استطلاع: العالم لا يشارك أوروبا القلق بشأن ترامب

في الوقت الذي تبدي فيه أوروبا مخاوفها بشأن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وسياساته المحتملة سواء فيما يتعلق بالحرب الدائرة في أوكرانيا، أو فرض رسوم جمركية محتملة على الاتحاد الأوروبي، تخرج أصوات حول العالم "مرحبة" بترامب.

ونشرت جريدة "بوليتيكو" الأميركية، على موقعها الإلكتروني، استطلاع رأي كبير أجرته منظمة المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، شمل 28 ألف فرد في 24 دولة حول العالم، أعرب "الغالبية" العظمى منهم عن "ارتياحهم" بشأن عودة ترامب للبيت الأبيض، وأنه أمر "جيد" للولايات المتحدة والعالم ولتحقيق السلام الدولي.

وشملت القائمة الهند والمملكة العربية السعودية وروسيا والصين وجنوب أفريقيا، حيث أظهرت البيانات أن ثلاثة من كل خمسة أشخاص يصدقون وعد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة، ويعتقد واحد من كل اثنين أنه سيحقق السلام في الشرق الأوسط، والصادم أيضا أن الرأي السائد في كل مكان هو أنه "سيعمل بالفعل على تحسين علاقات واشنطن مع بكين"، وهو رأي يؤيده بشكل لافت للنظر ما يقل قليلاً عن نصف المشاركين الصينيين في الاستطلاع.

العالم يختلف مع أوروبا بشأن ترامب

ومن عجيب المفارقات أن الأشياء ذاتها التي تجعل عودة ترامب إلى البيت الأبيض مخيفة إلى هذا الحد في نظر العديد من الأوروبيين هي التي تجعله جذابا في نظر بقية العالم، وفق الاستطلاع.

وتشعر أوروبا بالذعر إزاء الخطاب المحيط بمبدأ "أمريكا أولا"، وفكرة مفادها أن الولايات المتحدة سوف تتوقف عن دعم النظام العالمي لصالح ملاحقة مصالحها، لكن هذه الفكرة أصبحت أكثر رواجا بين أنباء الطبقة المتوسطى في جميع أنحاء العالم، فهؤلاء يشعرون براحة أكثر بشان فكرة تركيز الولايات المتحدة على وضعها الداخلي، وتقليل تدخلاتها عالميا، بما يفسح المجال أمام "عالم أكثر تفاعلا بين قوى مختلفة". 

لكن الاستطلاع لا يخلو من جانب إيجابي: على الرغم من أن الأوروبيين أنفسهم قد ينظرون بشكل قاتم إلى مكانتهم العالمية في هذا العصر الترامبي الجديد، إلا أن بقية العالم لديه تقدير أعلى للقوة الأوروبية - والتحدي هو كيفية تعاملهم مع القضايا المهمة.

ويظهر الاستطلاع أنه لا توجد رغبة لدى أوروبا في الظهور بمظهر "زعيمة المقاومة" ضد ترامب، أو الاستمرار في السيطرة على الدول الأخرى أو إلقاء المحاضرات عليها حول كيفية متابعة شؤونها.

ومع ذلك، فإن أغلبية كبيرة في جميع أنحاء العالم تنظر إلى الاتحاد الأوروبي باعتباره قوة عظمى قادرة على الحفاظ على مكانتها إلى جانب الصين وأمريكا وتحقيق مصالحها الخاصة، والسؤال الحقيقي هو ما إذا كان يمكنها الاتفاق على ماهية تلك المصالح؟

ولن تتمكن أوروبا من حماية نفسها من تكتيكات "فرق تسد"، التي قد تتبعها قوى كبرى مثل "بكين وموسكو"، إلا من خلال التغلب على انقساماتها.

ملفات بين ترامب والاتحاد الأوروبي

ويرى ترامب أن الدول الأوروبية عليها "دفع الأموال" من أجل ضمان استمرار الحماية الأميركية لها، حيث يضغط الرئيس الأميركي المنتخب من أجل رفع مساهمتها في حلف الشمال الأطلسي "ناتو" إلى 5% من ناتجها المحلي.

ويعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ومحاولات التسوية السياسية للصراع، من إحدى النقاط التي اهتم بها ترامب خلال حملته الانتخابية، حيث تحدث عن قدرته في إتمام "صفقة" بخصوص هذا الأمر، وتترقب أوروبا المبادرة التي قد يطرحها مع بدء ولايته خلال شهر يناير الجاري.

أما الملف الاقتصادي، فقد طالب ترامب من دول الاتحاد الأوروبي باستيراد المزيد من الطاقة "النفط والغاز" من الولايات المتحدة، وعدم الارتكان على دول أخرى مثل روسيا التي تمثل تهديدا للاتحاد، كما أنه يسعى إلى تغيير الميزان التجاري وجعله في صالح الولايات المتحدة، حيث قد يضع في خطته فرض رسوم جمركية بشكل جماعي على الاتحاد الأوروبي أو بشكل فردي لكل دولة على حدى.

]]>

Previous
Previous

"وول ستريت جورنال": إدارة ترامب لن تقبل استمرار حماس في حكم غزة

Next
Next

تفاصيل معركة التحرير ورؤية المقاتلين لمسقبل سوريا