"وول ستريت جورنال": إدارة ترامب لن تقبل استمرار حماس في حكم غزة
مع نجاح جهود الوسطاء، مصر والولايات المتحدة وقطر، في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس، طرأ على السطح تساؤلات حول مستقبل الحركة في القطاع، وما إذا كانت أميركا "ستغض" البصر عنها.
هذا السيناريو استبعده مقال تحليلي بجريدة "وول ستريت جورنال"، بالنظر إلى توجهات ترامب، وآراء فريقه في إدارته الجديدة، فقد قال المرشح لمنصب وزير الدفاع بيت هيجسيث أمام مجلس الشيوخ إنه "يؤيد قيام إسرائيل بتدمير حماس وقتل كل عضو بها"، بينما تساءل المرشح لوزارة الخارجية مارك روبيو، في جلسة أخرى، "كيف يمكن لأي دولة قومية على هذا الكوكب أن تتعايش جنباً إلى جنب مع مجموعة من المتوحشين مثل حماس؟".
هل يمنح ترامب الضوء الأخضر للقضاء على حماس؟
ويُلمح المقال إلى أن ترامب "قد يمنح الضوء الأخضر" لإسرائيل من أجل الاستمرار في القضاء على حماس، لو رفضت إعادة بقية الرهائن، الذين من المقرر البدء في إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، أو امتنعت عن "نزع سلاحها"، أو عطلت الموافقة على سلطة جديدة للقطاع، مستشهدا بتعهد الرئيس المنتخب أمس الأربعاء بأن "يعمل بشكل وثيق مع إسرائيل للتأكد من أن غزة لن تصبح مرة أخرى ملاذا آمنا للإرهابيين"، حسب تعبيره.
وسيكون المتغير الرئيسي هو استعداد السيد ترامب لدعم إسرائيل إذا رفضت حماس إعادة بقية الرهائن، ونزع سلاحها والموافقة على حكومة غير إرهابية في غزة. بعد ستة أسابيع من الآن، هل سيمنح السيد ترامب إسرائيل الدعم للخروج من الصفقة والقضاء على حماس؟ وتعهد الأربعاء "بالعمل بشكل وثيق مع إسرائيل وحلفائنا للتأكد من أن غزة لن تصبح مرة أخرى ملاذا آمنا للإرهابيين".
إسرائيل رفضت مع بايدن ووافقت مع ترامب
ويرجع المقال موافقة إسرائيل الآن على الاتفاق، ورفضها طيلة الأشهر الماضية، إلى أنها كانت تشعر أن الرئيس منقضي الولاية جو بايدن "سيجبرها على صفقة" لا تؤمن مصالحها، وهو "إنهاء حكم حماس في غزة"، لكن الأمر مختلف الآن مع عودة ترامب إلى الحكم.
كان على إسرائيل دائمًا أن تخشى أن تحاول إدارة بايدن إجبارها على التوقف عن تدمير حماس، الأمر الذي كان يبعث على الأمل في أن يجبر السيد بايدن إسرائيل على إبرام صفقة سابقة لأوانها. ولهذا السبب لم تصل المحادثات إلى أي مكان حتى فوز السيد ترامب في الانتخابات.
الضغط بالقوة الأميركية
وعلى الرغم من محاولات بايدن "أخذ الفضل" في التوصل إلى الاتفاق "على أساس الخطوط التي رسمها في خطته المطروحة في 31 مايو 2024"، إلا أنه لم يتمكن من تمريره إلى بعد تهديد ترامب باستخدام القوة الأميركية وفتح "جحيم" في الشرق الأوسط لإعادة الرهائن، حسب المقال، الذي تساءل: "إذا كانت خطة بايدن ناجحة فلماذا تمرر إلا الآن؟".
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي اليوم الخميس للموافقة على الصفقة، التي من المتوقع أن تبدأ يوم الأحد، حيث سيجري إطلاق سراح 33 رهينة من إجمالي 94 متبقين لدى حماس، أحياء أو أموات، وسيكون هذا في المرحلة الأولى من الصفقة التي مدتها ستة أسابيع.
ويشير المقال إلى تقديم إسرائيل "تنازلات كبيرة، لعل أبرزها الانسحاب من معظم أنحاء غزة، بما في ذلك ممر نتساريم الذي يفصل بين شمال وجنوب القطاع" وذلك بعد ضغط مشترك سواء من إدارة بايدن أو من مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الأمر الذي جعل رئيس الوزراء بنيامين نتياهو يتعرض إلى "انتقادات شديدة من اليمين الإسرائيلي" بسبب قبوله الصفقة، بما في ذلك العديد من أعضاء حزبه، واتهموه "بالتنازل عن المكاسب العسكرية في غزة"، والتخلي عن القطاع لحماس.
تنازلات حماس
لكن المقال يشير إلى تقديم حماس تنازلات أيضا، بما في ذلك فيما يتعلق بممر فيلادلفيا، وبقاء القوات الإسرائيلية فيه ولو جزئيا، وعدم الانسحاب إلا بعد إتمام الاتفاق بمراحله الثلاثة، وليس من المرحلة الأولى كما أرادت الحركة.
كما أن "حماس" وافقت على عمليات التفتيش لسكان غزة العائدين من جنوب القطاع إلى شماله، والأمر الأكثر أهمية هو أنها "تخلت عن مطلبها بأن توافق إسرائيل على إنهاء دائم للحرب في بداية المرحلة الأولى من الصفقة".
وهذا يعني أنه إذا فشلت المفاوضات بعد المرحلة الأولى، فإن إسرائيل تستطيع استئناف القتال سعياً إلى هزيمة حماس وإطلاق سراح بقية الرهائن، والبديل هو التفاوض إلى أجل غير مسمى، كما اقترح بايدن أمس الأربعاء، أو الانتقال إلى المرحلة التالية من الصفقة، والتي تتضمن نهاية دائمة للحرب التي من المرجح أن تحكم على غزة بالبقاء تابعة لحماس، وسيكون هذا سلامًا زائفًا يمهد الطريق لتجدد الصراع مرة أخرى، وفق المقال.
]]>