روسيا تُخلي قاعدتها البحرية في طرطوس.. وتدفع بـ"الفيلق الأفريقي" لدعم الأسد

كشف معهد دراسات الحرب إخلاء روسيا قاعدتها البحرية في طرطوس شمال سوريا، معلقا بأن هذا الإجراء قد يعني أن روسيا لا تنوي إرسال تعزيزات كبيرة لدعم نظام بشار الأسد، لكنها قد ترسل عناصر من "الفيلق الأفريقي" لمساندته.

واستند المعهد، في تقرير له، إلى صور أقمار صناعية التقطت على مدار أيام السبت والأحد والإثنين الماضية، والتي أظهرت أن روسيا أزالت كل "أصولها" في القاعدة وهي ثلاث فرقاطات وغواصتين وسفينتين للنقل اللوجيستي.

وأضاف أن السفن هي "فرقاطتين من فئة الأدميرال جولوفكو جورشوف، وفرقاطة من فئة الأدميرال جريجوروفيتش جريجوروفيتش، وغواصة من فئة نوفوروسيسك كيلو، وغواصة يلنيا ألتاي وسفينتين للنقل اللوجيستي".

أين ستذهب تلك القوات؟

ولا تستطيع روسيا إعادة نشر هذه السفن في موانئها على البحر الأسود، لأن تركيا تطبق اتفاقية "مونترو"، التي تمنع السفن الحربية الروسية من المرور عبر المضائق التركية، وفق المعهد، الذي رجح أن تعيد موسكو نشر السفن في قواعدها شمال غرب روسيا ومنطقة كالينينغراد.

وأفادت مديرية الاستخبارات العسكرية الرئيسية في أوكرانيا، أمس بأن القيادة العسكرية الروسية نشرت على الأرجح قوة بعدد غير محدد من الفيلق الأفريقي في سوريا، لمعاونة قوات النظام التي تتقهقر أمام ضربات المعارضة.

و"الفيلق الأفريقي" هو تشكيل عسكري استحدثته موسكو لملء الفراغ الذي ترتكته شركة "فاغنر" في أفريقيا، وقد دفعت به بالفعل في دول مثل ليبيا ومالي والنيجر، حيث خاض في بعض تلك الوجهات قتالا عنيفا من تشكيلات مسلحة محلية هناك.

وقال معهد دراسات الحرب أنه لا يمكنه التأكد من خبر نشر عناصر الفيلق الأفريقي في سوريا، ولكن ولو كان صحيحا، فأنه يشير إلى تجنب القيادة العسكرية الروسية إعادة نشر قوات نظامية في سوريا، لأنهي تعطي الأولوية في أوكرانيا. 

ويخلص المعهد إلى أن سحب روسيا لقطعها البحرية من طرطوس والنشر المزعوم لقوات الفيلق الأفريقي في سوريا يظهر أنها "تشعر بالقلق من أن قوات المعارضة السورية قد تتقدم جنوبًا إلى حماة" ثم تهدد قاعدة طرطوس، وأنها لن تلجأ إلى نشر تعزيزات كبيرة في سوريا على المدى القريب لمنع مثل هذا التقدم.

وفي سياق متصل أشار المعهد إلى إجراء إيران اتصالات مع أطراف في العراق وروسيا للتنسيق من أجل "دعم النظام السوري ضد قوات المعارضة السورية"، وقد تولى هذا الملف الضابط العسكري الإيراني الكبير، محمد باقري، مكالمات هاتفية منفصلة مع المسؤولين العراقيين والروس لمناقشة دعم الأسد.

وتلك الأنباء دفعت الجيش الإسرائيلي إلى إصدار بيان أكد فيه أنه لن يسمح بنقل المساعدات العسكرية إلى سوريا وحزب الله عبر الطرق الجوية، وقال إنه سيستهدف أي طائرة شحن عسكرية إيرانية ستهبط في مطار دمشق.

وميدانيا تشتد المعارك حاليا في محيط مدينة حماة، حيث تمكنت قوات المعارضة أمس من السيطرة على مدرسة المجنزرات وتقدمت في المحور الشرقي وصولا إلى مناطق تماس مع قوات النظام في حي الصواعق، كما أنها تحاول حاليا السيطرة على جبل زين العابدين الاستراتيجي، الذي يطل على المدينة، وفي محور آخر يتواصل القتال العنيف في قمحانة، وهي جزء من خط الدفاع الذي شكلته قوات النظام على عجل بعد انسحابها من مدينة حلب قبل عدة أيام.

]]>

Previous
Previous

"واشنطن بوست": سقوط مدوي للنظام السوري بعد هجوم "مُذهل" للمعارضة

Next
Next

الاستخبارات الأوكرانية: القوات الروسية في سوريا "محبطة" وتعاني من "خسائر فادحة"