كل الطرق تؤدي إلى الرياض.. السعودية "وسيط موثوق" في القضايا الدولية

بدبلوماسية فعالة وخطط اقتصادية طموحة، تمكنت السعودية من الارتقاء من مكانتها كقوة إقليمية كبيرة، إلى لاعب مهم على الساحة الدولية، وقد نجحت في فعل ما أخفق فيه الكثيرين، وهو كسب احترام الأطراف المنخرطة في قضايا وصراعات حول العالم.

هذا ما جال بخاطر مراسل "سكاي نيوز" المخضرم مارك ستون خلال حضوره مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" السعودي الذي عقد مؤخرا في ميامي الأميركية.

ووصف ستون، في مقاله بموقع "سكاي نيوز" الإنجليزي، المؤتمر بأنه نسخة مماثلة للمؤتمر الاقتصادي "دافوس"، حيث يعقد كل عام في المملكة العربية السعودية، ويديره صندوق الثروة السيادية السعودي، ويقول القائمون عليه إنه "حدث سنوي يجمع الناس معًا للاستثمار في الحلول الواعدة".

عكس المؤتمر في نسخته الأخيرة وعيا كبيرا لدى المملكة بالأحداث، حيث تناولت "ضربت اجتماعاته السرية أوتار أبرز القضايا التي تشغل العالم" كما يرى ستون.

فمن ملكية الدول للمسطحات المائية إلى نهاية التعددية وما تعنيه للعالم، وصولا إلى إنشاء اقتصادات مرنة في أوقات عدم اليقين، وبزوغ فجر عصر جديد من التعاون الاقتصادي بين أميركا والشرق الأوسط.. كل هذه الموضوعات ناقشتها تلك الجلسات.

وفي أحد تلك الجلسات تحدث ممثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، فيما أدار الحوار جاريد كوشنر.

كما كان ترامب هو المتحدث نفسه في أول حدث، وقد رحب برؤية استثمارات سعودية ضخمة في أميركا تصل قيمتها إلى تريليون دولار، وفي المقابل، فهو يستثمر في الرياض أيضًا.

ويقول المراسل المختص في شؤون الشرق الأوسط وأوروبا أن السعودية سطع نجمها كوسيط موثوف في القضايا العالمية، إذ استضافت الرياض المحادثات الروسية - الأميركية يوم الثلاثاء الماضي، كما ستكون المكان الذي ستعقد فيه القمة المرتقبة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ومنذ ولاية ترامب الأولى، عملت السعودية على تعزيز نفوذها الجيوسياسي، وأدرك ترامب قيمة الكبيرة للمملكة، والحديث لـ"ستون"، الذي لفت إلى أن الرياض تعرف كيف تجري محادثات اقتصادية ناجحة مع إدارة بايدن.

ويشير مراسل "سكاي نيوز" إلى استخدامها المعاملات الاقتصادية في تحقيق أهداف جيوسياسية، ووتقول لشركائها "نريد الاستثمار.. لكن لدينا أيضًا أجندتنا الخاصة في الدبلوماسية الإقليمية".

وفي الشرق الأوسط، تضع السعودية رؤيتها الخاصة بشأن قطاع غزة، وأيضا بشأن ملف التطبيع مع إسرائيل، وإبرام اتفاقية دفاع مشتركة مع الولايات المتحدة.

وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، فإن السعوديين "سعداء للغاية بلعب دور الوسيط" الأمر الذي يضعهم في مركز الصدارة عالمياا.

أما إيران، فإن الرياض تتحرك بشكل مناسب يمكنها من أن يكون لها رأي في حال ما أبرم اتفاق نووي جديد بين طهران والغرب.

ويختتم ستون: "كان هناك وقت كانت فيه الطرق الدبلوماسية تمر عبر الأماكن مثل واشنطن ولندن وبروكسل وبرلين وباريس.. الآن إنها المملكة العربية السعودية".

]]>

Previous
Previous

"وول ستريت جورنال": حماس توافق على استئناف صفقة الرهائن "دون مراسم"

Next
Next

في أضعف حالاته.. حزب الله "يكافح" لدفع مستحقات عناصره