقوات النظام، ويعد إسقاط القنابل اليدوية من الطائرات المسيرة تكتيكا شائعا وفعالا".

وتابع: "تقوم قوات المعارضة بتشغيل وحدات النخبة في أدوار المراقبة والاستطلاع، وغالبا ما تعمل أمام قوات المشاة النظامية"، مشيرا إلى أن "تنسق هذه الوحدات بشكل وثيق مع فرق الطائرات بدون طيار لتوجيه الضربات المدفعية وغيرها من الضربات، كما تستخدم على نطاق واسع أجهزة الرؤية الليلية الحرارية التي تعمل على تحسين العمليات الليلية والاستطلاع".

وأضاف أن قوات المعارضة "تعمل تحت قيادة موحدة، على غرار العقيدة العسكرية الغربية، ومراكز قيادة مركزية متصلة بشبكة، كما القوات الأوكرانية، وهذا يضمن عمليات منسقة واستراتيجية، ويتم التعامل مع سياسة الانشقاق والاستسلام (من قوات النظام) بطريقة منهجية ومهنية".

وأشار إلى أن "التحسينات الهائلة في أمن المعلومات التشغيلية تمنع التسريبات وتضمن النجاح في المهام الحساسة، واستراتيجية الاتصالات المتطورة تكمل الجهود العسكرية، مما يزيد من نجاح حملة" المعارضة.

]]>

Previous
Previous

الاستخبارات الأوكرانية: القوات الروسية في سوريا "محبطة" وتعاني من "خسائر فادحة"

Next
Next

السيد ميثم عيسى: جبهة الإسناد لم تُفد الغزيين