"فورين بوليسي": ردع الحوثيين يتطلب دعم أطراف يمنية مناوءة
دعت مجلة "فورين بوليسي" السلطات الأميركية إلى اتخاذ نهج جديد في التعامل مع الحوثيين، ومنها "دعم أطراف يمنية" في تعزيز دفاعاتها ضد الجماعة، بما يردعها من السيطرة على حقول النفط والغاز التي تسعى إلى الهيمنة عليها "لتمويل طموحاتها الإقليمية".
ونشرت المجلة الأميركية، تحليلا مشتركاً بعنوان "الحوثيون لا يتراجعون"، أعدته بيث سانر، نائبة مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية السابقة، والتي عملت كمستشارة استخباراتية للرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال فترة ولايته الأولى، وجنيفر كافاناج، وهي مديرة التحليل العسكري وزميلة بارزة في مؤسسة أولويات الدفاع الأميركية، وتعمل أستاذة مساعدة في جامعة جورج تاون.
ورأت الكاتبتان في التقرير، أن المهمة الأميركية لإضعاف "الحوثيين" لم تحقق أهدافها، مع استمرار الجماعة اليمنية في استهداف السفن الحربية الأميركية والسفن التجارية، وإطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل.
وأضاف التقرير : ردت إسرائيل والولايات المتحدة خمس مرات، ودمرتا بنية تحتية تابعة للموانئ وقطاع الطاقة، إلّا أن “الحوثيين” استمروا بإطلاق النيران.
وبحسب الكاتبتيْن في المجلة الأميركية "تحتاج واشنطن إلى استراتيجية جديدة ترتكز على إنهاء مصادر قوة الحوثيين المتنامية، وليس على العوارض التي تظهر في البحر الأحمر فحسب، هم يستطيعون مواصلة هجماتهم عبر المسيّرات والصواريخ الرخيصة نسبيًا وتحمّل الهجمات المضادة إلى أجل غير مسمّى، أما الولايات المتحدة فتدفع مليارات الدولارات وتستنزف الذخائر النادرة التي أنتجت على مدار سنوات والتي هي ضرورية لخوض حرب في المحيط الهادىء.
وربما تُنفق واشنطن ما يصل إلى 570 مليون دولار سنويًا على مهمّة فشلت في حل المشكلة، فهذه العمليات استنزفت الجهوزية من خلال إجبار سفن البحرية الأميركية وحاملات الطائرات على تمديد فترات الانتشار، ما يتسبب بعمليات ترميم تستهلك الوقت، وتقليص حجم الأسطول المتوفر، وفق التقرير.
وأشارت "سانر" و"كافاناج" إلى، أن "مواصلة الحملة الدولية التي فشلت على صعيد كسب الدعم من غالبية الحلفاء والشركاء، وفي تحقيق الهدف المعلن في حماية الملاحة، تجعل واشنطن تبدو عاجزة في أحسن الأحوال"، ودعتا إدارة الرئيس دونالد ترامب القادمة إلى "استبدال الحملة العسكرية الفاشلة الحالية بحل دائم يخنق مصادر تمويل الحوثيين، كما يتوجّب استبدال الحملة بحل مستدام يطالب الحلفاء والشركاء بتولّي دور أكبر يتحول في ما بعد إلى دور قيادي في سياق هذه المساعي وفي حماية حركة الملاحة الإقليمية”.
ولفتت الكاتبتان الأميركيتان إلى، أن "ترامب يستطيع أن يستفيد من علاقاته الشخصية القوية مع قادة إقليميين من أجل دفع سلطنة عمان ودولة الإمارات والسعودية والهند إلى تنظيم حملة صارمة ضد من يدعم الحوثيين ماليًا ولوجستيًا".
كما تحدّثتا عمّا يجب أن يتخذ من خطوات لمواجهة أنصار الله، فقالتا : يجب أن تدعم المساعي الجماعات اليمنية، وتستطيع الدول الإقليمية مساعدتها في بناء دفاعاتها من أجل منع “الحوثيين” من السيطرة على حقول النفط والغاز اليمنية، والتي ستستخدم من أجل تمويل طموحات الجماعة الإقليمية. كذلك يجب أن يكون الدور الأميركي امتدادًا لإستراتيجية أوسع نطاقًا لإضعاف نفوذ إيران الإقليمي، عبر إجراءات عقابية اقتصادية ودبلوماسية. ويجب أن تنسق الولايات المتحدة و”إسرائيل” أي ضربات عسكرية مستقبلية على قدرات “الحوثيين”، ويجب أن يكون العمل العسكري دقيقًا. من المفضّل العمليات السرية، مثل استهداف السفن الاستخباراتية الإيرانية وقادة ومموّلين للحوثيين؛ على حدّ تعبيرهما.
وخلصت الكاتبتان إلى، أن الوقت حان لإنهاء حملة الجيش الأميركي في البحر الأحمر، لكن تجاهل التهديد "الحوثي" بالكامل سيكون غباءً إستراتيجيًا، وفي النهاية تقتضي مصلحة ترامب أخذ التحديات في اليمن على محمل الجد ووضع مسار للتعامل معها".
]]>