بعد تصريحاته حول كندا وبنما وغرينلاند.. هل بدَّل ترامب سياسة الانعزال بـ"التوسع"؟

فتح حديث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حول ضم كندا وغرينلاند إلى الولايات المتحدة، واستعادة السيطرة على قناة بنما، المجال أمام العديد من التساؤلات والتكهنات حول سياسة ترامب الخارجية خلال إدارته الثانية، فهل هذه التصريحات مجرد مناورة أم تغيير في السياسة من الانعزال إلى "التوسع"؟

وتناولت جريدة "بوليتيكو" الأميركية الأمر حيث رأت أن ترامب "غير في أجندته" السياسية التي تحمل شعار "أميركا أولاً"، وذلك من النهج الانعزالي في ولايته الأولى إلى نهج أكثر تدخلاً، يسعى إلى إعادة رسم مستقبل أميركا، حتى فيما يتعلق بوضعها الجغرافي.

ومن المقرر أن يتولى الرئيس المنتخب منصبه رسميا في وقت لاحق من هذا الشهر، حيث سيواجه أزمات عصيبة يمر بها العالم، لعل أبرزها الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، والتصدي لمحاولات روسيا والصين المستمرة لتعزيز مواقعهما الاستراتيجية على الساحة العالمية.

وبدأ ترامب حملة لـ"إعادة أميركا لصدارة العالم" بإطلاق وعد بفرض مجموعة من الرسوم الجمركية على جيران الولايات المتحدة، المكسيك وكندا.

وشدد ترامب يوم الثلاثاء على اهتمامه بضم كل من غرينلاند وكندا، لأسباب استراتيجية واقتصادية، ووعد بأنه لن يستخدم القوة العسكرية، بل الضغط الاقتصادي فقط، لجعل كندا الولاية الأمريكية رقم 51، لكنه لم يقدم نفس الوعد فيما يتعلق بغرينلاند، كما تعهد بتغيير اسم خليج المكسيك إلى "خليج أمريكا".

وأرجع ترامب تحوله الملحوظ على ما يبدو في نظرته للعالم إلى المشهد الجيوسياسي المتغير بين فترات رئاسته، وزعم أنه في إدارته الأولى "هزم داعش" و"لم يخض أي حروب". وقال إنه يعود الآن إلى السلطة في ظل "عالم يحترق".

وجادل ترامب مرارًا وتكرارًا يوم الثلاثاء بأن هذه التحركات كلها في مصلحة الأمن القومي والازدهار الاقتصادي.

وتأتي تصريحاته في الوقت الذي ينتشر فيه أفراد عائلته وإدارته القادمة في جميع أنحاء العالم لزرع بذور أجندة "ماغا" أكثر عالمية، إذ قام دونالد ترامب جونيور، نجل الرئيس المنتخب، بزيارة غير رسمية إلى جرينلاند يوم الثلاثاء مع حلفاء ترامب القدامى سيجيور جور وتشارلي كيرك لتصوير محتوى للبودكاست. ومن غير المقرر أن يحضر أي اجتماعات مع مسؤولي حكومة غرينلاند.

ولطالما فضل ترامب شراء المنطقة المتمتعة بالحكم الذاتي - والتي لا تمثل أهمية استراتيجية للولايات المتحدة فحسب، بل تأتي بموارد طبيعية وفيرة، بما في ذلك المعادن الأرضية النادرة - من الدنمارك وحاول القيام بذلك آخر مرة في عام 2019.

وتوقع ترامب أن "شعب [غرينلاند] سيصوت على الأرجح لصالح الاستقلال أو الانضمام إلى الولايات المتحدة".

ردت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن، بأن "غرينلاند" ملك لسكانها، قائلة: "من ناحية، أنا سعيد بتزايد الاهتمام الأميركي بغرينلاند. لكن بالطبع من المهم أن يتم ذلك بطريقة يكون فيها القرار للسكان".

وفي الوقت نفسه، هدد الرئيس المنتخب بأن "كل الجحيم سوف يندلع في الشرق الأوسط" إذا لم يتم التفاوض على إطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس بحلول الوقت الذي يتولى فيه منصبه في أقل من أسبوعين. وأضاف: "لن يكون ذلك جيدًا لحماس، ولن يكون جيدًا بصراحة لأي شخص".

وقال المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف – الذي وصل لتوه إلى الدوحة بقطر – في ظهور قصير إلى جانب الرئيس المنتخب إن المفاوضين "على وشك" التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وعزا ويتكوف هذا التقدم إلى ترامب، مكملا: "مكانته وما يقول، والخطوط الحمراء التي وضعها هناك – هي التي تقود هذه المفاوضات".

كما كرر ترامب اهتمامه باستعادة السيطرة على قناة بنما وانتقد قرار الرئيس السابق جيمي كارتر بنقل السيطرة على القناة إلى بنما مقابل دولار واحد.

اكتسبت هذه التصريحات أهمية أكبر هذا الأسبوع حيث يرقد كارتر في قاعة الكابيتول المستديرة بينما يجتمع كبار الشخصيات الأمريكية والأجنبية لحضور جنازته في الكاتدرائية الوطنية يوم الخميس.

وقال ترامب إنه "أحب" كارتر "كرجل" لكنه كان "ضد بشدة" قرار الرئيس السابق بالتخلي عن السيطرة على قناة بنما.

حتى عندما كان يفكر في استيلاء الولايات المتحدة على كندا، كان ترامب يفكر في من يعتقد أنه يجب أن يتولى منصب رئيس الوزراء المقبل للبلاد، مع تنحي جاستن ترودو جانبًا، قائلاً إنه اقترح على أسطورة الهوكي واين جريتسكي أن يتقدم لتولي المسؤولية.

]]>

Previous
Previous

طفرة في تسجيل شركات التكنولوجيا بالسعودية.. و135 مليار دولار عوائد متوقعة من "الذكاء الصناعي"

Next
Next

هكذا كان 2024 العام الأفضل للإمارات "منذ تأسيسها"