هل يخشى حلفاء روسيا الأفارقة من مصير الأسد؟
منذ أن بدأت روسيا غزوها للأراضي الأوكرانية مطلع العام 2022، اتخذت سياسة نشطة في أفريقيا، خصوصا دول الساحل والصحراء، وقدمت نفسها لـ"حلفاء محليين" على أنها شريك يعتمد عليه بدلا من القوى الأوروبية صاحبة "النفوذ التقليدي" في تلك المنطقة.. فهل اهتزت تلك الصورة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا؟
وتلقت موسكو الاتهامات، من خصومها وحتى حلفائها، بشأن الطريقة التي تعاملت بها مع نظام الأسد في مواجهة المعارضة السورية، التي نجحت في إنزال هزيمة "قاسية" وسريعة بقوات النظام، في الوقت الذي اكتفت فيه روسيا بضربات جوية استهدفت مرافق مدينة تخضع للمعارضة.
روسيا خانت الأسد
ويقول كبير الباحثين في المركز المغاربي للإعلام والدراسات والتكوين عز الدين عقيل إن روسيا خانت الأسد، فهي تقدم نفسها على أنها حليف موثوق ولكنها مستعدة لأن "تطعن حلفائها في الظهر".
وأضاف عقيل إن الإعلام في روسيا بالأمس كان يصف المقاتلين ضد نظام الأسد في سوريا على أنهم "إرهابيون" واليوم تغيرت الأمور وصارت تقول إنهم "المعارضة المسلحة".
وخرجت تصريحات كثيرة خلال الأيام الماضية من مسؤولين روس بشأن رغبة موسكو في استمرار تواجدها في قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية في سوريا، وقد فتحت "قنوات اتصال" مع المعارضة السورية حول هذا الأمر.
ويرى الباحث السياسي الليبي أن روسيا سبق أن تخلت عن حليفها في ليبيا وهو المشير خليفة حفتر، قائد ما يعرف بـ"الجيش الوطني الليبي"، خلال حربه في العام 2019 للسيطرة على العاصمة طرابلس، وذلك مقابل تفاهمات مع قوى إقليمية أخرى.
التمدد الروسي في أفريقيا
ويرى الباحث السياسي التشادي علي موسى أن السبب وراء تقارب دول الساحل والصحراء في أفريقيا مع روسيا لا يتعلق بالتوافق على مفاهيم مشتركة بقدر أنه يعبر عن مشكلات بين تلك الدول والدول الأوروبية مثل فرنسا، التي تمثل المستعمر القديم.
وخلال الأعوام القليلة الماضية، تمددت روسيا بشكل واضح في أفريقيا حيث أصبح لها موطئ قدم دائم في ليبيا، إضافة إلى تواجد قوي في دول مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو وأفريقيا الوسطى، كما كان من المرشح أن تدخل بقوة في تشاد أيضا بعد أن أخرجت الأخيرة القوات الفرنسية لديها.
ووجهت طيلة الفترة الماضية أصابع الاتهام إلى موسكو بالوقوف وراء عمليات الانقلاب التي جرت في بعض تلك الدول، خصوصا وأن الأنظمة الجديدة بها سعت إلى علاقات وثيقة مع روسيا.
ويرى الباحث التشادي أن ما حدث في سوريا فرصة لكي يتعظ الحكام بتلك الدول من المسار الذي يقطعونه، و"قد يكون مصيرهم أيضا الهرب أو أمر أكثر قسوة من ذلك.
يشار إلى أن عدد من التقارير الأجنبية أوضحت أن روسيا قد تسعى إلى تجهيز قاعدة جديدة في طبرق شرق ليبيا، من أجل استضافة أصولها الحربية التي ستغادر سوريا حال عدم الوصول إلى اتفاق مع المعارضة السورية.
وحسب خبراء عسكريين، سيتسبب فقدان روسيا لموقعها في سوريا إلى صعوبات لوجستية كبيرة لعمليات روسيا في البحر المتوسط وأفريقيا، وسيكون من الصعب توجيه إمدادات لقواتها العاملة في دول الساحل والصحراء، والتي تقاتل تحت اسم "الفيلق الأفريقي".
]]>